«نحن والدراما» بمعرض القاهرة للكتاب.. تحذيرات من الاهتمام بالشكل وتراجع المضمون
حذر المشاركون في ندوة "نحن والدراما" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الجمعة، من اهتمام المسلسلات حاليا على الشكل مقابل تراجع المضمون.
شارك في الندوة المخرج عمر عبد العزيز والناقد محمد الحناوي وأدارتها الفنانة لقاء سويدان.
وقال المخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، إن التقنية الشكلية ارتفعت حاليا بدرجة كبيرة ولكن على حساب المضمون المقدم، وذلك بخلاف بدايات الدراما في التليفزيون، حيث كانت تعتمد على الروايات، حتى إن المخرجين كانوا يقسمون الحلقات على كتاب الرواية.
وأكد أن تلك الأزمة غياب المخرجين الكبار أمثال مجدي أبو عميرة وهاني لاشين، وشدد على أن الدراما تحتاج إلى رؤية وخطة شاملة للنهوض.
كما طالب عبدالعزيز باستعادة بعض ما كان يحدث في الماضي، مثل إيجاد المؤسسة التي تخدم العمل الدرامي وتشرف عليه، ففي الماضي قدمنا أعمالا فنية مهمة كان يشرف عليها القطاع العام.
وحذر من أن بقاء الأعمال الفنية أسيرة الرغبة في تحقيق الأرباح دون عناية بما يتم تقديمه سوف يقود إلى مزيد من التدهور في المضمون الدرامي، الموقف نفسه تبناه الناقد محمد الحناوي، خلال كلمته بالندوة، حيث شدد على أن النص الدرامي المبني على الرواية يكون أكثر عمقا وبريقا حتى في الدراما العالمية.
واستشهد الحناوي بمسلسل "لعبة العروش"، المبني على رواية لجورج مارتين، فأجزاء المسلسل السبعة نجحت نجاحا هائلا، بينما فشل الجزء الثامن لأنه اعتمد على كتابة السيناريست وليس الروائي.
وأضاف أن الدراما تنهار بسبب عدم الاهتمام بالقصة، فنحن لا نواكب الحركة العالمية في مجال صناعة الدراما.
واستشهد كذلك بما حققه مسلسل مثل "جراند أوتيل" الذي أدى نجاحه إلى رواج فندق كتراكت أسوان بسبب ظهوره في المسلسل الناجح، وهو ما يعني أن الدراما قد تقود إلى رواج السياحة في البلد التي يقدم منها العمل ما يعني تحقيق أكثر من فائدة.
وتأتي الدورة 54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب تحت شعار: على "اسم مصر- معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع"، وتُقام في الفترة من 25 يناير حتى 6 فبراير ، وذلك بمركز مصر للمعارض الدولية، وتحل عليها المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف، وتم اختيار الكاتب صلاح جاهين ليكون شخصية المعرض هذا العام، والكاتب كامل كيلاني شخصية معرض كتاب الأطفال.
ويشارك في الدورة الحالية 1047 ناشرًا مصريا وعربيا وأجنبيا، من 53 دولة، من بينها دول جديدة مثل المجر والدومينيكان، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية تضم لقاءات مع مبدعين وكتاب ومفكرين وفنانين ورموز وقامات مصرية عربية وعالمية، لتعزيز دور الثقافة في بناء المستقبل الذي نتطلع إليه.