حسين فهمي: جاهين كان يتوقع فشل ”خلي بالك من زوزو” واُتهمنا بإلهاء الناس عن معركة تحرير الأرض
شهدت القاعة الرئيسية "صلاح جاهين" ضمن النشاط الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54، إقامة ندوة بعنوان "تجربتي مع صلاح جاهين"، بمشاركة الفنان الكبير حسين فهمي، وأدارتها مروة الشبراوي.
في البداية أكد الفنان الكبير حسين فهمي، أن علاقته بصلاح جاهين بدأت منذ أن كان يدرس في معهد السينما، فقد كان يتردد وصلاح جاهين بصحبة مفيد فوزي في مكتبه بمجلة صباح الخير، ومن هنا بدأت معرفتي بصلاح جاهين وقت أن كان يرسم الكاريكاتير ويكتب في مجلة صباح الخير.
وأضاف أن تجربة فيلم "خلي بالك من زوزو"، كنت في هذه الفترة أشارك في فيلم بلبنان، وحينما عدت من لبنان وأثناء رحلتي من المطار وجدت إعلانات في الشوارع بعنوان "خلي بالك من زوزو"، ولم أكن أعرف ما هذا الإعلان وقلت لنفسي لو هذا فيلما تمنيت أن أشارك فيه، حتى فوجئت بمنتج الفيلم "أنطونيان" يتحدث معي للمشاركة في الفيلم وهو من تأليف صلاح جاهين وبطولة سعاد حسني فلم أصدق نفسي، وبعدها ذهبنا لمنزل صلاح جاهين وكانت متواجدة الفنانة الكبيرة سعاد حسني والملحن كمال الطويل لنسمع كلمات أغاني الفيلم، والجميع تفاجأ من كلمات الأغنية خاصة أن صلاح جاهين كانت له تركيبات لغوية خاصة ولم يستخدمها أحد في كتابة الأغاني، وظللنا على هذه الحالة ولم يتم الاتفاق على لحن معين لهذه الكلمات حتى الساعة الواحدة صباحا بدأ الملحن الكبير كمال الطويل في تلحين الكلمات وانتهت الأغنية تماما في السابعة صباحًا.
وأشار إلى أن فيلم "خلي بالك من زوزو" كان عملًا جماهيريًا وفنيًا وجيد جدًا على مستوى الصناعة، والفيلم على الرغم من أنه كان فيلما خفيفًا، لكنه كان داخل هذا النسيج كان يناقش قضايا هامة جدًا، والفيلم يعتبر من الأفلام التي على الرغم من أنها تعرضت لهجوم كبير وتم اتهام صناع الفيلم بأنه تم إنتاجه لإلهاء الناس إلا أن الفيلم ناقش قضايا هامة تنقل صورة مصر في فترة السبعينيات.
ولفت إلى أن أحد أبرز أسباب الهجوم على فيلم "خلى بالك من زوزو" من قبل الصحافة، كان بدافع أن الفيلم كان قبل حرب أكتوبر 1973 وبعد هزيمة يونيو 1967، الأمر الذي فسره بعض الكتاب على أنه محاولة من الدولة لإلهاء الناس وتغييبهم وأنه لا توجد معركة منتظرة لتحرير الأرض وأن الفيلم كان إنتاجه من قبل الدولة لأجل هذا الهدف، مشيرًا إلى أنه على الرغم من ذلك فقد كانت ميزانية الفيلم 15 ألف جنيه فقط دفع منهم صلاح جاهين 5 آلاف جنيه، حتى إنه بعد الانتهاء من التصوير طلب مني صلاح جاهين شراء حصته في الفيلم خاصة أنه توقع أن الفيلم لن ينجح وقال لي نصًا "الفيلم معمول وحش ومش هينجح"، وقد كانت المفاجأة الكبرى أن الفيلم حقق نجاحا منقطع النظير حتى إن إيرادات الفيلم في اليوم الواحد 5 آلاف جنيه، وذلك بفضل النص الرائع الذي كتبه صلاح جاهين لهذا الفيلم وإخراج حسن إمام المتميز، فضلا عن الدور الجديد على سندريلا الشاشة سعاد حسني، بالإضافة إلى حالة الحب بين كل فريق العمل أثناء تصوير الفيلم.
وأوضح أن فيلم "أميرة حبي أنا" الذى كتبه صلاح جاهين كان حالة خاصة أخرى من حالات صلاح جاهين، سواء على مستوى النص أو أغنيات الفيلم، وحقق هذا الفيلم أيضًا نجاحا كبيرا، فصلاح جاهين كان كاتب غير معقول وكلماته كان لها تركيب لغوي متفرد لا يمكن أن يقدمها سوى صلاح جاهين.
حسين فهمي في ندوة بمعرض الكتاب
حسين فهمي في ندوة بمعرض الكتاب