بوابة الدولة
الأحد 22 ديسمبر 2024 05:58 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
نائب رئيس الوزراء: التحقت بجامعة القاهرة عام 1979 والانتقال لها كان بالأتوبيس عقد اجتماعات الدورة (44) لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالبحرين مصر المتحف المصرى الكبير المتحف الكبير السياحة فى مصر تليجراف الرئيس السيسى يوجه باستمرار العمل على تطوير منظومة الطيران بشكل متكامل نائب رئيس الوزراء: التحقت بجامعة القاهرة عام 1979 والانتقال لها كان بالأتوبيس الرئيس السيسى يطّلع على موقف تطوير منظومة الطيران المدنى بجميع مكوناته الرئيس السيسى يوجه باستمرار العمل على تطوير منظومة الطيران بشكل متكامل الرئيس السيسى يطّلع على موقف تطوير منظومة الطيران المدنى بجميع مكوناته بالصور.. دينا فؤاد تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بإطلالة ملكية أنيقة البحيرة تحقق نقلة نوعية في قطاع الصحة باستثمارات تتجاوز 3 مليار جنيه و 10.4 مليون مستفيد من الخدمات الصحية تعليم الشرقية :افتتاح معرص التربية الفنية والاقتصاد المنزلى محافظ القاهرة يشهد حفل حزب حماة الوطن ضمن مبادرة ”شتاء دافئ

مواجهة الفقر وتحقيق التنمية بـ 3 محاور أساسية.. مصر تُعدد إنجازات ملف حقوق الإنسان أمام الأمم المتحدة بجنيف

عمر مروان
عمر مروان


استعرض المستشار عمر مروان، وزير العدل ورئيس الوفد المصري أمام اللجنة المعنية بحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف، التقرير الدوري الخامس لمصر والمقدم للجنة ، حيث شرح الوزير تفصيليا الإنجازات التي حققتها مصر في هذا الملف، مؤكدا أن الرؤية المصرية بالنسبة لحقوق الإنسان تستند على عدد من المبادئ الأساسية، أبرزها: أنها مترابطة ولا تتجزأ، وأن ثمة تكامل بين الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكلاهما داعم للحق في التنمية، وأهمية تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات، وبين حق الفرد والمجتمع، وأن ممارسة الحقوق والحريات تتطلب ضوابط لحماية حقوق الغير وحرياتهم، بالإضافة إلى متطلبات الأمن القومي والنظام العام، وكلها منصوص عليها في العهد.

وجاء نص كلمة رئيس الوفد المصري كالتالي:

السيدة تانيا ماريا عبدو، رئيسةُ لجنة حقوق الإنسان المعنية بالحقوق المدنية والسياسية بالأمم المتحدة، الخبراء أعضاء اللجنة الموقرين، أشرُف برئاسة الوفد المصري لعرض التقرير الدوري الخامس أمام لجنتكم الموقرة، التي تضم نخبة متميزة من المتخصصين في حقوق الإنسان، ومن ذوي الخبرة رفيعي المستوى، وفاءً من مصر بالتزامها المرتب بموجب المادة رقم (40) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، الذي كانت مصر من أوائل الدول الموقعة عليه، لبيان الإجراءات التي اتخذتها والتي من شأنها تعزيز الحقوق المقررة في العهد الدولي، ومدى التقدم المحرز فيها، هذا العهد الذي تشكل نصوصه صلب الالتزام الذي نعمل على الوفاء به، والمقياس الذي يوضح درجة تقدمنا عليه.

ويعرب وفد مصر عن تهنئته للسيدة تانيا لانتخابها رئيسًا للجنة ، التي تضم سيدة مصرية أيضًا، هي السفيرة وفاء بسيم، التي جاءت عضويتها امتدادًا لإسهام العديد من الخبراء الدوليين المصريين في عمل هذه اللجنة، نذكر منهم السفير عمران الشافعي، والسفير أحمد توفيق خليل، والسفير أحمد فتح الله، الذي حظى بعضوية هذه اللجنة ثم رئاستها، فضلًا عن إسهام مصريات في مختلف اللجان التعاهدية الأخرى، منهن السفيرة نائلة جبر، عضو الوفد المصري، والتي حظيت بعضوية لجنة مكافحة التمييز ضد المرأة لمدة خمسة عشر عامًا، وخلفتها الدكتورة مايا مرسى، عضو الوفد أيضًا.

ويأتي ذلك إدراكاً من الحكومة المصرية لأهمية اللجان التعاهدية على المستوى الدولي، وعلى رأسها لجنتكم الموقرة وأهمية بناء القدرات ونقل الخبرات المتحققة من خلال المشاركة في تلك اللجان، مما يسهم في تعزيز منظومة حقوق الإنسان في مصر.

وأعتز بشكل شخصي كوزير للعدل، وقاضٍ سابق لأكثر من خمسة وثلاثين عامًا، برئاسة الوفد المصري للمناقشة أمام لجنتكم الموقرة بعد غياب سنوات بسبب ظروف عدة، لعل من أبرزها: عدم توافر البنية المؤسسية المعنية بحقوق الإنسان، القادرة على حشد الجهود الوطنية وتركيزها من منظور ومفهوم العهد، للنهوض بمهمة إعداد التقارير الدورية واستعراضها، وهو الأمر الذي خطت فيه مصر فيما بعد خطوات غير مسبوقة.

إلى جانب ندرة القدرات البشرية في هذا المجال آنذاك، فضلًا عن مشاورات مطولة جرت خلال السنوات العشر التالية على تقديم آخر تقرير دوري، بشأن تعديل المنظومة التشريعية الوطنية لتتسق مع الاتفاقيات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان، في ضوء عدم وضع ملف حقوق الإنسان حينها في المرتبة التي يحتلها الآن، تلك المرتبة التي ترسخت بالتزامات دستورية وقانونية، وممارسات عملية وتطبيقية، شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية، أثمرت في عام 2019، عن الوفاء بتقديم التقارير المتأخرة إلى كافة اللجان التعاهدية، ومنها التقرير موضوع الاستعراض الحالي.

تابع: لقد مرت مصر بعقد من التحولات السياسية والأمنية، وتطلع المواطن المصري إلى الحياة في دولة مدنية حديثة، قوامها المساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وقد أسفر مسار البناء الذي اختاره المصريون عن تغييرات هيكلية شملت دستور جديدًا، وتشريعات مواكبة، وسياسات طموحة تلبي تطلعات المصريين في حياة كريمة يتمتعون فيها بالمساواة دون تمييز.

وتستند الرؤية المصرية بالنسبة لحقوق الإنسان على عدد من المبادئ الأساسية، أبرزها، أنها مترابطة ولا تتجزأ، وأن ثمة تكامل بين الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكلاهما داعم للحق في التنمية، وأهمية تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات، وبين حق الفرد والمجتمع، وأن ممارسة الحقوق والحريات تتطلب ضوابط لحماية حقوق الغير وحرياتهم، بالإضافة إلى متطلبات الأمن القومي والنظام العام، وكلها منصوص عليها في العهد.

وواجهت مصر وهي في هذا الطريق العديد من التحديات؛ كان من أبرزها محاولات الإنفاذ الفعلي للالتزامات التي رتبها العهد وعلاج المتأخر منها، وضمان اتساق الممارسة العملية مع النصوص التعاهدية، من خلال تعزيز ثقافة حقوق الإنسان ونشر الوعي بها، لدى المواطنين بصورة عامة وبالأخص للعاملين بالجهاز الإداري للدولة، وتنمية الكوادر والقدرات الوطنية القادرة على التفاعل مع الآليات التعاهدية بشكل دوري، بالإضافة إلى مواجهة الحالات الفردية التي تشكل خرقًا للحقوق المكفولة بموجب العهد، وتتخذ بشأنها الإجراءات القانونية المقررة، فضلاً عن العمل على دمج حقوق الإنسان كمكون رئيس في مختلف المجالات، فقد أدركنا أن تبصير المواطنين بحقوقهم وواجباتهم هو اللبنة الأولي في بناء منظومة حقوقية فعالة.

وتعد مواجهة الفقر وتحقيق التنمية من أبرز تلك التحديات أيضًا، في وقت شهدت فيه مصر حالة من عدم الاستقرار السياسي قبل عام 2014، واستقبلت موجات من المهاجرين واللاجئين من دول أفريقية ودول عربية نتيجة الاضطرابات الإقليمية والظروف الاقتصادية الصعبة، فضلًا عن موجة الإرهاب العاتية التي شهدتها مصر وكافة دول المنطقة.

أعقب ذلك تعرض المجتمع الدولي لعدد من الأزمات العالمية بداية من الأزمة الصحية التي خلفتها جائحة كورونا، ثم أزمتي الغذاء والطاقة بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

وعلى الرغم من كل هذه التحديات، فقد قطعت مصر شوطا طويلا خلال السنوات الثمان الماضية لبناء الدولة المدنية الحديثة التي تحتضن أبناءها وتصون حقوقهم، وتنمي اقتصادهم، وتحقق أمنهم، وتواجه في ذات الوقت الإرهاب الذي يستهدف استقرار البلاد، وقدرة المصريين على التمتع بحقوقهم المختلفة.

وعكفت مصر خلال سنوات عهدها الجديد على بناء منظومة متكاملة لحقوق الإنسان تقوم على محاور ثلاثة هي:

أولاً: البنية التشريعية، وشملت دستور 2014، والقوانين ذات الصلة لتنفيذ أحكام الدستور.

ثانيًا: بناء المؤسسات الوطنية، منها اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان، ووحدات حقوق الإنسان بالوزارات والمحافظات، والمجالس القومية المستقلة، ومنظمات المجتمع المدني.

ثالثاً: تكوين الكوادر من خلال الممارسات الفعلية، ومن أبرزها حضور المناسبات الدولية، وخوض الدورات التدريبية، والمشاركة في المبادرات وثيقة الصلة بحقوق الإنسان والتي يتم تنفيذها من خلال مؤسسات الدولة ومجالسها المستقلة وبالشراكة مع منظمات المجتمع المدني، فتكونت خبرات عملية، وكوادر واعدة تستطيع التعاطي في مجال حقوق الإنسان على المستويين المحلي والدولي.

وتوجت هذه الجهود بإنشاء اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان لأول مرة عام 2018 كأحد المؤسسات الوطنية التنفيذية لتضم الأطراف المعنية مباشرة بحقوق الإنسان على المستوى الوطني؛ تعبيرًا عن الإرادة الحقيقة لإحداث تغيير منهجي في أداء الدولة وتعاملها مع هذا الملف، فاضطلعت اللجنة بمتابعة المكون الحقوقي على مستوى التشريعات الوطنية، والعمل الوفاء بالالتزامات الدولية في هذا الخصوص بما يشمله ذلك من إعداد التقارير الدورية والانتظام في تقديمها للآليات الدولية، والرد على المراسلات الواردة من حملة الولايات، فضلًا عن بناء قاعدة بيانات لرصد وتسجيل الجهود الوطنية عبر آلية منضبطة واستبيانات دورية، كما خضع أعضاء أمانة اللجنة لدورات تدريبية بالتعاون مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في مجال إعداد التقارير الدولية وتنفيذ التوصيات الصادرة عن اللجان التعاهدية وآلية المراجعة الدورية الشاملة.

وفي سبتمبر 2021، أطلقت مصر أول إستراتيجية وطنية لحقوق الإنسان للفترة ٢٠٢١– ٢٠٢٦؛ بمبادرة وطنية خالصة تحت رعاية السيد رئس الجمهورية، كأولى ثمار عمل تلك اللجنة، تعبيراً عن إيمان عميق من مختلف مؤسسات الدولة بأهدافها، وبالتشاور مع المجتمع المدني، وتعكس الإستراتيجية مقاربة شاملة لحقوق الإنسان وأقرت رؤية تتكامل فيها الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مع مراعاة إيلاء اهتمام خاص بالفئات الأولى بالرعاية مثل المرأة، والطفل، وذوي الإعاقة، والمسنين، والشباب، وتطوير البنية المؤسسية والتثقيف وبناء القدرات.

وكان إعداد تلك الإستراتيجية فرصة حقيقية للتعرف على نقاط القوة والضعف في أداء أجهزة الدولة والمجتمع، وتقييمها بصورة عادلة، وفتح حوار مع كافة الأطراف ذات المصلحة للتعرف على الرؤى المختلفة، وصولاً لإدراك ورصد الصعوبات والعمل على الخروج بحلول مبتكرة لمجابهتها، وحشد قدرات الدولة بما في ذلك المجتمع المدني والقطاع الخاص نحو تحقيق أهداف الاستراتيجية.

وإننا إذ نسعد بالخوض في مناقشة التقرير موضوع الاستعراض، وبيان ما تضمنه من جهود وإجراءات، نضع تحت بصر اللجنة الموقرة قبل ذلك أبرز ما تم تحقيقه من جهود في مجال الحقوق المدنية والسياسية خلال السنوات التي تلت تقديم التقرير، وفق ترتيب نصوص العهد، وذلك على النحو التالي:

فعلى صعيد مساواة الرجال والنساء في جميع الحقوق المدنية والسياسية المدونة في العهد والتي كفلتها المادة الثالثة منه؛ فنشير إلى أنه وعلى إثر ما شهدته مصر من بعد عام 2011 من فترة مظلمة إبان حكمِ جماعةِ الإخوانِ الإرهابية، والتي تعرضتْ خلالَها مكتسباتُ المرأةِ إلى رِدَّة، وتراجعتْ نسبةُ التمثيلِ في البرلمانِ إلى 2% بعد أن كانت 12%، وظهرتْ مطالباتٌ في البرلمانِ بتعديلِ قوانينِ الأحوالِ الشخصيةِ بإلغاءِ المكتسبات التي تحققت للمرأة في هذا الخصوص، فضلًا عن خفضُ سنِّ الحضانةِ، وسن الزواج بما يعزز من فرص زواج الأطفال، وتقنين الختان، كما ظهرتْ توجهاتٌ لعزلِ النساءِ من المواقعِ القياديةِ والتنفيذية، وتمَّ طمسُ تاريخِ نضالِ المرأةِ المصريةِ في المناهجِ الدراسية. كما شهِدتْ تلك الفترةُ إقرارَ دستورِ 2012 الذي مَثَّلَ انتكاسةً كبيرةً في حقوقِ المرأةِ المصرية، وتعاملَ معها منْ زاويةِ الأسرةِ فقط، وليسَ كشريكةٍ في الوطن، وتم استبعادُ القاضيةِ الوحيدةِ بالمحكمة الدستورية العليا.

ثم جاءت ثورةُ 30 يونيو 2013، وصدر دستورُ 2014 الذي تضمنَ أكثرَ من 20 مادةً تنظمُ موضوعاتِ المواطنةِ والمساواةِ وتجريمِ العنفِ وعدمِ التمييز، وقد تمت ترجمةُ حقوقِ المرأةِ الدستورية إلى قوانينَ واستراتيجياتٍ وبرامجَ تنفيذيةٍ، فشهد عام 2016 إعادةَ تشكيلِ المجلسِ القومي للمرأةِ من جديدٍ، ليضُمَّ للمرةِ الأولى تمثيلاً للمرأةِ ذاتِ الإعاقة والريفية والشابة. وتم إعلانِ عام 2017، عاماً للمرأةِ المصرية، وأطلقت استراتيجيةُ لتمكينِها في مختلف المجالات.

هذا وقد شهد عام 2021 الانطلاق نحو تقدم المرأة للتعيين في كل من مجلس الدولة (القضاء الإداري)، والنيابة العامة (سلطة التحقيق والادعاء)، من بداية العمل القضائي، في سابقة هي الأولى في تاريخ البلاد، وسبق ذلك تعيين (137) قاضية بمجلس الدولة، و(11) عضوة بالنيابة العامة، كما انضمت قاضية جديدة للمحكمة الدستورية العليا، وشغلت المرأة نسبة 28% من مجلس النواب، ونسبة 14% من مجلس الشيوخ، كما شغلت نسبة 25% من الحقائب الوزارية، فضلًا عن تعيينُ مستشارة لرئيس الجمهورية للأمن القومي، لتكون أولَ امرأةٍ تتولى هذا المنصبَ الرفيعَ، كما تقود المجلس القومي لحقوق الإنسان في دورته الحالية ولأول مرة أيضًا، كما تشغل المرأة مناصب نائب وزير، ومحافظ ونائب محافظ، وغيرها من الوظائف القيادية بأعداد كبيرة. كما زادت أعداد الملتحقات بالكليات العسكرية وأكاديمية الشرطة من النساء.

وفي 26/10/2021؛ واتساقًا مع المادة الرابعة من العهد، فقد أعلن السيد رئيس الجمهورية قرارًا تاريخيًا بإنهاء العمل بحالة الطوارئ، والتي كانت قد أعلنت في إبريل 2017 على إثر هجمات إرهابية دموية تركزت من بعد يونيو 2013، وتصاعدت حدة الهجمات باستهداف كنائس مصر التاريخية، وإزهاق أرواح المسيحيين المصريين، فأعلنت حالة الطوارئ على إثرها، وطالت الهجمات من بعد ذلك مسجدًا راح ضحيته قرابة ثلاثمائة مصلي، لينهى هذا القرار حقبة عاشتها البلاد في ظل حالة الطوارئ، لظروف متعددة كانت تبرر إعلانها وتمديدها، وجرى إنهاؤها عبر مقاربة شاملة تعتمد على تعزيز الشق التنموي والفكري والاجتماعي، إلى جانب المواجهة الأمنية مع مراعاة حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب.

ووفقًا للتنظيم الدستوري والتشريعي لحالة الطوارئ، فإن الأثر المترتب على إنهاء العمل بها هو وقف اختصاص محاكم أمن الدولة طوارئ بنظر الجرائم الجنائية التي كانت تدخل في اختصاصها أثناء سريان تلك الحالة.

وفيما يتعلق بالحق في الحياة، بحسبانه الحق الأسمى الذي يبنى عليه باقي الحقوق،

فلا وجود لأي حق آخر بعد فقد الحياة، فتؤكد مصر على إيمانها العميق بهذا الحق وفقًا لمفهومه الواسع الذي كفلته المادة السادسة من العهد؛ وتشير الحكومة إلى أن التنظيم التشريعي والتطبيقي لعقوبة الإعدام على المستوى الوطني، يعد تنفيذًا لما التزمت به مصر.

فلا تطبق تلك العقوبة إلا على الجرائم البالغة الخطورة، والأصل في القضاء بها أنها اختيارية وليست وجوبية إلا في حالات محددة، من بعد إجراءات قانونية سليمة ومحاكمة عادلة تكفل فيها كافة ضمانات الدفاع، وقرينة البراءة، وعدم رجعية القانون، وتطبيق القانون الأصلح، والحق في الطعن، وغيرها من الضمانات المقررة دستورًا وقانونًا.

ونشير إلى أن بقاء وجود تلك العقوبة وفق التنظيم المقرر لها، إنما يأتي إدراكًا للعديد من الاعتبارات متعددة الجوانب، أخصها وجود جرائم القتل بدافع الشرف أو الثأر، بحيث يبقي وجود العقوبة رادعًا وإلا زادت أعداد الأرواح المزهقة بدلاً من تحجيمها. ومع ذلك هذا فقد رصدت الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في أحد مستهدفاتها مراجعـة الجرائـم الأشد خطـورة التـي توقـع عنهـا عقوبـة الإعـدام بمراعـاة الظـروف المجتمعيـة والدراسـات المتخصصـة في هذا الشأن.

وفي الإطار ذاته، ولمواجهة التجارب الطبية أو العلمية غير المنظمة على البشر؛ فقد صدر قانون تنظيم البحوث الطبية الإكلينيكية رقم 214 لسنة 2020، ولائحته التنفيذية الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 927 لسنة 2022، كما صدر قانون تنظيم عمليات الدم وتجميع البلازما لتصنيع مشتقاتها وتصديرها رقم 8 لسنة 2021، ليضعا بذلك أطرًا مؤسسية حاكمة للتدخل الطبي التجريبي.

وفيما يتعلق بأوضاع المسجونين المكفولة بالمادة العاشرة من العهد؛ فقد صدر القانون رقم 14 لسنة 2022، لتحسين أوضاع المسجونين، ووضعت استراتيجية لإنشاء وتحديث مراكز الإصلاح والتأهيل (السجون)، من أبرزها مجمع مراكز مدينتي بدر ووادي النطرون، من بعد إغلاق العديد من السجون السابقة، وتلبي تلك المراكز الجديدة الاستحقاقات الدستورية والقانونية المستهدفة، إذ أقيمت وفقا لأحدث الطرازات المعمول بها عالميا، وشهدت طفرة إنشائية تواكب المعايير الدولية لحقوق الإنسان من حيث السعة الصحية للغرف، والإضاءة، وجودة التهوية، والمراكز الطبية المجهزة.

كما التزمت قرارات الحبس الاحتياطي الصادرة عن السلطات القضائية المختصة بكافة الضوابط والضمانات الدستورية والقانونية، وراعت النيابة العامة حال إصدارها أوامر الحبس الاحتياطي الظروف المصاحبة لانتشار جائحة كوفيد 19، فتوسعت في تطبيق بدائل قانونية للحبس الاحتياطي مثل إلزام المتهم بعدم مبارحة مسكنه، أو إلزامه بأن يقدم نفسه لمقر الشرطة في أوقات محددة، وحظر ارتياد المتهم أماكن محددة، وقد بلغ عدد المخلى سبيلهم بتلك التدابير عدد (4067) متهمًا، خلال الفترة من 2020 حتى نهاية 2022.

وفيما يتعلق بالحق في التقاضي والمحاكمة العادلة بحسبانه حقًا مكفولًا بموجب المادة الرابعة عشر من العهد؛ فقد وضعت وزارة العدل منذ مطلع العام 2020 خطة مركزية تستهدف النهوض بالمنظومة القضائية من مختلف جوانبها، البشرية والفنية والإنشائية والتقنية واللوجيستية، وصولًا لغاية نهائية وهي كفالة الحق في التقاضي وتحقيق العدالة الناجزة.

وإنفاذًا لهذه الخطة؛ فعلى المستوى البشري والفني تم رفع قدرات أعضاء الجهات والهيئات القضائية وتوفير أدوات عمل متطورة، من خلال دورات متعددة المجالات لدى مؤسسات التدريب الوطنية والدولية، بلغ عددها (440) دورة، وانتظم فيها عدد ( 10808) قضاة.

وصممت برامج شراكة مع الجهات المختصة، كما أعدت نظم وبرامج وتطبيقات ومواقع إلكترونية توفر المحتوي العلمي اللازم لكل فروع التقاضي. وعلى المستوى الإنشائي؛ فقد تم افتتاح أربعة محاكم جديدة، ورفعت كفاءة (337) محكمة أخرى.

وعلى المستوى التقني واللوجيستي؛ فقد استُهدِف تطبيق التقاضي الإلكتروني على كافة مراحل التقاضي من مبتداه لمنتهاه، واستلزم ذلك إعداد البنية التحتية اللازمة، بما تشمله من مد شبكات وخطوط الربط، وتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة، وبناء قواعد البيانات ذات الصلة. وتم إطلاق المرحلة الأولى من تلك الخطة على مستوى المحاكم الاقتصادية المنتشرة على مستوى الجمهورية واكتمل تطبيقها بنجاح، ويجري حاليًا العمل على تهيئة البنية التشريعية والتطبيقية لتعميم التجربة على كافة محاكم الجمهورية.

وقد أثمرت الخطة بمختلف جوانبها عن تحقيق نجاح حقيقي ملموس على أرض الواقع، تمثل في سرعة انجاز القضايا باعتبارها أحد الجوانب المهمة التي تبين عدالتها، فلم يبق متداولًا من الدعاوى القضائية في المحاكم الابتدائية المقامة قبل عام 2021 من دعاوى الأسرة سوى عدد (16) دعوى فقط، وقبل عام 2020 من الدعاوى المدنية لم يتبق سوى عدد (2354) دعوى على مستوى الجمهورية.

وفي سبيل حماية المرأة من مختلف صور العنف؛ فقد أنشئت إدارة خاصة لمكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية، وأخرى بوزارة العدل، وخصصت دوائر قضائية لهذا النوع من القضايا، كما أنشئت وحدات لمناهضة العنف ضد المرأة بالجامعات، وعقدت دورات متنوعة استهدفت تنمية قدرات القضاة وأعضاء النيابة العامة في هذا الخصوص. كما تم تشديد عقوبة جريمة ختان الإناث بموجب القانون رقم 10 لسنة 2021، فأضحت جناية، ويأتي ذلك في سبيل توفير أقصى حماية قانونية للأنثى من تلك الممارسة، وتحقيق الردع اللازم تجاه كل من يقترفها أو يسهل ارتكابها.

وخلال الفترة من يناير 2020 حتى منتصف أغسطس 2022، حققت النيابة العامة في عدد (72) قضية ختان أنثى، وصدر في (18) منها حكماً بالإدانة، وهو ما يشير إلى انخفاض ملحوظ في أعداد هذه الجريمة.

وفيما يتعلق بمكافحة الاتجار بالبشر؛ فقد أطلقت الإستراتيجية الوطنية الثالثة لمكافحة الاتجار بالبشر 2022-2026، والتي أولت اهتماما خاصا بمحور حماية الضحايا من خلال تحديث آليات الإحالة الوطنية، تم تخصيص دور لإيواء الضحايا، وتعزيز بناء قدرات القائمين على الحماية الاجتماعية. وتم تعيين نيابات متخصصة في تحقيق جرائم الاتجار بالبشر، ودوائر قضائية لنظر هذا النوع من القضايا، وأدين خلال عام 2021 عدد (13) متهمًا بعقوبات جنائية.

وعلى صعيد مكافحة الفساد؛ أطلقت مصر النسخة الثالثة من الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2023-2030 التي جاءت تكليلًا لجهود تشريعية وقضائية وتنفيذية بذلت في هذا الصدد، واستكمالًا لمسيرة الدولة في هذا الخصوص. كما ترأست مصر مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في دورته التاسعة المعقود في ديسمبر 2021 بشرم الشيخ، بحضور المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في إطار اهتمام الدولة المصرية بتعزيز جهود مكافحة الفساد، والقدرة على المضي قدمًا في مواجهة هذا النشاط الهدّام الذي يقوّض بدوره التمتع بحقوق الإنسان. وقد صدرت خلال الفترة من يناير 2020 حتى أغسطس 2022 عدد (497) إدانة في جرائم رشوة وعدوان على الأموال العامة.

وفيما يتعلق بأوضاع الأجانب في مصر؛ فقد استقبلت مصر قرابة التسعة ملايين مهاجر ولاجئ وطالب لجوء، وذلك وفقا للأعداد التي قدرتها المنظمة الدولية للهجرة في يوليو 2022. كما زاد عدد اللاجئين الذين تستضيفهم مصر بسبب عدم الاستقرار في المنطقة، ويوجد أكثر من 288.000 لاجئ وطالب لجوء مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، نصفهم مسجل منذ أكثر من عقد، ويبلغ العدد التقديري للاجئين وطالبي اللجوء في مصر شاملين من لم يتقدموا بطلبات إلى المفوضية، قرابة الخمسة ملايين شخص، إذ يحجم الكثير منهم عن التسجيل لدى المفوضية في ظل السياسية الاندماجية التي تتبعها مصر في التعامل مع اللاجئين، وانخراطهم في النسيج الوطني، فلا تتبع مصر سياسية المعسكرات في التعامل مع اللاجئين، وتستقبل تقريباً 40 ألف طالب لجوء سنوياً خلال السنوات القليلة الماضية، في حين أن نسبة من أعيد توطينهم في بلدان ثالثة لم تتجاوز 10٪ من هذا العدد، دونما دعم حقيقي تلقته مصر في هذا الخصوص يكافئ هذا العدد أو يقاربه، سواء من المنظمات الدولية، أو من الدول التي يقع عليها التزامًا في هذا الخصوص وفقًا لنهج تقاسم الأعباء والمسؤوليات على نحو عادل.

وفيما يتعلق بحرية الدين المعتقد وفق مفهوم المادة الثامنة عشر من العهد؛ فقد واصلت لجنة تقنين أوضاع الكنائس المشكلة وفقا للقانون رقم 80 لسنة 2016 بشأن تنظيم بناء وترميم الكنائس عملها، حيث ارتفع عدد الكنائس والمباني الخدمية التابعة لها التي تم تقنين أوضاعها من (1800) كنيسة ومبنى في يناير 2021، إلى (2599) كنيسة ومبنى حتى يناير 2023، فضلًا عن ترميم المعابد اليهودية حفاظًا على التراث المصري.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى22 ديسمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.8700 50.9697
يورو 53.0523 53.1665
جنيه إسترلينى 63.9385 64.0791
فرنك سويسرى 56.9589 57.0770
100 ين يابانى 32.5214 32.5873
ريال سعودى 13.5411 13.5699
دينار كويتى 165.1141 165.4915
درهم اماراتى 13.8493 13.8780
اليوان الصينى 6.9714 6.9859

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4309 جنيه 4286 جنيه $84.33
سعر ذهب 22 3950 جنيه 3929 جنيه $77.30
سعر ذهب 21 3770 جنيه 3750 جنيه $73.79
سعر ذهب 18 3231 جنيه 3214 جنيه $63.25
سعر ذهب 14 2513 جنيه 2500 جنيه $49.19
سعر ذهب 12 2154 جنيه 2143 جنيه $42.16
سعر الأونصة 134012 جنيه 133301 جنيه $2622.88
الجنيه الذهب 30160 جنيه 30000 جنيه $590.29
الأونصة بالدولار 2622.88 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى