القصة الكاملة لتحطم مروحية وزير داخلية أوكرانيا فى بروفارى
فى مدينة بروفارى الأوكرانية، التى يقطنها نحو 100 ألف شخص، وتقع على بعد 20 كيلومترًا تقريبا شمال شرق كييف، تعالت صراخات الأطفال من داخل مبنى "روضة" مكون من طابقين، أثر سقوط طائرة مروحية بالقرب منه، أتضح لاحقا أنها تقل وزير الداخلية الأوكراني، دينيس موناستيرسكيج، و9 من قيادات الداخلية من بينهم النائب الأول لوزير الداخلية، وسكرتير الدولة للشؤون الداخلية، والذين لقوا مصرعهم جميعا.
وفى لقطات مأساوية انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعى، تظهر بقايا المروحية وحطام قرب سيارة مدمّرة، وجثث أطفال وأشخاص كبار، وانتشار كثيف لعناصر إطفاء وشرطيين فى المكان.
وقد استعادت هذه المأساة، ذكرى أولى مراحل التحرك الروسى ضد أوكرانيا الذى بدأ فى 24 فبراير الماضى، حيث جرت أول معاركه داخل مدينة بروفارى نفسها، وذلك قبل أن تنسحب القوات الروسية منها فى مطلع أبريل الماضي.
كما استعادت الواقعة ذكرى حادث كبير أخر من هذا النوع وقع فى سبتمبر 2020 حين قُتل 26 شخصًا فى تحطّم طائرة من طراز "أنتونوف-26"، كان من بينهم ضحايا أطفال أيضا.
كما تأتى هذه المأساة الجديدة، فى خضّم الحرب بين أوكرانيا وروسيا وبعد نحو أيام قليلة ماضية على ضربة أوقعت قتلى فى مدينة دنيبرو فى شرق أوكرانيا، حيث قيل وقتها أن صاروخا روسيا استهدف مبنى سكنيًا، ما تسبب بمقتل 45 شخصًا على الأقلّ، بينهم ستة أطفال.
ومساء أمس، أعلن الرئيس الأوكرانى وقتها، أنه "سيتم التعرف على كل من يقف وراء جريمة الحرب هذه، وسيحاكم، نفت موسكو أى مسؤولية لها فى هذا الهجوم.
من جانبه، وفى سياق حادث بروفارى الأخير، قال يوريى إجنات رئيس القوات الجوية للقوات المسلحة الأوكرانية، أنه من المخطط إنشاء لجنة حكومية للتحقيق فى مأساة بروفارى، والتى ستضم العديد من المتخصصين فى مجال الطيران.
فيما وضع مستشار وزير الداخلية الأوكرانى أنطون جيراشينكو، أسباب تحطم المروحية فى بروفارى، رهن ثلاثة إحتمالات: أولهما "التخريب"، والثانى "أعطال فى المعدات"، والاحتمال الثالث "انتهاك قواعد السلامة".
ووسط هذه الاحتمالات الثلاثة، فتحت شرطة كييف تحقيقا فى الحادث، مشيرة إلى مقتل 18 شخصا بينهم وزير الداخلية الأوكرانى دينيس موناستيرسكى ونائبه الأول يفغينى إينين، و3 أطفال وإصابة 26 شخصًا بينهم 12 طفلًا، لافتة إلى أن هذه المروحية تابعة لوزارة طوارئ الأوكرانية فى بروفاري.
وفى الأطار، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن المروحية كانت متّجهة إلى الجبهة، وقال نائب رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشينكو للتلفزيون الوطني: "هدف هذه الرحلة (كان الذهاب) إلى إحدى النقاط الساخنة فى بلدنا حيث تدور المعارك... وكان وزير الداخلية ذاهبًا إلى هناك".
ومن جانبه، قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى بيان على شبكات التواصل الاجتماعي: "اليوم، وقعت مأساة مروعة فى بروفارى فى منطقة كييف، لقد تحطمت مروحية تابعة لجهاز الدولة لحالات الطوارئ واندلع حريق فى موقع التحطّم... الألم لا يوصف".
فيما اعتبر رئيس الوزراء الأوكرانى دينيس شميهال على تلجرام أن مقتل وزير الداخلية "خسارة كبيرة" للبلد.
وأضاف "أصدرت تعليمات (للمسؤولين) بتشكيل فريق خاص على الفور لإجراء تحقيق مفصل فى ملابسات المأساة كافة".
وذكر حاكم منطقة كييف أوليكسى كوليبا أن طائرة مروحية سقطت قرب روضة أطفال، ومبنى سكنى فى بلدة بروفارى على مشارف العاصمة الأوكرانية.
وكتب كوليبا على تطبيق المراسلة تيلجرام: "كان هناك أطفال وموظفون فى روضة الأطفال وقت وقوع هذه المأساة... ًاجلى الجميع الآن، وهناك ضحايا".
وكان وزير الداخلية الذى لقى مصرعه فى الحادث محاميًا سابقًا تسلّم منصبه على رأس وزارة الداخلية فى يوليو 2022، وكان سابقا نائبًا فى البرلمان الأوكرانى فى العام 2019 ضمن تكتّل حزب الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وكان زيلينسكى فى 22 يوليو 2022، قال "إنه سيستغنى عن رئيس الأجهزة الأمنية والنائبة العامة لعدم كفاية الجهود التى يبذلانها فى مكافحة الجواسيس".
وأضاف، "قررتُ إعادة النظر فى بعض المسؤولين داخل إدارة الأجهزة الأمنية"، فى حين اشتبه بارتكاب 3 من كبار المسؤولين فى هذه المؤسسة الخيانة العظمى فى الأشهر الأخيرة.
إلى ذلك، وفى الأيام القليلة الماضية، قدّم مستشار الرئاسة الأوكرانى أوليكسى أريستوفيتش استقالته، بعد أن أشار فى 14 من يناير الجارى، بأن تدمير المبنى السكنى فى مدينة دنيبروبيتروفسك، كان نتيجة سقوط صاروخ دفاع جوى أوكرانى عليه.
ونتيجة لذلك تعرض أريستوفيتش لحملة انتقادات واسعة بين النواب الأوكرانيين، وطالبوا باستقالته، ما دفع أريستوفيتش للتراجع عن تصريحاته، حول أسباب انهيار المنزل فى دنيبروبيتروفسك، وأفاد بأنه كتب خطاب استقالة.
والمستشار أريستوفيتش شخصية معروفة بسبب تحديثاته اليومية على موقع يوتيوب، والتى يشاهدها الملايين، ولا يعرف إذا ما كان المستشار اتخذ قراره تحت الضغط، أم لقناعة شخصية.
فى المقابل، رأى العديد من المحللين فى هذه التغييرات الجديدة فى القيادة الأوكرانية، مؤشرا على مؤامرات داخلية.