«الدولية للأرصاد» تشيد بقمة COP27.. وتصدر تقريرها الأولي عن أوضاع الطقس بالعالم
أشادت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية بكثافة الحضور وكفاءة التحضير وحسن التنظيم لقمة المناخ المنعقدة حاليًا في شرم الشيخ بدورتها السابعة والعشرين (COP27).
وقالت المنظمة - في بيان - "إن قمة شرم الشيخ ستكون منصة انطلاق لتحرك دولي قادم لإعادة تصحيح الأوضاع المناخية في العالم، ومعالجة السياسات المتسببة فى تلك التغيرات".
وبهذه المناسبة، أصدرت المنظمة تقريرا "أوليا" عن أوضاع الطقس العالمي 2021 / 2022، وذلك استباقا لإصدار التقرير التحليلي النهائي السنوي للمنظمة في موعده المعتاد كل عام في مارس 2023.
ودق التقرير ناقوس الخطر الناجم عن ارتفاع معدلات غازات ثاني أوكسيد الكربون والميثان وأوكسيد النايتريك في أجواء الغلاف الجوي للأرض بصورة تفاقم من ظاهرة الاحتباس الحراري للغلاف الجوي للأرض، وتجعل الكرة الأرضية محاطة بغلاف رهيب من التلوث يرفع درجة حرارتها وهو ما يعرف بظاهرة "الصوبة الكونية" المعبرة عن حالة الاحتباس الحراري للأرض.
كما كشف التحليل الأولي لعينات من هواء الأرض عن تفاقم أزمة الانبعاثات الملوثة الضارة خلال العام 2021 / 2022 بصورة فاقت مستوياتها في الأعوام السابقة ، واستطرد التقرير بالقول " إن مستويات غاز الميثان في أجواء الأرض ارتفعت خلال العام 2021 / 2022 ، بواقع 25 ضعف المعدل الآمن بيئيا ، مقارنة بالمستويات المسجلة قبل عامين ، مشكلة بذلك ( غلافا خطرا ) يحبس الانبعاثات الكاربونية و الكبريتية في طبقات الغلاف الجوى القريبة من سطح الأرض و يخلق ظاهرة الأمطار الحمضية " .
وأشار التقرير إلى أن مستويات حرارة الجو في العالم خلال العام 2021 / 2022 تفوق مستوياتها المعلومة في الفترة من العام 1850 و حتى العام 1900 بنحو 5ر1 درجة مئوية ، وأرجع التقرير إلى هذا السبب ما شهده العالم من ارتفاعات غير طبيعية فى درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض خلال الأعوام القليلة الماضية، بدءا من العام 2015 وحتى العام الجاري 2022 ، الذى سجلت فيه مراصد المنظمة أعلى درجات ارتفاع لغلاف الأرض ، نافية وجود أية مؤشرات لتراجعها .
وكشف تقرير المنظمة الدولية للأرصاد كذلك عن تأثر بحار العالم ويابسته خلال العام 2021 / 2022 بحالة ارتفاع حرارة الغلاف الجوى السابق الإشارة إليها، حيث وصلت مستويات الذوبان في المحيط المتجمد الشمالي لمستويات خطرة رفعت بدورها مناسيب مياه البحر والمحيطات في العالم ، فمنذ يناير 2020 زادت مناسيب مياه البحار في العالم بواقع 10 ميلليمترات، ولا تزال تلك المناسيب في تصاعد مستمر نتيجة انصهار جليد القطب الشمالي .
تجدر الإشارة إلى أن المنظمة الدولية للأرصاد بدأت عام 1993 الاعتماد على الأقمار الاصطناعية في تقدير معدل ذوبان جليد القطب الشمالي مرة كل عامين ، حيث يعتبر الخبراء المنظمة تحلل جليد القطب الشمالى هو " ترمومتر " قياس الارتفاع الحراري للأرض ومؤشرا عليه .
وكشفت قياسات الأقمار الاصطناعية عن ذوبان حوالي 6 % من جليد القطب الشمالى خلال العام 2021 / 2022 ، للعام السادس والعشرون على التوالي من حالة ذوبان ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوى للأرض .
فبحسب التقرير " يعنى ارتفاع معدل ذوبان المحيط المتجمد الشمالي ارتفاعا أعلى في مستويات الحرارة فى مناطق العالم الصحراوية " ، وقال التقرير إن منطقة الصحراء الكبرى الإفريقية مرشحة لأن تكون هي الأشد تضررا من ذلك ، وهو ما وشت به بيانات منظمة الارصاد الجوية خلال عامى 2021 / 2022 .
وشهدت الصين خلال ذات الفترة المشار إليها في الدراسة أطول موجة ارتفاع حرارة ممتدة، وكان صيف العام 2022 هو الصيف الأشد سخونة على الصينيين مقارنة بسخونة صيف العام 2021 .
وارتفعت متوسطات الحرارة في بريطانيا لما فوق 40 درجة مؤوية في يوليو الماضي ، وفي السويد سجلت حرارة الجو درجة هي الأعلى منذ العام 1947 وكانت 2ر37 درجة مئوية ، وكان ذلك في يوليو الماضى ، و في المقابل ضرب الجفاف أنهارا أوروبية فى أغسطس الماضى ، كأنهار الراين و البوير و الدانوب .
وفي المقابل شهد يوليو وأغسطس الماضيان فيضانات غير مسبوقة في تاريخ باكستان أودت بحياة 1700 باكستاني و شردت 9ر7 مليونا ، وأثرت على معيشة وحياة و استقرار ما لا يقل عن 33 مليون باكستاني .
كما سيؤدى ارتفاع حرارة الأرض إلى حدوث تراجع في معدل تكون الجليد في دول مناطق العالم الباردة في الأعوام القادمة ، و ستكون سويسرا هي البلد الأكثر تضررا من ذلك، فخلال الـ 22 شهرا الماضية تراجع معدل تكون الجليد فى سويسرا من 77 كم / مكعب إلى 49 كم / مكعب ، أي بما يقارب الثلث.
وأشار تقرير المنظمة الدولية للأرصاد إلى حقيقة هامة، وهي أن محيطات العالم تستقبل نحو 90 % من الانبعاثات الغازية الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري ، وأن عمليات الرصد التتبعي لدرجات حرارة المحيطات خلال الأعوام العشرين الماضية أكدت اضطراد ارتفاعات حراراتها بفعل تخزين غازات الاحتباس الحراري الضارة فباتت نسبة لا تقل عن 55 % من مسطحات المحيطات في العالم مسرحا لمرور موجات حارة محملة بالرطوبة خلال الفترة 2021 / 2022 ( مرتفعات جوية )، فيما شهدت 22 % فقط من مسطحات محيطات العالم مرور موجات باردة فوقها ( منخفضات جوية ) ، وقال التقرير إن هذا الوضع هو المسئول عما شعر به سكان العالم وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط من تقلبات في حرارة الجو ما بين حرارة و برودة بفعل تناطح المرتفعات و المنخفضات الجوية .
وخلال الفترة من 1981 و حتى 2010 تراجعت مساحة القطب المتجمد الشمالي بواقع 78ر4 مليون كيلومتر مربع، حيث تراجع معدل تكون الجليد فيه بصورة كبيرة بلغت 92ر1 مليون كيلومتر مربع، وفق قياس الخامس و العشرين من فبراير الماضى ، وهو أقل من معدلات التراجع السابقة لتكون الجليد فب القطب الشمالي، وكانت مليون كيلومترا مربعا خلال الأعوام العشرة الماضية .