زيلينسكى أمام قمة العشرين: حان الوقت لكى تضع الحرب أوزارها فى أوكرانيا
سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على الكلمة التى ألقاها الرئيس الأوكرانى فلودومير زيلينسكى أمام قمة مجموعة العشرين التى انطلقت فعالياتها اليوم فى مدينة بالى بإندونيسيا إذ أكد أنه قد حان الوقت لكى تضع الحرب فى بلاده أوزارها.
وأضاف المقال، الذى كتبه الصحفى باتريك وينتور، أن الرئيس الأوكرانى عبر عن اعتقاده خلال الكلمة التى وجهها لقادة المجموعة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أنه يمكن تحقيق ذلك الهدف الآن وإنهاء الحرب مع القوات الروسية، مؤكدا استعداده للتفاوض بشأن التوصل لاتفاق مع الجانب الروسي، بما يضمن حماية سيادة أوكرانيا على أراضيها.
وقد وجه الرئيس الأوكراني الحديث لكل من الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج - وليس للرئيس الروسي فلاديمير بوتين - قائلا إنه ليس من المعقول أو المقبول اللجوء للابتزاز النووي موجها الشكر لقادة المجموعة التسعة عشر لمواجهة الموقف الروسي في هذا الخصوص.
وأشار المقال إلى أن الرئيس الأوكراني وجه الاتهام لروسيا، التي يمثلها خلال القمة وزير خارجيتها سيرجي لافروف، بأنها تسعى لتحويل برودة الجو إلى سلاح من خلال استهداف البنية التحتية للطاقة في بلاده وحرمان أوكرانيا من مصادر التدفئة خاصة مع حلول فصل الشتاء والذي تنخفض خلاله درجات الحرارة لما دون الصفر.
وأوضح زيلينسكي، كما يقول الكاتب، أنه إذا كان هدف موسكو هو حرمان بلاده والدول الأوروبية الأخرى من مصادر الطاقة ورفع أسعارها في السوق العالمي فيجب أن تواجه دول العالم ذلك الموقف الروسي من خلال وضع حد أقصى لأسعار واردات الطاقة الروسية.
وفي الوقت نفسه، أبرز الرئيس الأوكراني في كلمته أمام قمة مجموعة العشرين، ضرورة تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية لدول العالم وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ نحو ثلاثة أشهر بوساطة الأمم المتحدة والذي سوف تنتهي مدته يوم السبت المقبل.
وأوضح الكاتب أن أوكرانيا تعد واحدة من أهم الدول المصدرة للحبوب في العالم، إلا أن العملية العسكرية الروسية هناك، والتي بدأت في أواخر فبراير الماضي، أدت إلى عرقلة تصدير ما يقرب من 20 مليون طنا من الحبوب للعديد من مناطق العالم، إلا أن أوكرانيا تمكنت من استئناف التصدير مرة أخرى بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف منذ ثلاثة أشهر.
وفي الوقت نفسه، يلقي الكاتب الضوء على الموقف الروسي الذي يتهم الدول الغربية باستغلال اتفاق تصدير الحبوب لصالحها، موضحا أن الاتفاق مليء بالثغرات وأن الجزء الأكبر من الحبوب التي تم تصديرها بموجب الاتفاق عرفت طريقها للدول الغنية في أوروبا ولم تصل إلى مستحقيها من الدول الفقيرة.
وينوه الكاتب إلى أن اتفاق الحبوب هو جزء من الجهود الدبلوماسية المبذولة من جانب روسيا والدول الغربية من أجل إثبات كل طرف أنه على حق فيما يخص الصراع المحتدم حاليا في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون التقى في إطار تلك الجهود الدبلوماسية على هامش قمة مجموعة العشرين بكل من رؤساء جنوب إفريقيا والأرجنتين والمكسيك والسنغال ورواندا، إلى جانب لقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينج والذي عبر خلاله عن اعتقاده أنه بإمكان الصين إقناع الرئيس الروسي بالجلوس إلى مائدة المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن قادة الدول الغربية يبذلون قصارى جهدهم من أجل تفعيل الحل الدبلوماسي للتوصل إلى تسوية بشأن الحرب في أوكرانيا من منطلق إيمانهم بأنه بإمكان الجهود الدبلوماسية إرساء قواعد السلام في ذلك الجزء من العالم.