الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب.. ومازالت الفجوة كبيرة..!
من أبرز مونديال قطر 2022 مفاجأته الصارخة والتي لم يتوقعها أحد قبل انطلاق البطولة خاصة فوز المنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني ، وتونس على فرنسا بطل العالم، واليابان على ألمانيا ، وإسبانيا على كوستاريكا بسباعية نظيفة لتأتي المهزومة بالسبعة لتفوز على اليابان التي قهرت الماكينات الألمانية..!
وإذا كان لكل بطولة مفاجأتها فإن أغرب توابع المونديال الحالي بعيدًا عن المنافسات الكروية والموقف الفريد الذي لم يحدث منذ انطلاق العرس الكروي الأول الكبير أن يقيم شعب أفراح لهزيمة منتخب بلده والتي عمت الإيرانيين باحتفالات وألعاب نارية لخسارة منتخب بلادهم أمام أمريكا والتي جرعتهم مرارة الخروج المبكر من المونديال، نكاية في الطبقة الحاكمة على خلفية حالات القمع والاعتقالات للمتظاهرين.
المونديال وقبل انتهاء دور المجموعات كشف زوايا مهمة ،وأكد أن التفوق دومًا لمن يملكون عناصر ومقومات الكرة الحديثة ،من سرعة وجماعية ولياقة بدنية وقدرة على استخلاص الكرة والتحول السريع دفاعًا وهجومًا وضغط في كل متر وذهن صافي مبتكر داخل الخطوط وخارجها من خلال المدربين.
قطر لم يتوقع أكثر المتشائمين أن تخرج بلا رصيد من النقاط بعد خسارتها في المباريات الثلاثة أمام الإكوادور والسنغال وهولندا ولم تسجل سوى هدف ومني مرماها بـ7 أهداف.!
مفاجأة مستوى العنابي نزلت كالصاعقة على جماهيره، وأداء مدربهم الإسباني فليكس سانشيز كان لغزًا رغم استمراره معهم قرابة الـ 6 سنوات فلا إعداد نفسي أو بدني أو أي شئ، وبعثت نتائج المنتخب رسائل منها أن الإحتكاك القاري مهما كانت قوته يختلف عن اللعب مع الكبار.
أما المنتخب المغربي فيقترب بقوة من التأهل ومن حسن حظه أن وقع في مجموعة أقل مستوى من مجموعة نسور قرطاج الذين ودعوا المونديال رغم الفوز على فرنسا، وضمت مجموعة أسود الأطلسي ،كرواتيا وبلجيكا وكندا ، وإذا كان الكروات " وصيف النسخة السابقة بروسيا" فإن منتخب بلجيكا" متوسط المستوى" بدليل فوز الفراعنة على نفس المنتخب 2/1 وديا قبل انطلاق المونديال بأسبوع ورغم ما يضمه من لاعبين نجوم ولكن كبار السن مثل كيفن دي بروين ،وادين هازارد، وفيرتونجن، وتوبي ألديرفيريلد، بجانب وجود كندا ممثل أمريكا الشمالية " المتواضع".
ويعاني المنتخب التونسي من المهاجم القناص وغياب الهيكلة لوجود لاعبين انتهت مدة صلاحيتهم مثل إلياس السخيري، نعيم السليتي، ويوسف المساكني وفرجاني ساسي ووهبي الخزري وطه الخنيسي، ومن سوء حظ التوانسة اصطدامهم بمنتخبين بصرف النظر عن فرنسا هما "الدنمارك وأستراليا" ويتميزان خاصة الأخير بالقوة والالتحام والسرعة والضغط في كل انحاء الملعب مايمثل ارهاقا بدنيًا لأي منافس.!
أما المنتخب السعودي فأحدث زلزالًا بالمونديال بالفوز على التانجو الأرجنتيني رغم الخسارة في مباراتين متتاليتن وتوديع البطولة مبكرا أمام بولندا والمكسيك 1/3، و1/2 وتأثر في المباراة الأخيرة بغيابات عدة.
وبقت هناك فجوة ليست بالقليلة بين الكرة العربية والأفريقية من ناحية ونظيرتها العالمية خاصة " الكبار" وباتت الانتصارات فوجائية واستثنائية وغير متواصلة ،وبات الوصول للمربع الذهبي حلم صعب المنال حتى لو أقيمت البطولة على الأراضي العربية.!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ