رئيس الصين يدعو المؤسسات الدولية للمشاركة فى تخفيف عبء الديون عن الدول النامية
قال الرئيس الصينى شى جين بينج، اليوم الثلاثاء، إنه ينبغى على المؤسسات المالية الدولية والمقرضين التجاريين، وهم المقرضون الرئيسيون للدول النامية، المشاركة فى تخفيف عبء الديون عن الدول النامية وتعليقها.
وأوضح الرئيس الصينى - فى كلمته خلال مشاركته فى قمة العشرين المنعقدة بإندونيسيا، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الصينية - أنه يجب على صندوق النقد الدولي الإسراع فى توفير قروض حقوق السحب الخاصة للدول ذات الدخل المنخفض.
وأضاف أن الصين تطبق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين التي طرحتها مجموعة العشرين من جميع النواحي، وعلقت أكبر قدر من مدفوعات خدمة الدين بين كل أعضاء مجموعة العشرين، مشيرا إلى أن الصين تعمل مع بعض أعضاء مجموعة العشرين لمعالجة أزمة الديون في الإطار المشترك لمعالجة الدين خارج مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين، وهكذا تساعد الدول النامية المعنية على تجاوز هذا الوقت العصيب.
وفي بداية كلمته ، قال الرئيس الصيني "إن العالم يمر بتغيرات كبيرة لم يسبق لها مثيل منذ مائة سنة، من شأنها أن تشكل معلما من معالم العالم والعصر والتاريخ. في الوقت الراهن، تواجه البشرية تحديات هامة في التنمية ينتج عنها تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد باستمرار وبروز هشاشة الاقتصاد العالمي بشكل متزايد وتوتر الأوضاع الجيوسياسية والنقص الحاد للحوكمة العالمية وتزامن الأزمات المتعددة بما فيها أزمة الغذاء وأزمة الطاقة".
وتابع جين بينج : "في وجه هذه التحديات، يجب على كافة الدول أن تكرس مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتدعو إلى السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك، وتسعى إلى استبدال الانقسام والمجابهة والإقصاء بالتضامن والتعاون والشمول، وتعمل سويا على حلّ معضلة العصر المتمثلة في "ما مشكلة العالم وماذا نعمل"، وتقوم بالتغلب على الصعوبات وفتح آفاق للمستقبل المشرق".
واستطرد: "وبما أن أعضاء مجموعة العشرين جميعها من الدول الرئيسية على مستوى العالم أو المنطقة، فيجب عليها أن تتحمل مسؤوليتها كدول رئيسية وتلعب دورا رياديا في السعي إلى التنمية لكافة الدول والرفاهية للبشرية والتقدم للعالم.
ودعا الرئيس الصيني إلى دفع عملية التنمية عالميا لتكون أكثر شمولاً ، قائلاً "إن الوحدة قوة والانقسام لا مخرج له. نعيش في نفس القرية الكونية، فعلينا تعزيز التضامن والتعاون لمواجهة مختلف المخاطر والتحديات. إن التمييز حسب الإيديولوجيات وممارسة سياسة التكتلات وإثارة المواجهة بين المعسكرات لا تؤدي إلا إلى تمزيق العالم وعرقلة التنمية العالمية وتقدم البشرية. قد دخلت الحضارة البشرية إلى القرن الـ21، وإن عقلية الحرب الباردة قد عفى عليها الزمن. يجب تضافر الجهود للارتقاء بالتعاون القائم على الكسب المشترك إلى مستوى جديد".
وأضاف: "ينبغي أن تتبادل جميع الدول الاحترام وتسعى إلى إيجاد القواسم المشتركة وترك الخلافات جانبا وتتعايش بشكل سلمي، وتدفع ببناء الاقتصاد العالمي المنفتح، وألا تقوم بإفقار الجار أو بناء "الفناء الصغير المحاط بالجدران العالية" أو تكوين "الدوائر الضيقة" المنغلقة والإقصائية".
ودعا الرئيس الصيني مجموعة العشرين إلى الالتزام بالتضامن والتعاون كالغاية الأصلية، وتوارث روح الفريق الواحد، والتمسك بمبدأ توافق الآراء. واستشهد بمثل إندونيسي "ينمو قصب السكر في حفرة واحدة وينمو عشب الليمون ضمن باقة واحدة"، وقال: "لا يخدم الانقسام والمواجهة مصلحة أي طرف، إنما التضامن والتعايش هما الخيار الصحيح".
وأضاف في كلمته أمام القمة : "علينا أن ندفع تنمية عالمية أكثر نفعا للجميع. إن التنمية المشتركة لجميع الدول هي التنمية الحقيقية. من المستحيل أن يقوم ازدهار العالم واستقراره على أساس "يزداد الأغنياء غناء والفقراء فقرا". إذ يريد كل بلد حياة أفضل، وليس التحديث حقا حصريا لأي بلد. على الدول التي تتقدم على الآخرين أن تساعد الدول الأخرى بنية صادقة لتحقيق التنمية في الأخير، وتوفر المزيد من المنافع العامة العالمية. على الدول الرئيسية أن تتحمل المسؤولية المطلوبة، وتولي اهتماما وتبذل جهودا للإسهام في قضية التنمية العالمية".
واستطرد : طرحتُ مبادرة التنمية العالمية بهدف بلورة التوافق الدولي حول تعزيز التنمية وتوليد قوة محركة جديدة للتنمية العالمية وتدعيم التنمية والتقدم المشترك لدول العالم مع الأخذ في عين الاعتبار الأهداف البعيدة المدى والاحتياجات الواقعية للتنمية المشتركة في العالم.. قد تجاوز عدد أعضاء "مجموعة الأصدقاء لمبادرة التنمية العالمية" 60 بلدا خلال السنة المنصرمة. أنشأنا صندوق التنمية العالمية وتعاون الجنوب الجنوب، وسنزيد من الاستثمار في صندوق الصين-الأمم المتحدة للسلام والتنمية، ونضع قائمة التعاون العملي، ونعدّ لائحة المشاريع المفتوحة، ونحدد خريطة العمل لتنفيذ المبادرة، ونعمل مع أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية على المضي قدما بهذه المبادرة، بما يقدم قوة دافعة جديدة لتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة. قد قدم الجانب الصيني 15 مشروعا للائحة مشاريع التعاون العملي لقمة بالي، وشارك في 5 مشاريع أخرى، وسيعمل مع الأعضاء الآخرين على تنفيذها بشكل جدي".