فنانو سورية يتبرعون بالدم لضحايا الزلزال
يتابع فنانو سورية وعلى رأسهم نقيب الفنانين محسن غازي حملتهم الإغاثية لدعم ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سورية فجر يوم الإثنين، مخلفاً وراءه مشاهد ملؤها الحسرة والألم أدمت وأوجعت قلوب كل السوريين.
حيث توجه صباح أمس عدد من الفنانين إلى بنك الدم في دمشق للتبرع للمصابين والجرحى الذين نجوا من تلك الفاجعة الأليمة، وليعبروا عن تضامنهم الفعلي مع أبناء بلدهم الذين خسروا كل ما يملكون من أهل وحجر، وليأكدوا أن الدم السوري سيبقى واحداً مهما قست الظروف وحالت المسافات بينهم وبين وطنهم.
جزء من الواجب
وقال محسن غازي نقيب الفنانين السوريين حاولنا قدر المستطاع أن نؤدي جزءاً من الواجب المفروض علينا وعلى كل مواطن ومؤسسة، فالكل يقدم ذاته من خلال ما يستطيع سواء بالمشاركة في رفع الأنقاض أو حتى من خلال حملات التبرع بالدم التي أطلقتها العديد من الجهات».
وأضاف: «نحن بكل بساطة وعفوية نقوم بدورنا تعبيراً عن ما نتمتع به من انتماء فهذه سوريتنا الحبيبة ومن الطبيعي أن نتنادى لنكون مع بعضنا البعض وبالحب سننتصر».
مهم وأساسي
وأشارت الفنانة سوزان نجم الدين إلى أنه من واجبها وواجب كل إنسان وفنان أن يبادر ليتبرع بأي شيء هو قادر عليه سواء بالمال أو الثياب والملابس فهذا شيء مهم وأساسي في هذا الظرف القاسي الذي نمر فيه.
وقالت: «الرحمة لأرواح الشهداء وأدعو بالشفاء العاجل للمصابين والجرحى المنكوبين وعزائي الكبير لسورية، وأتوجه بالشكر لجميع الدول التي دعمتنا ووقفت إلى جانبنا مادياً ومعنوياً».
فعل إسعافي
من جهته قال الفنان حسام الشاه: «نتمنى أن يكون تأثيرنا إيجابياً في المجتمع وأن يكون فعلنا هذا جزءاً من تضميد جرح كبير وكارثي، وكل ما نقدمه اليوم جاء ليثبت أن الدم السوري سيبقى واحداً، فإن لم نتحد في مثل هذه الظروف متى سيكون ذلك؟»
وأضاف: «في الحقيقة لا أعرف كيف سأواسي ضحايا هذه الفاجعة لكن علينا القيام بأي فعل إسعافي كأن نفتح بيوتنا ونقدم لهم كل ما يحتاجونه من غذاء وملابس، لكن في النهاية هذه ليست إلا حلولاً مبدئية فلا يعقل أن يبقى مئات الآلاف من الأشخاص مشردين في مراكز الإيواء في هذه الأجواء القاسية، عزائي للمصابين والرحمة لأرواح الذين قضوا في هذا المصاب الأليم».
الكارثة كبيرة
وكشفت الفنانة غادة بشور أن: «هذا أقل شيء يمكن أن نقدمه فالكارثة كبيرة جداً وكل الكلمات عاجزة أمامها، الرحمة لروح الشهداء الذين قضوا في هذا الزلزال وأدعو بالشفاء لجميع المصابين والجرحى، وأطالب المجتمع الدولي أن يفك الحصار عن سورية فنحن نمر اليوم بكارثة حقيقية».
وأكدت أن الفنانين موجودون دائماً ليثبتوا أننا كسوريين قلباً واحداً تجمعه المحبة مهما قست علينا الظروف.
واجهة البلد
وأوضحت الفنانة تماضر غانم أن: «الفنان واجهة البلد ومنذ بداية الكارثة تحضرنا جميعاً لنقدم الدعم المادي والمعنوي في الحملات التي ستنطلق بها نقابة الفنانين، وحملة التبرع بالدم ابتدأت منذ يومين فهناك عدد من الفنانين توجهوا إلى مراكز قريبة من مواقع تصوير أعمالهم واليوم انضم إلينا قسم جديد منهم على الرغم من قسوة الأحوال الجوية».
وقالت: «أدعو بالرحمة لكل من قضى والشفاء العاجل لجميع الجرحى والمصابين وما زال عندي أمل في أن يكون هناك المزيد من الأحياء العالقين تحت الأنقاض وأتمنى لهم كل السلامة، كما أنني لم أستطع رؤية المشاهد الأليمة للمناطق التي تضررت واكتفيت بنشر المساعدات حتى تصل إلى المحتاجين».
البلد موجوع
وبين الفنان قاسم ملحو أن الفنان هو فرد من المجتمع ومواطن سوري يتأثر بكل ما يحدث في هذا البلد، وما حصل هو كارثة كبيرة جداً خاصة أننا نعيش في بلد أرهقته الحرب الطويلة التي مر بها ودول عظمى تنهار في مثل هذه الحالات ولا تستطيع النهوض وحدها، لذلك كان من الطبيعي جداً أن يحاول الناس على اختلاف فئاتهم تقديم كل أشكال المساعدة مهما كانت بسيطة.
وقال: «إخوتي في حلب هجروا من منازلهم التي تضررت لذلك هذا المصاب مسنا جميعاً والبلد موجوع بالكامل وبالتالي يجب على جميع فئات المجتمع أن تكون حاضرة ونخص هنا رجال الأعمال لما يملكونه من طاقة مادية فهناك فنانون لا يملكون بيتاً إلا أنهم ساعدوا ضمن إمكانياتهم المتاحة وجاؤوا اليوم ليقدموا دمهم».
كارثة وطن
كما قالت الفنانة ريم عبد العزيز: «نحن كمجلس مركزي برئاسة النقيب نحاول أن نكون حاضرين لأنها كارثة وطن والفنان دائماً ما يكون عنواناً وصدى لصوت الناس الذين نحاول أن نكون من أوائل الداعمين لهم مادياً ومعنوياً، وأتمنى من الجميع أن يقدموا التبرعات مهما كانت بسيطة فهذه الفاجعة صعبة جداً وعلينا أن نكون قلباً واحداً حتى نتخطاها كما تخطينا الأزمات العديدة التي مررنا بها».
وأضافت: «الرحمة للشهداء والشفاء العاجل لجرحانا وسعيدة جداً بمساندة الدول الأجنبية والعربية التي كسرت الحصار الجائر على بلدنا ورفضته في ظل هذه الكارثة الإنسانية».