ندوة بجناح الأزهر تفند الشبهات حول السنة النبوية وصحيح البخاري
قال الدكتور جاد الرب أمين، عضو مجمع البحوث الإسلامية إنَّ السنَّة النبوية المطهرَّة نقية صفية سالمة كما نطق بها سيد الخلق سيدنا محمد ﷺ، وهي المصدر الثاني في التشريع وأحيانا إذا لم نجد التشريع مفصلًا أو حتى مجملًا في القرآن الكريم تكون السنَّة النبوية هي المصدر الأول، لأن القرآن كما هو وحي فإنَّ السنة النبوية وحيٌ أيضًا، والنبي ﷺ يقول: (أوتيتُ الكتابَ ومثلَهُ معهُ)، أي القرآن والسنة، وقد قيَّض الله للسنة من يحفظها، لذلك كان أصحاب النبي ﷺ يتحرون تلقي الحديث عن رسول الله بل إن بعض أصحابه تفرغ لذلك الغرض الشريف.
جاء ذلك خلال ندوة تثقيفية نظمها جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم /الخميس/، لجمهور المعرض تناقش: "السنة النبوية: شبهات وردود.. البخاري نموذجًا".
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية أن أصحاب النبي ﷺ في بداية الأمر كانوا يريدون كتابة الحديث وتدوينه في صحف مثلما يدونون القرآن، لحفظ الحديث النبوي فطلب النبي منهم أن يتمهلوا ولا يكتبوا القرآن والحديث في صحيفة واحدة، وهذا ليس إنقاصًا فكلاهما وحي؛ ولكن بقصد الحفظ والصيانة للقرآن وللسنة، وكانت مدَّة وجيزة قُصد منها ألا يختلط الحديث بالقرآن إذا كُتبا في صحيفة واحدة، فكلاهما يخرج من فمِ النبي ﷺ، ولما فهموا الأمر جاء الإذن من رسول الله ﷺ، فبدأ الصحابة يكتبون السنة من كلام النبي، وأكثرهم كتابه عن ﷺ كان سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية أنَّ الذين يهاجمون الإمام البخاري وهم لا يقصدونه هنا بذاته، ولكن المقصود هو الطعن في دين الله وفي القرآن الكريم، لأن السنة هي الشارحة والموضحة والمبينة للقرآن، فلو أنَّ السنة حُذفت وألغيت، فكيف يفهم الناس دينهم؛ بل إننا سنجد القرآن عجبًا لا يُفهم، وقد استهدفوا البخاري لمكانته بين أهل العلم ولأنه مستقر في نفوس المسلمين أن كتابه أصح الكتب بعد كتاب الله وبه سجل كبير من الأحكام الشريعة لديننا الحنيف.
وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر الشريف يشارك بهذا الجناح لحماية الشباب والناس من الأكاذيب، ولأجل هذا حرص على تنظيم الندوات وتوفير كتب الأزهر بأسعار لا تتجاوز تكلفة الطباعة تيسيرًا على الجمهور والطلاب والباحثين، وهو صورة من صور حماية المجتمع في هذا المعترك الشديد الذي تموج فيه الفتن، والأزهر يقوم بمهمته بعلمائه الأجلاء وله في نفوس جميع المسلمين المكانة العليا حتى رغم محاولات النيل منه ومن علمائه ومحاولات التزييف على البسطاء، ومحاولات النيل من علماء الأمة ورموزها الشوامخ أمثال شيخنا العلَّامة الإمام محمد متولي الشعراوي.