الإعلاميه إيمان حمدي تكتب.. أيقونة كأس العالم عامل بسيط
تخيل عندما يكون البساطه و الابتسامه سبب سعادتك ، عندما تجتهد و تتوكل على الله و تسعى بكل جهد و حب فيكافأك الله بكل الخير ، ما و شهر فى لحظه و تكون ايقونه العالم كله .
هكذا كان العامل الكيني البسيط إسمه أبو بكر عباس ، و عنده ٢٣ سنة من كينيا ، ذهب كأى شاب يجتهد و يعمل بالحلال و تقدم الى وظيفه بسيطه متاحه فى الوظائف فى دولة قطر في خلال كاس العالم لخدمة المونديال ، و كانت شغلانه سهلة و بسيطه جدا و أيضاً ممله ، و لكن اذا تخيلت نفسك تقوم بها لبضع ساعات ، لوجدت انها قاسيه مرهقه .
كانت الشغلانة عبارة عن الحلوس علي كرسي جنب الإستاد و الصياح فى ميكروفون ولابس كف كبير وكل شغلنته إنه يقول جملة واحدة فقط لا غير "Metro this way” ، بهدف توجيه الجمهور والأجانب لإتجاه المترو !!
كان الشاب صاحب الابتسامه البسيطه أبو بكر يستمر بالعمل يوميا ٨ او ٩ ساعات و لا ينطق غير جملة واحده فقط ،
"Metro this way"
أبو بكر قرر يختلف و يبدع فى الشغلانه و قرر يسلي نفسه ، فأصبح يقول جملته الوحيده بعده طرق مختلفه ومتكررة ، و اصبح يغنيها للجمهور بطريقه لذيذه و بنغمات مختلفه مبهجه ، ثم مع ذلك اصبح يرددها معه الجمهور ، و يتفاعلون معه .
تحول أبو بكر من مجرد شخص عادى ، عامل بسيط علي كرسي ، يعمل كمرشد لجمهور المونديال للمترو إلى "أيقونة" المترو والمونديال لكل العالم .
تفاعلت الجماهير معه و تردد عليه جميع الزوار و هى تغتى معه و يلتقتون الصور و الفيديوهات .
وصل خبر العامل ابو بكر إلى الصحف المحليه و العالمية و اصبحت تكتب عنه ، و عن ما يضيفه من بهجه للجمهور .
أيضاً ذهب اليه الشيف براك و قدم عرض امامه و اخذ يقلب حلة المحشي الشهيرة له علي أنغام "Metro this way" التقت الصور معه و نزلها على صفحته الرسمية.
اما عن دولة قطر عندما و صل اليهم الخبر اسرعوا فى احضار ابو بكر و قاموا بتكريمه و اعطائه الكثير من الهدايا التى لا تعد ولا تحصي ، و أفضل انواع البرندات .. ليس هذا فحسب ، و لكن ايضا قاموا بمد الفيزا او الاقامه سنتين و اعطوله لقب "سفير مترو قطر".. و قامت دولة قطر بتسجيل صوته وطريقته فى الغُنى و وضعوها علي كل ميكروفونات مرشدي السياح للمترو.
أصبح صوت ابو بكر هو الصوت الرسمي لإرشاد مترو قطر خلال المونديال ، فى كل مكان في قطر .
اما عن اللجنة المنظمة لكاس العالم .. ارسلت اليه دعوة VIP لحضور مباراة إنجلترا وأمريكا ، و نزل الملعب بين الشوطين مع المايك و هو يقول جملته "Metro” وكل الجماهير اللي في الإستاد ترد عليه “This way” .
انشئ أبو بكر عمل صفحه خاصه على السوشيال ميديا الفيس بوك ، و قام بعرض الفيديوهات و فى وقت قليل تخطت الفيديوهات المليون مشاهدة .
فاصبح العامل البسيط ذو الراتب القليل ذات شهرة و مال فى وقت قصير ، و هذا لسبب بسيط هو حبه لما يعمل و عمله بضمير ، فمهم جدا ان نحب ما نعمل حتى نصل الى ما نحب، فحاول ان تعمل بحب و بضمير ، و ان تحب الخير للجميع فمهما كان رزقك اقل من من حولك ارضى ، ستكن اسعد الناس و اغناهم .
ابو بكر علم العالم كله درس كبير ، و اتمنى ان نعى الدرس جيدا و أن نكون مثل ابو بكر ، فى اخلاقه و بساطته ، و ضميره فى العمل ،و حبه للجميع ، دون غل او حقد على ارزاقهم ، اذا ارتضينى و اجتهدنا و حبينا الخير للغير ، سيوفقنا الله من حيث لا نعلم.
كاتبة المقال الاعلامية إيمان حمدي