عناصر السيرة الذاتية في الأدب العربي
تتعدد عناصر السيرة الذاتية في الأدب العربي، وهي عناصر يجب الالتزام بها في جميع الكتابات التي تنتمي إلى هذا النوع من الكتابة الأدبية.
مفهوم السيرة الذاتية:
إن السيرة الذاتية من أهم أنواع الكتابة الأدبية وأكثرها انتشاراً، حيث تهتم بسرد سيرة حياة الشخص، أو تتناول جزء معين منها، كأن يعرض الكاتب يومياته، أو اعترافاته الشخصية على سبيل المثال.
يتصف هذا النوع من الكتابة بأنه أقل وضوحاً من أنواع الكتابة الأدبية الأخرى ولكنه أكثر مرونة منها، مما يجعل تحديد تعريف دقيق له أمراً صعباً.
يعتني الكتّاب حول العالم بهذا الفن الأدبي الذي تعتبر كتبه من أكثر الكتب مبيعاً حول العالم، وبالخصوص في الولايات المتحدة الأمريكية والقارة الأوروبية، في حين أن انتشاره يبقى أضعف في عالمنا العربي.
يهتم القارئ بكتب السيرة الذاتية كونها تساعده على الوصول إلى معلومات لم تكن متداولة سابقاً، ويصل لتفاصيل لم تعرض قبل صدور الكتاب.
وخصوصاً أن كتب السير الذاتية تتناول أحداث حقيقية ليست خيالية، كما في باقي أنواع الكتابة الأدبية كالروايات على سبيل المثال.
وفي الأدب العربي ظهرت السيرة الذاتية منذ العصر الجاهلي ولكن بشكل مختلف عما هو حالياً، وكانت أقرب إلى الشعر الغنائي، ثمّ تطورت وبرزت سير ذاتية مثل "سيرة ابن اسحاق".
وعبر العصور تطورت السير الذاتية وتناول المؤرخون والأدباء الأحداث في عصورهم وما تعرضوا إليه من مواقف، ومع نهاية القرن التاسع عشر سلك المحدثون أساليب أخرى وظهرت عناصر السيرة الذاتية في الأدب العربي بشكلها المعاصر.
عناصر السيرة الذاتية في الأدب العربي:
إن شروط كتابة السيرة الذاتية في الأدب العربي متعددة ومن أبرزها:
1. على الكاتب أن يذكر الأحداث الشخصية التي مرّ بها الشخص الذي يتناوله الكتاب بشكل واقعي وصادق.
2. من المهم استخدام أسلوب أدبي سليم ومنمق في ذكر المواقف الفعالة التي مرّ بها الشخص، وأن يذكر ما ورد عنه من أخبار.
3. يستخدم الكاتب عند كتابة السيرة الذاتية في الأدب العربي أسلوب روائي قصصي يتناول كافة المعلومات المهمة المرتبطة بسيرته الذاتية.
4. من عناصر السيرة الذاتية في الأدب العربي، أن يعرّف الكاتب بالشخصيات المؤثرة بشخصية من تتناوله السيرة الذاتية، سواء كان تأثيرهم إيجابي أو سلبي، مع ذكر الأشخاص الذين كانوا السبب بالوصول إلى ما هو عليه.
خصائص السيرة الذاتية في الأدب العربي:
بعد أن اطلعنا على عناصر السيرة الذاتية في الأدب العربي نشير إلى أن خصائص هذه الكتابة الأدبية تتطلب عرض الأحداث الحقيقية دون أي تزييف أو خلط للحقائق، وأن يتم العرض والترتيب بصورة أدبية فنية جذابة للقارئ.
يلجأ الكثير من الأشخاص المعروفين الذين يرغبون نشر سيرة ذاتية عنهم إلى أحد الكتّاب المبدعين، ويمنحونه المعلومات اللازمة، ليقوم بكتابة السيرة الذاتية للشخص بصورة شيقة تلتزم بجميع خصائص السيرة الذاتية وأهمها:
· اللغة الواضحة والمفهومة:
من المهم أن تكتب السيرة الذاتية بلغة مفهومة وواضحة وبسيطة يمكن لأي انسان فهمها، فالقراء لهذه الكتب هم عادةً من المحبين للشخصية التي تتناولها السيرة الذاتية.
كما أن اللغة المستخدمة يجب أن لا تكيل المدح الزائد بل تكون لغة منصفة وواقعية، ومعلوماتها موثوقة، سواء تمّ الحصول على المعلومات من الشخص ذاته أو من المقربين منه.
· الشمولية:
سواء تناول الكاتب سيرته الذاتية، أو تناول سيرة ذاتية لأحد الأشخاص الآخرين من خلال الحصول على المعلومات منه أو من المقربين إليه، فإن هذه السيرة يجب أن تشمل كل ما يرتبط بالحياة الشخصية للفرد خلال الفترة التي يتناولها الكتاب.
وذلك بالشكل الذي يسمح للقارئ أن يكوّن صورة في ذهنه عن الشخص الذي تتناوله السيرة الذاتية، وعن المؤثرين في حياته، وعن من تأثر به من الأشخاص المعروفين.
· العرض الموجز والواضح:
على الكاتب أن يحرص على ان تكون كتابته شيقة وواضحة وموجزة قدر الإمكان، وأن تكون خالية من التكرار أو الحشو.
فتكون المعلومات مفهومة وليست غامضة، ويمكن أن تمنح القارئ المعلومات التي يسعى لمعرفتها، لا أن تبتعد السيرة الذاتية عن شخصية وحياة من تتناوله.
· السلامة اللغوية والتنسيق السليم:
من المهم للغاية استخدام أسلوب أدبي جميل وشيق وخالٍ من الأخطاء اللغوية أو النحوية أو الإملائية، وأن يكون التنسيق جاذب للقراء بدايةً من صفحة الغلاف المعبّرة عن صاحب السيرة الذاتية امتداداً لمضمون الكتاب.
وبالختام نسأل الله تعالى التوفيق في تقديم المعلومات المفيدة حول مفهوم وخصائص وعناصر السيرة الذاتية في الأدب العربي.