”الميتافيرس” وتحديات الاقتصاد الإعلامي والتغيرات المناخية .. ندوة بالشارقة للكتاب
نظم مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة - خلال مشاركته في النسخة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب - مساء اليوم ، ندوة بعنوان "تحولات استراتيجية: كيف سيكون العالم في عام 2023".
تناولت الندوة 3 محاور ..الأولي بعنوان عالم ما بعد الانترنت: كيف ستغير الميتافيرس حياتنا للدكتور إيهاب خليفة، والمحور الثاني : تحديات رئيسية : الاقتصاد العالمي في عام 2023 للأستاذ علي صلاح ، اما المحور الثالث فجاء بعنوان تحد عالمي : التداعيات الاستراتيجية لتغير المناخ للأستاذ محمد العربي.
وقال الدكتور إيهاب خليفة خلال الندوة إن الميتافيرس هو عالم ما بعد الانترنت.. مشيرا إلى أن تغيير عدد كبير من الشركات التكنولوجية الكبرى استراتيجياتها ينذر بأن الجيل الجديد القادم من الإنترنت سوف يتحول من فضاء ثنائي البعد 2D ،يتم استخدامه عبر شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية، إلى فضاء ثلاثي الأبعاد 3D ،يمكن الدخول إليه والمشاركة في تفاعلاته والتجول بداخله وليس فقط مشاهدته، وهو ما يمهد الطريق إلى إلغاء فكرة الهواتف الذكية تماما من حياتنا البشرية ويبتكر طرقا جديدة للتواصل البشري، وينشأ مجموعة لا متناهية من العوالم الافتراضية التي قد يراها البعض مفيدة لصالح التطور البشري، وقد يراها البعض الآخر كابوسا ينذر بنهاية الحياة البشرية.
وأشار إلى أن الظروف التي شهدها العالم خلال انتشار فيروس "كوفيد -19 ، التي أصبح فيها الانترنت هو عماد التفاعلات البشرية، سواء في التعليم أو العمل أو الطب أو التسوق أو غيرها، دفع إلى التفكير في مستقبل الانترنت بصورة عامة، وكذلك مستقبل التفاعلات البشرية، تلك التفاعلات التي بات محورها الفضاء الإلكتروني والشبكات الاجتماعية .
وقال .. بدأ التساؤل عن الشكل الجديد الذي يجب أن تكون عليه تلك التفاعلات في المستقبل، وكيف سيكون شكل الإنترنت؟ وكيف سيتم استخدامه؟ وهل من وسيلة للانتقال إلى داخله بدلا من مشاهدته عبر شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية؟ وما الوسيلة التي سوف يتم استخدامها خلال السنوات العشر القادمة مثلما كانت الهواتف الذكية خلال السنوات العشر الماضية؟ أسئلة كثيرة ومتنوعة دفعت في اتجاه التفكير نحو إنشاء عالم الميتافيرس.
من جهته تطرق علي صلاح في المحور الثاني بعنوان : الاقتصاد العالمي في عام 2023 ، إلى التطورات التي شهدها النظام الاقتصاد العالمي في العقود الماضية، لاسيما منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين، الذي شهد تغيرات عميقة وجوهرية، جعلت الاقتصاد العالمي أكثر انفتاحاً عن ذي قبل .
واستعرض مظاهر الانتكاس التي شهدها النظام الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة، بعد أن دخل في معتركٍ جديدٍ، وشهد تطورات سلبية عديدة تهدد مستقبله بشكل عام، بعد أن شهد نزعة دولية غير مسبوقة، حيث تبارت الدول في فرض رسوم جمركية على منتجات بعضها البعض، وعمت مظاهر الاحتكار وتقييد حرية دخول الأسواق، وتزايدت ممارسة الدول لحروب العملات، من أجل دعم تنافسية الصادرات في الأسواق الدولية، وغير ذلك من ممارسات تجتمع كلها تحت مسمى واحد وهو "الحروب الاقتصادية".
وفى المحور الثالث والأخير الذي جاء بعنوان التداعيات الاستراتيجية لتغير المناخ قال محمد العربي إن قضية التغيرات المناخية وتبعاتها أصبحت هي الشغل الشاغل للعديد من وسائل الإعلام ومراكز الفكر والحكومات ومنظمات المجتمع المدني خلال الفترة الماضية، وجاء هذا الاهتمام المتصاعد تزامنًا مع انعقاد مؤتمر المناخ لعام 2022 في شرم الشيخ ، وأيضا القمة التي ستعقد العام المقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة 2023 .
وأشار إلى صدور خلال الفترة القليلة الماضية العديد من الدراسات والتحليلات التي تتناول مختلف التأثيرات والمخاطر المباشرة وغير المباشرة المترتبة على التغيرات المناخية، والتي حاولت مساعدة متخذي القرار ودعمهم بمختلف الرؤى والتوصيات، كما مثل العديد منها ناقوس خطر يطالب بضرورة التحرك بوتيرة أسرع للحد من التداعيات السلبية للتغيرات المناخية.
وقال إن ما نشهده اليوم من تغيرات مناخية يؤثر بلا شك على الموارد الأساسية، ولا سيما الغذاء والماء، وتساهم هذه التأثيرات في زيادة هشاشة الدولة ومشكلات الأمن في العديد من المناطق حول العالم، وغالبًا ما يتم تناول العلاقة بين التغيرات المناخية والصراع من خلال الربط بين التغيرات المناخية وندرة الموارد وما قد يترتب على هذه الندرة من تداعيات وانعكاسات.