فتحى ندا يكتب: ”فيديو المقال .. تحول رقمي لصاحبة الجلالة”
هل آن الأوان أن يواكب المقال الصحفي متطلبات العصر ويلحق بصحافة الفيديو على نفس طريق التحول الرقمى ≪ حيث من المعلوم أن التحول الرقمي هو: إستخدام تقنية الرقمنة في إبتكار وسائل وأساليب رقمية لإنتاج وتقديم المنتجات والخدمات للعملاء بما يحقق طموحاتهم من الإشباع والرفاهية - " العملاءهنا أي:القراء الذين سيتحولون الى مشاهدين ومستمعين" .
صحافة الفيديو أو بالإنجليزية Video Journalism هي أحد أشكال الصحافة، يقوم من خلالها الصحفيون بتصوير وتحرير وغالبًا مايقومون بتقديم مواد الفيديو التي يصورونها، "قديما فقط" عبر التليفزيون و"حديثاً" عبر جميع وسائل البث الرقمى المتاحة " مواقع إخبارية واليوتيوب والفيس بوك و…. الخ" . وغالبًا ما يشار إلى صحفي الفيديو بالاختصار "VJ".
ظهرت سابقة صحافة الفيديو في ستينيات القرن الماضى في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان المحررون يقومون بكتابة وتصوير القصص الصحفية الخاصة بهم، ساعد ظهور كاميرات الفيديو مع اختراع الكاميرا المحمولة في الثلاثينيات من القرن العشرين على ظهور هذا النوع من الصحافة والإمكانيات المساعدة كالإضاءة الصناعية "الفلاش" وغيره من المستلزمات مكنت من نجاح صحفى الفيديو في توثيق أي حدث أثناء وقوعه وتقديم مواد وأعمال إستحق عليها الجوائز الصحفية.
في بداية تسعينيات القرن العشرين، كانت قناة نيويورك الأولى هى أول من قام بتعيين صحفيي فيديو، تلتها قنوات عديدة في أميركا ودول أخرى مثل المانيا في منتصف تسعينات القرن الماضى، وفي عام 2001، بدأت بي بي سي في الانتقال إلى صحافة الفيديو في كل مكاتبها الإقليمية. وكما شملت كيانات البث الأخرى التي تستخدم حاليًا صحافة الفيديو صوت أمريكا وفيديو نيوز إنترناشونال.
وتدعم جمعية الصحافة (بالمملكة المتحدة) برنامجًا تدريبيًا «يحول» الصحفيين الإقليميين إلى صحفيي فيديو، وقد تم تحويل العشرات منهم منذ مارس 2007.
وقد تم تأسيس " ستوري هانتر " في عام 2011 كـشـبكة عالمية لصحفيي الفيديو.
و كما يبدو أنه أصبح انتشارًا كذلك بين الصحف، حيث توظف نيويورك تايمز عدداً من صحفيي الفيديو.
المُلاحظ والذى تناولة عدد من أساتذة الصحافة والإعلام المصرين أن المتلقى في الغالب قد أنف الأسلوب القديم للحصول على المعلومة عبر الصحف الورقية أو الجلوس أمام التلفاز وحتى القراءة بالمشاهدة عبر الكومبيوتر أو الأيباد، فلجأ الى الوسيلة الخفيفة المتاحة والمريحة وهى الموبايل " الهاتف المحمول"، ثم طغت على وسائل البث المتعددة - " Social Media – وسائل التواصل الإجتماعى" - ظاهرة البث المباشر والفيديوهات والمقاطع الصوتية ، تلك الفيديوهات وبما تفرضه " دون رقيب ولا حسيب " من تلوث سمعى وبصرى وأخلاقى وتزييف الحقائق ونشر الإشاعات والأكاذيب وهدم روح الإنتماء والوحدة والمواطنة وإحباط واستقطاب ضعاف النفوس والأ ُمين والمُغيبين الى مزالق أهل الشر.
وفى إطار البحث عن علاج قد يكون ناجع لسَقَم الصحافة المقروءة " ورقياً أو رقميا بصيغة بى دي إف مثلاً " عبر جميع وسائط النشر، وخاصةً المقال، أعرض هنا لفكرة منقولة طرحها أحد أساتذة الصحافة عبر حوار رقمى أيضا، عنوانها ≪ فيديو المقال – المقال المرئى – أو المقال المُصَوَر≫، والتي قد تكون الأكسجين الطبي الضرورى لبعث روح جديدة فى رئتى الصحافة خاصة في مصر وإنقاذها من لفظ الأنفاس الأخيرة بين أنياب المتربصين بنا وبأجيال نعقد عليهم الآمال من الشباب والفتيان والصبية، مُخلِفة ورائها فضاءاً يرتع فيه رويبضة الكلمة وأبواق الشر الذين يَحَسبُون أنهم يُحسِنون صُنعاً.
الفكرة تتلخص في كتابة المقال أو الخبر والموضوع أو التقرير كما يحدث الحال حاليا، ثم يتولى كاتب المقال أو محرر الخبر.. تسجيل فيديو يتناول المقال أو الخبر والموضوع … بأسلوب الحكاوى الصحفية، يُرسل الفيديو الى القائمين على الموقع وبعد إجراء مايلزم مهنيا يتم نشر المكتوب وبث الفيديوهات، ,أيا كان الإسم الذى يُطلق على هذا الأسلوب فالأهم هو وصول رسالة الى المتلقى بوسيلته المُفضلة حاليا وفي إطار المبادئ والقواعد الصحفية وأصول المهنة وحماية مواثيق الشرف الصحفى، رسالة تحمل معلومة موثقة وخبر حقيقى وحوار هادف وتحقيقات وتقارير كاشفة وداعمة للقرار التنفيذي ولمساعى بناء الإنسان والوعى والسلم المجتمعى وجهود النمو والتنمية والنهضة الاقتصادية، رسالة يعيش من خلالها المُتلقى أحداث محلية وأقليمية ودولية متعلقة بما يعايشه من مفردات حياتية سواء كانت سياسية او اقتصادية او صحية ….الخ كتلك التي نُعايشهما ونُكابد آثارها منذ نهاية 2019 م وحتى الآن " جائحة كورونا، والحرب على أرض أوكرانيا " واللتان أنهكت كاهل البلاد والعباد، هنا لمسنا أن الرسالة الإعلامية المنفلتة والمضللة عبر وسائل "التواصل الإجتماعى" تنحرف بذهن وفكر وثقافة الكثير الى أن ما يعانونه من غلاء وركود وبطالة ليس سببه ما يحدث بعيدا عن أرضنا " من إغلاق الموانئ والمصانع وتعطل سلاسل الإمداد وحسابات سياسية واقتصادية لمختلف البلدان في ظل مثل هذه الظروف " لآ بل هو تقصير وقلة خبرة وسوء إدارة وفساد و ..الخ.
نحن في مصر أحوج مانكون الى عودة الصحافة الى سلطتها التي سُلبِتْ منها فسُلِب منها كل شيء حتى رجالها آثروا الإعتكاف حِفاظاً على مايجب الحفاظ عليه.
وعسى أن تكون " صحافة الفيديو – أو – الفيديو الصحفى - وفيديو المقال" عبر المواقع الرقمية للصحف المصرية وتطبيقاتها على الموبايل خطوة يعقبها خطوات تشريعية وقانونية تفرض الرقابة والسيطرة على شتى وسائل البث عبر الإنترنت أو على الأقل جذب المتلقى الى ساحة آمنة ونقية من التلوث السمعى والبصرى والأخلاقى وكل مايهدد مستقبل أجيال بدون حمايتهم من هذا التلوث والضلال لن تقوى سواعدهم على حمل راية التنمية والبناء المثقلة بأحمال الماضى القريب والبعيد.