قمة نابولى ضد يوفنتوس في الدوري الإيطالي بذكريات مارادونا وبلاتيني
تتجه انظار عشاق جنة كرة القدم إلى ملعب دييجو أرماندو مارادونا مساء غد الجمعة، لمتابعة قمة نابولى ضد يوفنتوس فى الجولة 18 من بطولة الدورى الإيطالى، في قمة كلاسيكية ومباراة كانت الأهم في العالم قبل حوالى 40 عاما.
وعلى الرغم من البداية المميزة لنابولى فى الموسم الحالى، لكنه خسر مباراتين فى آخر 3 لقاءات أمام ليل فى دورى الأبطال 4-1 والإنتر بهدف فى الدورى الإيطالى، لكنه نجح فى الفوز بالمباراة الأخيرة أمام سامبدوريا بهدفين دون رد، ليحافظ على صدارة الدوري برصيد 44 نقطة وبفارق 7 نقاط كاملة عن يوفنتوس الذى يعانى هذا الموسم مع أليجرى لكن الفريق نجح في التقدم بجدول ترتيب الكالتشيو بالحفاظ على سجله خاليا من الهزائم منذ الخسارة أمام ميلان في أكتوبر الماضي.
نبع التنافس بين يوفنتوس ونابولي من التنافس الإقليمي التاريخي بين شمال إيطاليا وجنوب إيطاليا ، حيث تعد مدينتا الناديين تورينو ونابولي مراكز حضرية واقتصادية رئيسية. بدأ التنافس يكتسب المزيد من الاهتمام في الثمانينيات عندما أصبح نابولي منافسًا للدوري ونجح بالفعل في تحقيق اللقب موسم 86-87 مع بطل العالم وقتها دييجو أرماندو مارادونا كأول فريق من جنوب إيطاليا يحقق الاسكوديتو.
وعاد نابولى للفوز بلقب جديد وأخير في موسم 1989-1990، قبل أن يتراجع بعدها فريق الجنوب بشدة ويختفى من الصراع والمنافسة على الألقاب.
وخلال سنوات وعقود طويلة نشبت أزمات متعددة على كل المستويات بين شمال وجنوب إيطاليا منذ "مملكتين الصقليتين" الجنوبية وعاصمتها نابولي، وكانت قوة إقتصادية كبيرة، والشمالية وعاصمتها تورينو التي كانت تعانى وقتها، بعد مرور عدة سنوات، قرر الشمال الإتفاق والإنضمام إلى دول أوروبية، بالتنسيق مع بريطانيا وفرنسا، لشن حربًا على الجنوب، ليسقط أعدادًا كبيرة من ضحايا نابولي التي قاومت بقوة على أراضيها، ليُصبح الوضع مُتغير حتى الآن، بإطلاق لقب "فقراء الجنوب" على مدينة نابولي، وتُصبح مدينة تورينو مُنتعشة على كافة المستويات.
وعلى الرغم من توحيد إيطاليا لكن العداوة لم تتوقف بين الشمال والجنوب، بين أبناء نابولي وأبناء تورينو، لتُصبح كُرة القدم جزءً من هذا الصراع، والذى انتقل بالتبعية إلى ملاعب الكرة بين أندية الشمال والجنوب.
ووصلت المنافسة قمتها في الثمانينات عندما توهج نابولي مع الأسطورة مارادونا ليصبح أيقونة الجنوب، وينافس يوفنتوس كبير الشمال والذى يضم وقتها الفرنسي ميشيل المتوج ببطولة أمم أوروبا مع منتخب فرنسا في عام 1984 وأفضل لاعب في أوروبا 3 مرات ولقب دورى الأبطال مع اليوفى في 1983.
وظل بلاتيني على عرش الأفضل في إيطاليا منذ انضمامه في 1982 قادما من سانت إيتيان حتى قدوم مارادونا إلى نابولي قادمًا من برشلونة، في 1984 ليخطف الأضواء من الفرنسي قبل اعتزاله في 1987، ونجح مارادونا فى قيادة الأرجنتين للتتويج بكأس العالم 86 وقيادة التانجو لنهائي 90 ووضع نابولى على خريطة الكرة الأوروبية.
وتحدث بلاتيني في وقت سابق لشبكة سبورت ميديا سيت الإيطالية عن مارادونا وقال: "لم نكن أبدا أعداء أنا ومارادونا، لكن أتينا من تجارب مختلفة، وعائلات وبلدان مختلفة، أنا ولدت في فرنسا، حيث لم يكن الناس يهتمون بالكرة، ولم أصدق أن كونك لاعب كرة قدم يمكن أن يكون ذلك عملا بالنسبة لك، لكن مارادونا أتى من بلد يعشق كرة القدم في كل شيء".
وبعد وفاة مارادونا قال بلاتيني: "أنا حزين للغاية. أشعر بالحنين للحقبة الرائعة". وأضاف "لقد ترك دييجو أثرا في حياتي".