الكاتب الصحفي مجدي سبلة يكتب.. 25 يناير
تأتي ذكرى أحداث 25 يناير 2011 المفترض أن نهنئ رجال الشرطة الشرفاء بعيدهم ونترحم علي شهدائها..
ولانها ذكرى هامه في حياة المصرين يجب أن نذكر فيها أن أعداء مصر وأهل الشر يترقبون ذكرى هذا اليوم نعم لا يفوتون فرصة أو مناسبة الا ويستغلونها لإشعال الفتنة والتشكيك في كل شيئ ونشر الأكاذيب معتمدين على الحالة الاقتصادية التى يعيشها فقراء هذا الوطن اللذين تدفعهم الظروف الاقتصادية الصعبة إلى تصديق ما يروجونه من فتن وشاىعات تهدف إلى إحباط المجتمع وتفكيك مفاصل الدولة وخلق حالة من الخوف والترقب من الايام القادمة ..
وأمام هذه المخططات يجب أن لانقف صامتين علينا أن نواجهها وان نكشف الهدف الذى يسعون إليه ولابد أن نفسد عليهم مخططهم ..
ولابد أن نعرف أنه في أوقات الأزمات يجب أن نعلى فكرة التكاتف المجتمعي ويصبح فرض علينا أن نقف مع الدولة ..
ولابد أن نعرف أن مصر كأى دوله في العالم تمر بمرحلة صعبة لان الأزمة العالمية كبيرة وضخمه ولابد أن تتحمل مصر نصيب من هذه الازمه وما يحدث في العالم وأن التضخم أصاب أعتى الدول حتى الغنية منها والاسعار تتزايد كل ساعة وان هناك دولا تعانى نقصا في الغذاء وبعض الدول مهددة بالمجاعات وان هناك مايقرب من 20 دولة حول العالم تواجه مصيرا صعبا طبقا لآخر تقارير دوليه عن موقف الدول إزاء الأزمة العالمية الحالية ..
لكن تبقي مصر صامده صحيح تعانى من ارتفاع الأسعار لكنها متماسكة وهناك مؤشرات إيجابية لمعدلات التنمية ..
وعلينا أن نعرف أن مصر تتعرض لحملات إعلامية من الأجهزة المعادية ممنهجة بهدف إثارة المصريين واحداث حالة من الغضب الشعبي ..
هذا بخلاف معركة سعر الدولار التى كادت أن تهزم المصريين لكن الله سلم ودخلت روسيا والصين على خط الدولار لتلحقه هزيمة ساحقة بالتعامل بالجنيه المصرى ..
لاادرى لماذا لا توجه الأجهزة المعادية أسلحتها ضد دول اخرى ولماذا مصر على وجه الخصوص..
فى أوقات الأزمات يصبح التكاتف المجتمعى فرض عين والتحمل الشعبي واجب قومي لان الأزمة عالمية مستفحلة وليست مصرية، لكننا نتحمَّل منها نصيبا مما يحدث فى العالم والتضخم ارتفع فى كل الدول تقريباً ووصل فى بعضها إلى مستويات غير مسبوقة، والأسعار تتزايد يومًا بعد يوم ،لكن تبقى مصر حتى الآن من الدول الصامدة، صحيح تعانى ارتفاعًا فى الأسعار، لكن السلع متواجدة وتوقعات معدلات النمو بالنسبة لها إيجابية، ورغم ذلك مصر تحديدا دون كل دول العالم تتعرض لحرب إعلامية ممنهجة تستهدف إثارة الرأى العام وخلق حالة من الغضب الشعبى، وكأنها الدولة الوحيدة التى ترتفع فيها الأسعار ويتزايد سعر الدولار.
الغريب أن المشهد فى العالم ليس خافياً على أحد لان هناك دول أخرى تعيش نفس ظروفنا، لكنها تعانى أضعاف ما نعانى، الدولار فيها وصل إلى مستويات خيالية وليس عيبا أن تطالعون تقارير المؤسسات الدولية لمتابعة ما يجرى فى العالم لمعرفة حجم الأزمة الحقيقىة والمعاناة التى يعيشها شعوب أغلب الدول، لكن من يقودون الحملة المسمومة ضد مصر، كأنهم لا يرون هذه الدول.
أعداء مصر معروفين ومكشوفين غرضهم الواضح ضرب الاستقرار، وإثارة الفوضى ..
علينا جميعاً من حيث المبدأ أن نعلم ونثق أن أعداء مصر لا يريدون لنا خيرا أبدًا، فهم لهم ثأر مع الشعب المصرى والسلطة الحالية، لن يتنازلوا عنه، ولن ينسوه مهما طال الزمن، هدفهم هدم البلد، ويعملون بكل السبل من أجل تحقيق هذا الهدف، لن يبكوا على مصر أبدًا وإن تظاهروا بذلك، فهى دموع الخديعة ، لإنهم لا يريدون لها سوى الخراب ولا يريدون لأهلها غير السقوط فى الأزمة، وكلما اشتعلت الأوضاع فى مصر، زادت سعادتهم، وكلما تراجعت مصر اقتصاديًا عملوا علي زيادة منسوب الغضب الشعبى لان هذا يحقق أهدافهم، هذا ما يجب أن ندركه ونستوعبه جميعاً وأن يصل إلى كل المصريين حتى لا ينخدعوا بمجموعة من الكذابين والمدعين والمحرضين.
علينا ألا ننكر أننا نواجه ظروفًا غاية فى الصعوبة، الجزء الأكبر منها عالمى، وجزءًا آخر منها لأسباب محلية، مثل جشع التجار، واعتمادنا فى الكثير من السلع على الاستيراد، وانتشار ثقافة ترسخت لعقود عند المصريين أن المستورد هو الأفضل والأجود، صحيح نواجه هذا الظرف الصعب مثل كل العالم، لكن علينا أن نكون أكثر ثباتاً فى مواجهته، لا نستسلم للأزمة ولا نرضخ لها ولا يسيطر علينا الإحباط، وإنما سنصبر، وسيكون شعارنا الذى نتفق عليه جميعًا أننا سنساند بلدنا حتى نعبر الأزمة الاقتصادية بسلام ونستعيد قوتنا.
خبرات الزمن تؤكد أنه ليس صعبا على المصريين أن يتحملوا عامًا من الضيق الاقتصادى حتى وإن كان قاسياً، فكم من محن وأزمات كانت أصعب وعبرناها بالصبر والتمسك ببلدنا، على مدى التاريخ لم يفكر مصرى فى ظل أى أزمة أن يترك بلده أو يهدمها ، بل يساندها ويدافع عنها من كل المخاطر، حتى ولو بحياته، هذا هو المصرى الذى لن يتغير أبداً عبر التاريخ..
علينا أن ندرك تماما أن المشككين، أياً كان انتمائهم أو كانت لغتهم ليسوا خائفين علينا، ولا مشغولين بمصلحة الوطن والمواطن المصرى مهما ادعو ذلك، بل كل ما يهمهم أن يسكبوا الزيت على النار لتشتعل الأوضاع ويروا مصر تسقط، ولهذا كلما أغلقنا عليهم الأبواب ورأوا منا ثباتًا على موقفنا بجانب البلد والتفاف حول القيادة، احترقوا غضبًا وزادوا من مؤامراتهم.
نعم المواطن البسيط من حقه أن يغضب للظروف التى يمر بها ومن حقه أن يبحث عن منقذ ومن حقه أن ينتقد الحكومة لكن انتقاد مقنع ويقدم حلولا عملية ، وعلي النخبة السياسية والاقتصادية والإعلامية أن تكون أكثر إدراكًا للوضع الاقتصادى والسياسي والاجتماعي ويشرحوا للرأى العام حقيقة الاوضاع بموضوعية ..
كاتب المقال الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق