قمة المناخ… جلسة نقاشية حول ”حياة كريمة” بين مفهوم حقوق الإنسان وأجندة مكافحة التغير المُناخي
شهد المسرح اليوناني بالمنطقة الخضراء، اليوم الخميس جلسة نقاشية بعنوان "حياة كريمة بين مفهوم حقوق الانسان وأجندة مكافحة التغير المُناخي"، وذلك ضمن فعاليات قمة المُناخ (COP27) المقامة بمدينة شرم الشيخ.
حضرت الجلسة، آية عمر رئيس مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة، وأدارتها شانا مسعود، رئيس قطاع العلاقات الخارجية والدولية بمؤسسة حياة كريمة.
كما شارك بها كل من؛ محمد فكري القرش، معاون وزير الزراعة والمتحدث الرسمي للوزارة، ومنة عادل، رئيس قطاع الاستدامة البيئية بمؤسسة حياة كريمة، ومحمد الغزالي، مسؤول مشروعات الإيفاد بمصر، وكريم دبوس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة E-tadweer، ومحمد أنور شاهين، مدير مركز التنمية الريفية بجامعة هليوبولس.
وركزت الجلسة على عدة محاور أساسية، شملت دور مؤسسة حياة كريمة في دعم حقوق الانسان وربطها بمواجهة التغيرات المُناخية، من خلال تطوير القرى الصديقة للبيئة، والاهتمام بملف الأمن الغذائي والتمكين الاقتصادي للفئات الأكثر احتياجًا، فضلًا عن مناقشة دور الجامعات في تعزيز البحث العلمي لتحقيق مفهوم "حياة كريمة" مع مراعاة الضوابط البيئية، وأيضًا دور المنظمات الدولية في مواجهة التغيرات المُناخية في مصر والدول النامية.
وأشار محمد فكري القرش، معاون وزير الزراعة والمتحدث الرسمي للوزارة، في بداية الجلسة إلى أن "حياة كريمة" ليست مجرد مبادرة، فهي واحدة من أكبر المشروعات القومية التي يستفيد منها قرابة 60 مليون مواطن، ولا تعمل فقط على تحسين البنية التحتية، بل تعمل على تطوير جميع الأنشطة التي تضمن حياة كريمة للأفراد و توفر لهم دخلا مستداما، مشيرًا إلى التعاون بين وزارة الزراعة ومؤسسة "حياة كريمة"، لتشجيع المواطنين على العمل في المجال الزراعي، ومنحهم تسهيلات وصلاحيات لبدء مشروعاتهم، و توفير مصدر دخل مستدام لهم، بالإضافة إلى دعم الفلاحين، بداية من عملية الزراعة مرورًا بالحصاد والتسويق وبيع المنتجات.
فيما أكدت منة عادل، رئيس قطاع الاستدامة البيئية بمؤسسة حياة كريمة، على ما تقوم به المبادرة من تدخلات تستهدف حماية البيئة، حيث تتضمن أعمال المبادرة مد القرى بشبكات ألياف ضوئية لتوصيل خدمة الإنترنت السريع، وبناء أبراج الاتصالات، وتطبيق التحول الرقمي من خلال منظومة المجمعات الحكومية الجديدة، وكذلك تطبيق أنظمة الري والصرف الحديثة، وتبطين الترع، وإنشاء وتطوير محطات تنقية مياه الشرب، وتغطية المصارف، والمعالجة الثلاثية للصرف الصحي، وتدوير النفايات، والتوسع في الزراعة العضوية، والتوسع في مشروعات توليد الطاقة الشمسية، وتطبيق معايير المباني الخضراء، والإضاءة الشمسية للمباني الحكومية، ووحدات الغاز الحيوي.
وأضافت أن حياة كريمة تعد من أهم المشروعات التي تواجه التغيرات المناخية، وقد نفذت ورش عمل لمخلفات النخيل لتحويلها لمنتجات صديقة للبيئة يتم تقديمها للسياح لجذب السياحة بقرية "فارس" حتى أصبحت صديقة للبيئة، فضلًا عن زراعة أكثر من 100 ألف شجرة في مختلف قرى الريف المصري.
فيما أشار محمد الغزالي، مسؤول مشروعات الإيفاد بمصر، إلى الدور الذي تقوم به حياة كريمة لتوفير حياة أفضل للمواطنين المصريين، ومراعاة حقوق الإنسان بكل أبعادها؛ ومنها الحق في الحياة وتحسين المعيشة.
وأكد أن حياة كريمة لا ترتكز فقط على الجوانب الاجتماعية، فهي تعمل أيضًا على الحفاظ على البيئة من خلال العديد من المشروعات التي تمت بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة، ومؤسسات المجتمع المدني وغيرهم، وذلك لإيمانها بأهمية حماية كوكب الأرض من تداعيات التغيرات المناخية.
ومن جانبه، قال كريم دبوس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة E-tadweer، أن الشركة تمثل منصة رقمية وطنية تدعم سلاسل التوريد لصناعة إعادة التدوير، وكذلك تقليل الأثر البيئي للتلوث بالنفايات الإلكترونية على البيئة، مؤكدًا على أهمية الاستثمار في صناعة إعادة التدوير بمصر، ونشر الثقافة والوعي بأهميتها، وعرض نماذج للدول التي تتبع سياسة إعادة التدوير وتأثيرها الإيجابي على اقتصادها مثل الهند.
بينما أوضح محمد أنور شاهين، مدير مركز التنمية الريفية بجامعة هليوبولس، أن مصر تمتلك كوادر شبابية عديدة، حيث يبلغ عدد طلاب الجامعات 2.4 مليون طالب وطالبة، بمختلف الجامعات والمعاهد بجميع أنحاء الجمهورية، مشيرًا إلى أهمية تنمية الوعي البيئي لديهم، وتبني مبدأ المسئولية المجتمعية، وحثهم على القيام بأبحاث علمية وتحويل الأفكار إلى مشروعات على أرض الواقع، ولافتًا إلى ضرورة عمل الجامعات على إحلال الورق محل البلاستك والتقليل من الانبعاثات الكربونية المؤثرة سلبًا على البيئة.