وزيرة الهجرة تلتقي وزير الموارد البشرية السعودى فى أول زيارة خارجية لها
التقت السفيرة سها جندى، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، الوزير أحمد بن سليمان الراجحى، وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودى، وذلك فى ثانى أيام جولتها الخارجية الأولى، والتى جاءت للمملكة العربية السعودية، لاستعراض سبل تطوير أوضاع المصريين المقيمين فى المملكة وأى تحديات يواجهونها فى العمل أو الإقامة، حيث تحتضن المملكة أكبر جالية مصرية بالخارج، وذلك بحضور السفير أحمد فاروق، سفير مصر فى السعودية، والسفير عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات.
واستهلت السفيرة سها جندى حديثها بالتأكيد على عمق العلاقة التاريخية المصرية السعودية، ما يفسر وجود أكبر جالية من المصريين بالخارج لديها، ويجعلها المقصد الأول لهم للعيش والعمل خارج الأراضى المصرية، ويؤكد على متانة العلاقات بين البلدين واللذان تربطهما أواصر الدين والثقافة والمصير المشترك.
وأعربت وزيرة الهجرة عن تهنئتها القلبية باسم كل المصريين بالخارج لفوز المنتخب السعودى فى أول مبارياته بكأس العالم مشيدة بأدائه المشرف الذى أسعد قلوب المصريين والسعوديين على حد سواء، موضحة أن فوز المملكة العربية السعوية احتفى به المصريون وكأنه فوز لمنتخبهم الوطنى، حيث تصدرت التهنئات منصات التواصل الاجتماعى فى مصر على مدار أيام.
وثمنت السفيرة سها جندى التعاون مع المسئولين السعوديين وحرصهم على حل مشكلات الجالية المصرية فى مختلف أنحاء المملكة، مؤكدة تطلعها للتعاون المستقبلى بما يعزز هذا التعاون لنفع الشعبين الشقيقين، حيث سلمت سيادتها الوزير قائمة بالتحديات التى تواجه الجالية المصرية فى المملكة العربية السعودية، والتى وعد سيادته بالعمل الفورى على تذليلها وإفادتنا بالتطورات.
واقترحت تواصل مباشر لحل أية مشكلات تواجه الجاليتين، بتشكيل فريق عمل من الوزارتين والسفارتين والمكتب العمالى، وهو المقترح الذى رحب به وزير الموارد البشرية ووجه بشكل فورى بتشكيل فريق العمل؛ لتذليل أى معوقات، مشيرا إلى أن مصر هى أيضا المقصد الخارجى الأقرب لقلب المواطن السعودى للإقامة بالخارج بكامل عائلته.
واستعرضت السفيرة سها جندى أوجه التعاون بشأن قطاع العمالة المصرية من العاملين بالمملكة العربية السعودية، وهو القطاع التى تهتم بأوضاعه كل من وزارتى الهجرة -اتصالا بالعاملين بالخارج- والقوى العاملة التى تعنى بأوضاع العمالة المصرية بشكل عام، وتسعيان دائمًا للتنسيق لتذليل ما يواجهونه من تحديات وترتيب أوضاع.
وفى السياق ذاته، اتفق الوزيران على التنسيق بشأن الربط الإلكترونى بين الجانبين فيما يتعلق بمشكلات العمالة المصرية بالمملكة العربية السعودية، بهدف تيسير إجراءات حل تلك المشكلات، بما فى ذلك ما يتعلق بالعلاقة بين العمال وأصحاب العمل ومكاتب العمل والأمور المتعلقة بالمستحقات وظروف العمل والإقامة وإنفاذ القوانين، ورفع الشكاوى العمالية، والتعامل مع الأوضاع الصحية، إذا ما توافرت تقارير طبية معتمدة دون الحاجة للرجوع لمكتب العمل. وتسريع الإجراءات فيما يتعلق بعودة الجثامين فى حالة الوفاة، وإنهاء مشكلة البلاغات الكيدية والتضييق على ظاهرة سماسرة العمالة التى تتاجر بالعقود الوهمية للعمل وسوء استغلال التأشيرة الحرة.
ومن ناحيته، استعرض الوزير الراجحى رؤية المملكة للتطوير فيما يتعلق بأسلوب العمل والمهارة والتخصص، حيث تسعى المملكة لأن يكون كل من يعمل بها من المختصين المتميزين فى مهنتهم، فى حين تناولت جندى مقترحات التعاون بشأن إيفاد العمالة المصرية المدربة إلى المملكة العربية السعودية، وبحث إمكانية إنشاء مركز مصرى سعودى للهجرة والوظائف وإعادة الإدماج على غرار المركز المصرى الألمانى التابع لوزارة الهجرة لتأهيل العمالة قبل سفرها وتدريبهم على كافة المهارات اللازمة لضمان وفود عمالة مدربة ومجهزة إلى المملكة العربية السعودية، لتحقيق الأهداف المصرية للتنمية المستدامة وأهداف استراتيجية المملكة العربية السعودية 2030، مشيرة إلى أن كل من وزارتى الهجرة والقوى العاملة لديهما مراكز لتدريب العمالة.
وثمنت وزيرة الهجرة ما قدمته المملكة من تجربة رائدة بوضع خطة طموحة لاستراتيجية المملكة وإطلاق تطبيق يُمَكن صاحب العمل من دفع أجر العامل بانتهاء الشهر، حرصا على مصلحة العمالة، بجانب التوثيق الإليكترونى لعقود العمل، مرحبة بالتعاون لدعم برنامج الفحص المهنى للعمالة المصرية، ما يوفر المزيد من فرص العمل للعمالة الأجنبية، فى مختلف القطاعات.
ومن ناحيته، أوضح السفير أحمد فاروق، سفير مصر لدى المملكة العربية السعودية، أن هناك نحو مليون و700 ألف مصرى مستفيد من إصلاحات العلاقات التعاقدية مع الأجانب، التى تضمنتها رؤية المملكة، مشيدا بالعلاقات الراسخة التى تربط مصر والسعودية عبر التاريخ ومؤكدا على رعاية السفارة والقنصليتين فى الرياض وجدة، ومكتبيها العماليين للجالية المصرية وتبنى قضاياها وإيصال صوتها للجهات الرسمية فى المملكة، بما يخدم خطة الدول المصرية فى تحسين الظروف المعيشية للمواطن المصرى فى الداخل والخارج.
ووجهت الوزيرة سها جندى الدعوة إلى السيد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودى لزيارة مصر، وتفقد مراكز التدريب والتاهيل بها بما فى ذلك المركز المصرى الألمانى التابع لوزارة الهجرة والذى يُعنى بتاهيل العمالة للتوظيف بسوق العمل، والتنسيق بشأن وضع برامج تدريبية للعمالة المصرية المطلوبة فى سوق العمل السعودى، وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم وتوعيتهم بأهم القوانين والأعراف المتبعة فى المملكة، لعدم التعرض للمسائلة القانونية أو ايه مشكلات تنجم عن عدم المعرفة بتلك القوانين، على نسق التعاون القائم مع ألمانيا والجارى توسعته ليشمل الاتحاد الأوروبي.
فى ختام اللقاء قدمت السفيرة سها جندى، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، درع الوزارة، إلى السيد الوزير أحمد بن سليمان الراجحى، وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية، تقديرًا للتعاون القائم والتنسيق لصالح البلدين وتيسير أمور أبناء الجالية المصرية بالمملكة، وتطلعا لمستقبل أفضل لمواطنى الدولتين.