عرض خاص لفيلم الوطن المنسي يوثق معاناه النازحين الأرمن بعد حرب ناغورنو-كاراباخ ٢٠٢٠
المخرج عصام ناجى : صورنا بعد الحرب ب٦ شهور فالمشاعر عقب الفجيعه تكون مرتبكه وعاجزه عن التعبير ، وكنا نبكي خلف الكاميرا ونحن نستمع لشهادة الجندى هاروت كوتشاريان
في أمسيه دافئة جمعت عدد من أعضاء الجاليه الأرمنيه بمصر وبحضور كل من المطران أشود مناتسكانيان مطران الأرمن الأرثوذكس بمصر، و كريكور أوغسطينوس كوسا أسقف أبرشية الإسكندرية للأرمن الكاثوليك في مصر، وقنصل سفارة أرمينيا بالقاهرة رفائيل موفسيسيان، ودكتورة مارى ميساك الأستاذ بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، والدكتور چورج سيمونيان القائم بعمل عميد كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، والدكتور ارمين مظلوميان، رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية بمصر.
تم عرض الفيلم الوثائقي "الوطن المنسي" The Forgotten Homeland “ للمخرج عصام ناجي عن حرب ناغورنو-كاراباخ الأخيرة عام ٢٠٢٠ حيث يوثق الفيلم معاناة النازحين الأرمن وتفاصيل حياتهم اليومية ما بين تحديات الوضع الراهن والمستقبل الغامض.
الفيلم تم عرضه بقاعه مدرسة كالوسديان - نوباريان الأرمن بمصر الجديدة ..
ويكشف الفيلم عن حرب آرتساخ التي استمرت 44 يوماً، والحياة على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، ولاجئي آرتساخ الذين يعيشون الآن في سيونيك. من خلال مجموعه من القصص الانسانية ،وقد تفاعل الحضور الذي كان ممثلا من أعمار مختلفه مع الفيلم بشكل كبير .... وأشادوابه
وفي تصريحات خاصة قال المخرج عصام ناجى : أن تصوير الفيلم استغرق 3 أسابيع وهى مدة مكثفه جدا لتصوير الفيلم ،وتحديدا فى شهري ابريل ومايو من عام 2021 وبعد العدوان ب6 شهور فالعدوان كان فى 27 سبتمبر 2020 .
وأوضح قائلا : كان يمكن أن نذهب للتصوير عقب الحرب وخلال أسبوع ولكنى فضلت أن يكون ذهابنا بعد 6 شهور من الحرب بسبب أن مشاعر الناس عقب الحروب تكون مرتبكة غير مدركين لحجم الخسارة أو الصدمة ، عاجزون عن التعبير بدقة عن إحساسهم بالفقد لذلك كان مقصود أن أسافر بعد الحرب بشهور كافيه لكي يعبر الناس عن مشاعرهم بإدراك ففي وقت الأزمة العقل يكون مشلول ويتحدث الناس بشكل عاطفي دون الحديث عن الحقائق بالشكل المطلوب .
مع خسارة ابن أو صديق أو حبيب المشاعر هي التي تتحدث وأنا لم أريد هذا كل ما أريده هو أن المشاهد غير الأرمنى يتعاطف ثم يعرف أكثر ويتحرك بعد ذلك .
سألته عن توقيت الحرب وتزامنها مع تفشى وباء كورونا عالميا وهل كانت إجراءات العزل والحجر لها تأثير بأي شكل على التواجد على الجبهة ؟؟
فقال : إطلاقا كان يوجد ناس من كل الأطياف على الجبهة منهم موسيقيون ومغنين أوبرا
المواطنون الأرمن بجميع طوائفهم لم تمنع الكورونا تواصلهم وتواجدهم مع الجنود على الجبهة
وعن أقسى المشاهد التي صورها فى الفيلم قال : أصعب المشاهد التي صورتها هى التي كانت مع الجندي هاروت كوتشاريان ،فهو لم يتحدث من قبل عن ما حدث له فى الحرب من وقت عودته من الميدان حتى مع أهل بيته لم يتحدث , و أول مرة تحدث فيها كانت أمام الكاميرا وتحدث لمدة 45 دقيقة ، والمتابع للفيلم سيرى أن جسده كان يرتجف في كثير من اللحظات وخاصة عندما كان يحكى عن المرتزقة في الحرب فقد انفجر لغم فى رجلة وفقدها وفقد الوعي لوقت وعندما فاق وحاول ان يتحرك عندما وضع يديه حول رأسه وقدمه وجد 5 ألغام أسفله, فكهم وهو فاقد لرجلة
قصته مؤثرة جدا فكلنا خلف الكاميرا بكينا .
ناجى أكد ان الفيلم عرض فى أرمينيا فى مهرجان الـ (The golden apricot Yerevan international film festival )
فى 11 يوليو 2022 وهذا كان العرض الأولى للفيلم وبعد ذلك تم عرضه فى ثلاث مدن بأرمينيا ،ومنها المدينة التى تم تصوير الفيلم فيها جوريس فى جنوب أرمينيا goris ،وفى مصر هذا هو العرض الأول خارج أرمينيا وكان من المهم ان يعرض لأرمن المهجر المصريين وللمصريين والفيلم بالأساس غير موجه لأرمن الداخل أو أرمن الشتات لكنه موجه للعالم كله كى يعرف ماذا يحدث داخل أرمينيا !! أيضا توجد مسئوليه على أرمن الشتات تجاه وطنهم لا يكتفون فقط بدعمه ماديا لكن الدعم الحقيقي بوجودهم على ارض أرمينيا ..
وعن حكاية عشقه لأرمينيا ؟
قال علاقتي بأرمينيا بدأت منذ أن كان عمري 16 عاما عشقتها وعرفت عنها من خلال صديق أرمني كان له دور كبير في تعليمي التصوير الفوتغرافى حتى سافرت عام 2017 بعد 23 عاما من حبي الصامت لها،وعلى الرغم من انى زرت بلدان عديدة ما يقرب من 27 بلد
لكن لم أجد دوله تمتلكني مثلما امتلكتني أرمينيا ، فعندما سافرت لأرمينيا أول مرة وجدت تناغما كبيرا بين الموسيقى والطرز المعمارية وعناصر الهوية الارمينيه من معمار ولغة وموسيقي وتاريخ وثقافة تناغم شديد الحساسية والتماسك .
أرمينيا وطن فريد جدا وعندما نبحر داخل تاريخهم الدامي وما تعرضوا له من أزمات ندرك أن هناك سر للبقاء فهى دوله ملهمه وتختار من يعشقها .