قضية الأمن الغذائي محور ندوة ”فورين بوليسي” على هامش قمة المناخ COP27
صرحت راوية منصور رائدة الأعمال والرئيس التنفيذي لشركة رامسكو مصر وأويسيز تكنولوجيز موناكو، إن قضية الأمن الغذائي أحد أهم القضايا التي يجب تسليط الضوء عليها خلال مؤتمرات تغير المناخ نظرا لتأثيرها القوي في المجتمعات، حيث أن إرتفاع درجات الحرارة الناتجة عن تغير المناخ أدى لعدم إمكانية زراعة كثير من الأغذية، مشيرة إلى أنه لابد أن يتاح مساحة أكبر لمناقشة أبعاد قضية الأمن الغذائي والحلول الرائدة والمبتكرة في هذا المجال لضمان توفير غذاء آمن وصحي للأجيال القادمة.
جاء ذلك خلال ندوة مجلة "فورين بوليسي" التي شاركت بها راوية منصور حيث كانت المتحدثة الوحيدة من مصر، وتأتي الندوة بعنوان "معالجة الأمن الغذائي من خلال منظور يراعي الفوارق بين الجنسين"، حيث والتي أقيمت على هامش فاعليات مؤتمر تغير المناخ COP27، وضمت العديد من قادة الأعمال الدوليين وأصحاب المشاريع الرائدة من جميع أنحاء العالم المعنيين بقضايا الأمن الغذائي والمساواة بين الجنسين منهم "دان جليكمان" وزير الزراعة الأمريكي السابق، و"برام جوفيرتس" المدير العام لـشركةCIMMYT، استر موارا مويرو المدير العام لمؤسسة Stand for Her Land للدفاع عن حقوق المرأة في امتلاك الأراضي، وبيانكا داجر، أحد مؤسسي شركة بريميوس فيردس.
وأوضحت راوية منصور لقد بدأت العمل في هذا المجال من خلال مشروعي رامسكو للتنمية المستدامة والزراعة العضوية، العمل في مجال إعادة تدوير مخلفات الغذاء من خلال استخدام "الفحم الأخضر" وهي احدى الطرق الفريدة للقضاء على الانبعاث الحراري، لأننا نعمل على تحسين التربة وتقليل المياه المستغلة، حيث نوفر 30% فوق التنقيط أي ما يقرب من 60% مع التنقيط، وفي نفس الوقت نقدم غذاء صحي بدون استخدام أي مبيدات فهذا المشروع يؤدي إلى الاقتصاد الدائري، حيث أننا نقوم بإعادة تدوير جميع المخلفات الزراعية لكي تصبح صفرية."
وأضافت راوية منصور:" حصلت على براءات اختراع في مشروعين أولهم هي ماكينة "Bio char" أو الفحم الأخضر التي تقوم بتصنيع الفحم الأخضر من قش الأرز بجانب مخلفات أخرى، بدلا من التلوث الحادث من قبل من حرق هذه المخلفات، وبراءة الاختراع الثانية كانت في المخصبات أو المحسنات الزراعية وهي التي تعمل على تقليل استخدام الماء وفي نفس الوقت تزيد الإنتاجية، كما حصلنا على شهادات أوروبية بجودة المنتجات والمحاصيل العضوية وإمكانية تصديرها."
وبالإضافة إلى ذلك استطاعت "منصور" من خلال مشروعها تمكين السيدات والفتيات في المجتمعات الزراعية التي تعمل بها، حيث أشارت إلى أن السيدة كانت تحصل على نصف الأجر الذي يحصل علية الرجل من العمل في الزراعة، بجانب اقتناص جزء آخر من أجرتها لصالح المشرف على الحقل، ولكن تمكنت راوية من تحقيق الحد من عدم المساواة بين الجنسين في مشروعها وإعطاء أجور متساوية ومتكافئة دون أي خصومات أو تعديات على حقوق المرأة.
وأكدت راوية أن تمكين السيدات في المجتمعات الزراعية أعطاها قوة واستقلالية مادية وقضت على فكرة الزواج المبكر الذي كانت تلجأ إليه الكثير من الأسر للتخلص من أعباء الفتيات المادية، مشيرة أنها منظومة متكاملة إذا تكاتفت الجهود لإصلاحها ستؤدي إلى نتائج إيجابية في المجتمع ككل.
ومن جانبه أكد وزير الزراعة الأمريكي السابق "دان جليكمان" على كلمة السيدة راوية، موضحًا أن غالبية العاملين في الزراعة حول العالم هم من النساء، وعلى الرغم من هذه الحقيقة، فإنهن يواجهن أجورًا غير متكافئة ويواجهن العنف في العديد من المناطق.
وصرح "برام جوفيرتس"، المدير العام لـ CIMMYT، إن عمل شركته في التنوع البيولوجي يساعد على تحقيق الأمن الغذائي وتهديدات الهجرة التي أشارت إليها السيدة راوية بإيجاز في كلمتها. من خلال تقديم أصناف القمح والابتكارات التي يقودها الإنسان والتي يمكن أن تمنع النزاعات المحتملة وتعزز التغذية البشرية، فقد أصبحت الابتكارات الحيوية للشركة أكثر أهمية في عالم يواجه الآثار المحتملة لتغير المناخ.
وقد استعرضت الندوة العديد من الآراء والتوجهات وفتحت مجالات التواصل بين البلدان المختلفة تحت مظلة COP27 سعياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإبراز النماذج الرائدة والابتكارات الإيجابية والفاعلة في هذا المجال.