ارتفاع أسعار الدواجن.. أسرار صادمة في منظومة السوق.. مستفيدون يتربحون من الأزمة وحماية المستهلك ينصح بالبدائل
تعد أزمة ارتفاع أسعار الدواجن في السوق أحد المعضلات التي يجب التوقف عندها عند الحديث عن الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع الأسعار ولعل أهمية هذه الأزمة أنها كاشفة لأوضاع تتعارض مع أدبيات، بل وأخلاقيات التجارة ففي الوقت الذي كان فيه البعض يتوقع تراجع أسعار الدواجن بعد تلاشي السبب الرئيسي الذي كان يدفع به أصحاب المحلات والمزارع وهو ارتفاع الأعلاف وعدم توافرها نظرًا لتأخر الإفراج عن الأعلاف المستوردة بالمواني إلا أن هذا لم يتحقق رغم ما حدث من إفراجات كبيرة لهذه الأعلاف، بل حدث ما لم يكن متوقعًا هو حدوث قفزات متلاحقة في أسعار الدواجن الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة حول مسئولية أصحاب المصالح الذين يريدون تحقيق أرباح طائلة من وراء ارتفاع الأسعار غير المبرر، فقد سجلت الدواجن البيضاء 65 جنيهًا للكيلو الواحد، و66 جنيهًا في أماكن أخرى، ووصل كيلو الدجاج البلدي والبلدي الحر إلى 74 جنيهًا وفي أماكن أخرى إلى 75 جنيهًا فيما وصل كيلو الدجاج البانيه إلى 140 جنيهًا وفي أماكن أخرى إلى 135 جنيهًا.
وتحترق جيوب المواطنين من هذه الأسعار التي ارتفعت وتواصل ارتفاعها ليدور المستهلك في حلقة مفرغة بين المُنتِجين الذين تدافع عنهم شعبة الدواجن وتقول إنهم يخسرون وليس العكس، وبين الوسيط من أصحاب المحالّ التجارية الذين أغلق عدد كبير منهم محالّهم بدعوى الخسارة رغم أنهم يبيعون بأسعار أعلى، وعلى سبيل المثال، يبيعون كيلو الدواجن البيضاء بـ 65 جنيهًا رغم أن تكلفته في المزرعة 54 جنيهًا، أي 11 جنيهًا مكسب في الكيلو الواحد و33 جنيهًا مكسب في الدجاجة الواحدة إن كان وزنها 3 كيلو.
تفاوت الأسعار لدى البائعين في المحالّ التجارية والأسواق الشعبية أعاده الخبراء إلى فترة احتجاز الأعلاف بالجمارك؛ مما أدى لارتفاع أسعارها وترتب عليه ارتفاع أسعار الصناعات التي تتغذى عليها، وأعادته شعبة الدواجن إلى هامش الربح الذي يبحث عن تحرك عاجل لضبطه عند التجار الذين اتهمتهم باستغلال الأزمة وابتزاز المستهلك للخضوع للسعر الحالي، فيما أشار الخبراء إلى صغار مربي الدواجن الذين خرجوا من الصناعة بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج مثل الذرة وفول الصويا.
ارتفاع سعر الدولار ومدخلات الإنتاج
يقول الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، إن أسباب هذه الأزمة يعود إلى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، وعلى رأسها الذرة وفول الصويا مما ترتب عليه ارتفاع أسعار المخرجات وهي الدواجن، بل وكل الصناعات القائمة على هذه المدخلات.
ويضيف أن أسعار الدواجن الحالية مقارنة بتكلفة مدخلات الأعلاف تعد خسارة للمُنتجين الذين دافع عنهم قائلًا: "الناس دي بتخسر مش بتكسب"، فيما أدان الحلقات الوسيطة بين المُنتِج والمُستهلك قائلًا: "إن الموزعين وأصحاب المحال هم المستفيدون من ارتفاع الأسعار".
واستنكر اتجاه بعض التجار الذين يبيعون الدواجن للمستهلك إلى غلق محالّهم لافتًا إلى أن سعر الدجاج اليوم في المزرعة 55 جنيهًا للكيلو، ورغم ذلك وصل سعر الكيلو في هذه المحالّ التجارية إلى 65 بل و 70 جنيهًا للكيلو وهو ما يبرز حجم المكاسب التي يحصدوها من الأزمة التي هم أساس حدوثها.
شعبة الدواجن تتهم الحلقات الوسيطة
ويتهم رئيس شعبة الدواجن، الحلقات الوسيطة من أصحاب هذه المحالّ بابتزاز المستهلك عبر تهديدهم بغلق محالّهم ومنهم من أغلقها بالفعل قائلًا: "هؤلاء هم الرابحون في أزمة الأسعار التي تسببوا فيها بسبب طمعهم في هامش ربح مبالغ فيه؛ حيث تجاوز 15 جنيهًا في الكيلو الواحد.
ويقول إن ذهابهم لغلق محالّهم يعد ابتزازًا للمستهلك ليخضع للأسعار المرتفعة التي يريد فرضها عليه، غير منكر تأثير ارتفاع سعر الدولار على ارتفاع أسعار الدواجن، وطبيعي أن تتأثر إلا أن هامش الربح المبالغ فيه أدى إلى تفاقم الأزمة.