2022 محطة فارقة في مسار الأزمة اليمنية
على عكس الأعوام السبع الماضية، كان 2022 محطة فارقة في مسار الأزمة اليمنية، شهد عدة تطورات يمكن ان نعتبرها إعادة لصياغة المشهد اليمني وتعيد الطريق نحو إيجاد حل سياسي للنزاع المدمر والمستمر منذ ثمانية أعوام.
وأصدر الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي قراراً في أبريل الماضي، بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي وأسند إليه صلاحيات رئيس الجمهورية بهدف استيعاب القوى الفاعلة على الأرض، كما قال في قراره، وكلفه بالتفاوض مع الحوثيين لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، وفي الشهر ذاته، وافقت الحكومة اليمنية والحوثيين على الدخول في هدنة ترعاها الأمم المتحدة.
هدنة وإن كانت هشة، إلا أنها صامدة إلى اليوم، ولم يندلع القتال بشكل واسع منذ اعتمادها وموافقة طرفي الحرب:
وأن الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، وجماعة الحوثيين ، لتكون الهدنة الأطول عمرا من اندلاع الخبرعام 2014، وتحقيق المزيد من التقدم في قطار السلام الذي توقف خلال السنوات الماضية، ربما وصلت الأطراف اليمنية إلى قناعة أن الحل السياسي هو الخيار الوحيد للخروج من الأزمة، كما ساعد التحالف العربي الذي تقوده السعودية بالدفع في اتجاه صمود الهدنة الأممية وكذلك، مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رغم عدم التزام الحوثيين ببنودها، ورفض تمديد الهدنة.
كما يأتي المؤتمر الذي عقدته قيادات في حزب الاصلاح وقيادات سياسية أخرى معارضة لمجلس القيادة الرئاسي في واشنطن، خلال اليومين الماضيين في هذا السياق، وفق الصحفي اليمني انور التميمي الذي يقول: "كان واضحا منذ البداية أن مجلس القيادة سيواجه عداء شديدا من الحوثيين والإخوان المسلمين في اليمن، ذلك أن المجلس لكي ينجح في مهامه ،وتحقيق تطلعات اليمنيين عليه أن ينهي الانقلاب الحوثي ويستعيد العاصمة اليمنية صنعاء ويح السلام، وكل هذا يمثل خطرا وجوديا على الحوثيين، ومن ناحية ثانية، فإن المجلس كان يجب أن يسيطر على مفاصل السلطة والموارد المالسة للدولة وهذا يعني تهديدا لحزب الإصلاح اليمني الذراع اليمنية لجماعة الإخوان المسلمين، والذي يسيطر بشكل شبه كامل على مفاصل السطلة ومواردها منذ اضطرابات الربيع التي أسقطت الدولة اليمنية عام 2011، وهذه تحديات لن تكون سهلة فالمجلس عليه أن يحارب أيضا شبكة فساد ضخمة مرتبطة المصالح والمنافع بالطرفين، ومن يقف وراءهما من دول الإقليم".
وكان واضحا أن مؤتمر واشنطن يستهدف الدور السعودي في اليمن، ومن الواضح أيضا أنه يمهد لجولة جديدة من تصعيد الجهات المناهضة للتحالف وللدور السعودي في المنطقة برمتها وليس فقط في اليمن.
كما نشهد عودة للتصعيد العسكري في أي لحظة، وهذا المرة ستكون أكثر عنفاً من السنوات السابقة، كمكا يجب الحفاظ على التحالف وتعزيز دوره الواقف في صف اليمنيين، ووقف العبث من قبل بعض الأطراف التي تحاول شق الصف وخلق صراعات جديدة من خلال استهداف المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يعد الفاعل الأبرز في المجلس والأقوى في مواجهة الإرهاب والحوثيين في أي معركة مرتقبة لتحرير صنعاء في حال فشلت الجهود الأممية والإقليمية الحالية بجر الحوثيين إلى طولة مفاوضات تفضي لإحلال سلام شامل وعادل.