الجالية التركية بألمانيا تنظم مساعدات للمتضررين في منطقة الزلزال
أطلقت الجالية التركية في ألمانيا حملة تضامن مع المتضررين بمناطق الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا. لكن الجالية الكردية بألمانيا حذرت من ذهاب المساعدات لأغراض أخرى. وتوقعات بطول مدة أعمال تنظيف المنطقة.
دعت الجالية التركية في ألمانيا إلى مد يد المساعدة إلى تركيا بعد الزلزال المدمر، الذي وقع أمس الاثنين، بغض النظر عن الخصومات السياسية.
وقال رئيس الجالية غوكاي سوفوغلو لشبكة التحرير الصحفي في ألمانيا (RND): "إنني أدعو منظمات الإغاثة الألمانية إلى تقديم مساعدة فورية إلى الناس على الأرض ، كما فعلوا في عام 1999. سواء كان ذلك بالخيام أو الملابس التي توفر الدفأ". وأضاف سوفوغلو "الناس في عين المكان بحاجة إلى كل المساعدات في الوقت الحالي".
بالإضافة إلى الدعم قصير المدى، يحتاج الناس أيضًا إلى مساعدة طويلة الأمد. وقال سوفوغلو "لقد فقد الكثير من الناس منازلهم وبالتالي فقدوا سبل عيشهم. كما ستفقد الوظائف. وأعلن سوفوغلو أنه سيتم إحياء برنامج الرعاية الذي تأسس في عام 1999 بين ألمانيا وتركيا. "بمجرد أن نحصل على لمحة عامة عما يحتاجه الناس في المناطق المتضررة من الزلزال سنبدأ حملة تضامن"، بحسب موقع شبكة التحرير الصحفي في ألمانيا.
وفي برلين سمعت نداءات عفوية لجمع تبرعات لضحايا الزلزال، وقالت عاملة التعليم الاجتماعي، زليخة كافاكاس أوزتورك أمس الاثنين: "أبدأ على الفور في البكاء عندما تصلني صور من تركيا". وأضافت أنها بدأت بالتعاون مع معهد الموسيقى التركية في حي كرويتسبرغ واحدة من العديد من حملات جمع التبرعات في برلين.
ويتم جمع ما يمكن أن يحمي الأشخاص من البرد مثل البطانيات والسترات وقبعات التدفئة لأن الزلزال ضرب الأشخاص في البرد القارس في منتصف الليل. وقالت أوزتورك: "أشعر بسعادة غامرة عندما أرى عدد الأشخاص الذين يأتون إلى هنا للمساعدة".
وفي نفس المساء، وبمساعدة القنصلية التركية في برلين ، سيتم إرسال التبرعات إلى المناطق المتضررة.
وأوزتورك نفسها هي إحدى الناجيات من زلزال في تركيا في أوائل التسعينيات. وقالت: "ما زلت أتذكر كيف جرت مساعدتي في ذلك الوقت. بعد أن فقدت ممتلكاتي، كانت تبرعات الآخرين هي التي أبقتني على قيد الحياة". وقالت إن حقيقة وصول الكثير من الأشخاص المتعاونين بحقائب وصناديق مليئة بالتبرعات على الرغم من حزنهم تجعلها فخورة.
"المساعدة أمر طبيعي"
أما بونيامين بيكتاش (37 عاما)، وهو خباز، فقد سمع عن الزلزال في الساعات الأولى من صباح الاثنين وهو في طريقه إلى العمل. فقال "بالنسبة لنا، من الطبيعي أن نساعد".
ويعيش بيكتاش وزوجته في الحي وسمعا عن حملة جمع التبرعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف: "يجب أن يكون هناك استعداد لمساعدة مثل هذه في كل مكان في العالم. بغض النظر عن البلد الذي أتيت منه أو الدين الذي تنتمي إليه. يحتاج الناس جميعا إلى التكاتف أكثر. ثم يمكنك إحداث فرق كبير".
الجالية الكردية تنتقد التوظيف الخاطئ للمساعدات
ومن جهدها أفادت الجالية الكردية في ألمانيا، أن الزلزال حصد أيضًا عددًا كبيرًا من الضحايا في المناطق الكردية في تركيا وسوريا. ولذلك فإن "الجالية الكردية تدعو بالتالي إلى تقديم تبرعات هادفة وإجراءات مساعدة لا ينبغي أن تذهب إلى حكومتي أنقرة ودمشق، بل إلى السكان المحليين". وتابعت الجالية الكردية في ألمانيا أن التجربة أظهرت أن "إمدادات المساعدات والتبرعات لا تصل في كثير من الأحيان إلى المحتاجين بسبب القرارات السياسية ويتم استغلالها بعيدا عن غرضها"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الكاثوليكية (ك ن ا).
"أعمال التنظيف ستستغرق وقتا طويلا"
وأشارت توقعات منظمة إغاثية ألمانية إلى أن أعمال التنظيف في تركيا وسوريا بعد كارثة الزلزال ستستغرق فترة طويلة.
وفي تصريحات للقناة الثانية بالتلفزيون "زد دي إف"، قال ياسكو فايكرت من المنظمة الألمانية للمساعدات الغذائية العالمية في عاصمة محافظة غازي عنتاب مساء أمس الاثنين إن إصلاح مثل هذه الكارثة الكبيرة سيستغرق وقتا.
وأضاف أن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 5ر2 مليون نسمة بها العديد من المباني متعددة الطوابق" الناس يستخدمون الغاز في التدفئة. بمقدوركم أن تتخيلوا مدى الجهد اللازم فقط للتأكد من أن هذه المباني لن تنهار وللتأكد من عدم وجود انفجارات غازية. كل هذا سيستغرق وقتا طويلا جدا جدا". وأردف:" لم أشهد مثل هذا الأمر أبدا".
وأفاد فايكرت بأن بعض الناس يقيمون في سيارات ومحطات حافلات" وببساطة لا يجرؤون على الدخول إلى شققهم". وقال فايكرت إن تركيا لديها بنية جيدة لتقديم مساعدات الطوارئ.
وضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجة تركيا وجارتها سوريا في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين، وتسبب في انهيار مبان سكنية بأكملها ودمر مستشفيات وخلف آلاف القتلى والجرحى والمشردين. وكان أكبر زلزال عالمي تسجله هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية منذ هزة أرضية جنوب المحيط الأطلسي في أغسطس آب 2021.