الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب .. عمرو موسى في المونديال
لا يزال السياسى المخضرم عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، مهمومًا بتراجع الكرة المصرية وترنحها بشكل مخيف، مثل همومه السياسية وانشغاله بالوضع السياسى والاقتصادى المصرى والعربى.
شغلت الكرة المصرية خاصة والعالمية عامة، حيزًا كبيرًا من فكره، فمن ينشغل بآلام الوطن وأوجاعه لا يفرق بين كرة قدم واقتصاد وسياسة.
وعندما تدلى شخصية بقيمة وقامة عمرو موسى «أسطورة السياسة العربية»، على الجميع أن ينصت ويعى خاصة أن خبراته متراكمة، واحتكاكه بقامات عالمية كبرى متعددة، ورؤيته وبُعد نظره مضربًا للمثل، صال فى دهاليز ودروب الدول كرحال، ويعلم ما تفعله المستديرة بسحرها وجنونها فى نفوس الشعوب عند كل انتصار، واعتلاء منصات التتويج، توحدهم وترفع معنوياتهم وتروى معاناتهم، وتمنحهم الثقة والقدرة على النجاح مهما كانت التحديات، وتؤثر فى قرارات الدول الكبرى كقوة ناعمة.
وشغف السياسى الكبير ليس وليد مونديال قطر الأخير، حيث كانت له تغريدات فى أعقاب فضيحة الكرة المصرية فى مونديال روسيا 2018، واحتلال مصر ذيل مجموعتها التى ضمت السعودية وأورجواى وروسيا، وتذيلت «أم الدنيا» قائمة الـ32 المشاركة فى المونديال مع بنما.!
خلال تغريداته، وضع «موسى» خلاصة تجاربه وخبرته بحكم العلاقة الوثيقة بين الرياضة والسياسة والاقتصاد.
دق المخضرم السياسى ناقوس الخطر وقتها، محذرًا ومطالبًا بثورة كروية شاملة، ولم يجد آذنًا صاغية وكأنه يقرأ المشهد، تغريداته وقتها اعتصرت ألمًا وحزنًا على ما وصل إليه حال الكرة المصرية قائلًا: هذا الفشل له أسبابه الضاربة فى أسس البناء المجتمعى والإدارى الملىء بالسطحية ونقص المهنية والفساد، الرياضة عمل جدى وولاء للعِلم، الرياضة ليست «سبوبة» ويجب أن تُمنع أن تكون كذلك.
وطالب موسى بالنظر لمصلحة المنتخب قبل المصالح المادية الخاصة، وتراجع الإعلام السيئ، ومراقبة الفساد، وإعلاء قيم المهنية والولاء لِعَلم البلاد واسم مصر العظيم.
وبعد 4 سنوات زادت أحوال الكرة المصرية سوءا بغيابها عن مونديال قطر لأننا نتخبط، ونترنح، وسقطنا أرضاً.!
لتأتى تصريحات موسى أشد مرارة وتحمل فى طياتها صراحة وواقعية مؤلمة قائلاً: هناك بعد فى العلاقات الدولية اسمه الرياضة، ومركز هذه الرياضة اسمه كرة القدم، وهناك سياسة واقتصاد ومفاهيم خلقتها اللعبة، التواجد بالمونديال فى غاية الأهمية فهى ليست ترفيهًا.. لماذا؟
لأن كل الدول تعمل بجدية لتكون ضمن المجتمع البازغ «كأس العالم»، التى تختلط فيه السياسة والاقتصاد بالرياضة.. والأهم أن يكون لدينا فى هذا السوق الكبير بضاعة جديدة ليست تقليدية «نتائج وأداءً» ليتهافت عليها العالم.!
ويحذر موسى ثانيًا وعاشرًا من غياب الجدية، وإلا فلن نذهب للمونديال، مشترطا لوجود سلعة قيمة فى السوق الكبير والعرس العالمى ترك الفرصة لأصحاب الخبرة.. لازم نعطى العيش لـ«خبازه»..!
ما استوقفنى فى حديثه، تأكيده على نقطة هامة أنه مع وجود الخبرة والكفاءة مراقبة الدولة..
ويبدو أن الرجل المخضرم «زهق» من الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، والتى تأتى بالمعارف والأحبة بعيدا عن الخبرة والكفاءة، وأحيانا يفرض عليها قائمتان أفضلهما مر، فحث الدولة ممثلة فى وزارة الرياضة التدخل لوجه الله والوطن لإنقاذ الكرة المصرية..!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ الناقد الرياضى ومدير تحرير جريدة الوفد