على جمعة: الشريعة قادرة على وضع حلول لمستجدات العصر بما يناسبها من أحكام فقهية
عقدت وزارة الأوقاف، محاضرات الدورة العلمية المتخصصة لأئمة ووكلاء الأوقاف بدولة الجزائرالشقيقة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر اليوم السبت، حاضر فيها الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية والأوقاف بمجلس النواب، وذلك لـ 19 عالمًا من أئمة ووكلاء الأوقاف بدولة الجزائر، وقدم لهذه المحاضرة الدكتور أشرف فهمى مدير عام إدارة التدريب.
وفى محاضرته وجه الدكتور على جمعة الشكر لوزارة الأوقاف وأكاديمية الأوقاف الدولية على هذه الاستضافة الكريمة، مؤكدًا أن أساس المنهجية الإسلامية والتى اتخذها الغرب منهجًا منذ عصر روجر باكون تعتمد على علم أصول الفقه والذى يدور حول معرفة دلائل الفقه إجمالا وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد، وأن علم أصول الفقه ليس مجرد أداة لفهم الوحى فحسْب وإنما هو أداة لفهم الكون كله، فالوحى هو كتاب الله (عز وجل) المسطور، والكون هو كتاب الله (عز وجل) المنظور، يقول الله (عز وجل) "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".
وأضح جمعة، أن فائدة علم أصول الفقه تكمن فى ترتيب ذهن الداعية، وتوسيع إدراكه للنصوص الشرعية، والربط بينها وبين الواقع المتطور المتغيّر مما يمنحه ملكة الفكر المستقيم، مما يستوجب على الداعية والفقيه استقاء المعرفة من المصادر الصحيحة الموثوقة، وأنه لم توثق أمة قط تراثها كما فعل المسلمون الأوائل حيث ألفوا فى علوم الحديث، وأصول الفقه، وغيرها من العلوم للحفاظ على الفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة .
واختتم الدكتور على جمعة، بالتأكيد على أن التشريع الإسلامى قادر على مقابلة مستجدات العصر بما يناسبها من الأحكام الفقهية عن طريق إلحاق ما لم يرد فيه نص بما هو منصوص عليه.