الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب.. متى يتحرك الوزير..؟!
توقعت بعد مهزلة منتخب الشباب وخروجه من الدور الأول لبطولة الأمم الإفريقية بجدارة والتى تنظمها مصر حاليًا والمؤهلة لكأس العالم أن تتحرك وزارة الشباب والرياضة برئاسة الدكتور أشرف صبحى لتصحيح مسار الكرة المصرية لوضع اتحاد الكرة أمام مسئولياته والتعرف على خططه المستقبلية ومدى جدواها.
ولكن يبدو أن المسئولين عن الرياضة فى مصر يستشعرون استغراق الناس عمومًا وجماهير الكرة فى همومهم الحياتية اليومية بحثًا عن لقمة العيش، وبالتالى فلن تكون هناك أصداء غاضبة وأصوات ثائرة على فضيحة منتخب الشباب!
والغريب أن تجد ردود أفعال متشنجة لسقوط الأهلى والزمالك وأكثر تأثيرًا من السقوط المدوى للمنتخبات، بعد أن بات الانتماء للأندية أهم وأكثر انتشارًا وهو أحد أسباب تراجع الكرة المصرية لانعكاس هذا المفهوم على بعض المسئولين عن الرياضة والمعالجة لأزماتها.
لم يحرك المسئولون ساكنًا ومنتخب يلعب بملعبه وسط جمهوره ولم يحرز هدفاً واحداً فى 3 مباريات واهتزت شباكه 5 مرات وكانت الهزيمة من السنغال مريرة برباعية نظيفة كشفت عوار الكرة المصرية ومأساة إدارتها!
سقوط منتخب الشباب يكشف عن مستقبل مُظلم للكرة المصرية ويدخلها فى نفق أكثر ظلامًا، فالمشكلة أكبر من منتخب الشباب وتتخطاه لمنتخب أوليمبى وأول، والحاجة لوضع خطة شاملة للتطوير فى جميع الجهات من نظم جيدة لمسابقات قوية وجادة، وتقليل فرق الدورى الممتاز لزيادة فعاليات المنافسة، والاعتناء بالنشء ومعايير اختياره، ووضع نظم إدارية واستراتيجيات واضحة المعالم وليست «هلامية» قابلة للتنفيذ مثلما تفعل الدول المتقدمة والتى نهضت بالكرة فى بلدانها.
وكان الله فى عون البرتغالى روى فيتوريا المدير الفنى للمنتخب الأول، وسط دورى هزيل لا يفرز لاعبًا دوليًا كفئًا، وتراجع مستوى الأهلى والزمالك بشكل مخيف رغم الانتصارات الوهمية للأحمر، والمباريات الأخيرة كاشفة عن هزة حقيقية فى ظل تواضع الأهلى دفاعًا وهجومًا، وعجز مدربه السويسرى كولر عن حل لوغاريتمات الفريق قبل المواجهات الأخيرة لكأس العالم للأندية وأثناءه، والخسارة أمام ريال مدريد الإسبانى وفلامينجو البرازيلى رغم وصول الروح القتالية للفريق لذروتها خلال هذا المونديال والتى حفظت ماء الوجه بعيدًا عن الجوانب الفنية التى ظهرت على حقيقتها فى مباريات الهلال السودانى ببنغازى وصن داونز الجنوب إفريقى بالقاهرة والداخلية فى الدورى.
ولولا الروح القتالية للاعبين ورغبة كل لاعب فى تسويق نفسه فى بطولة عالمية لاختلف الوضع كثيرًا.
وفريق الزمالك يعانى أوجاعًا عدة ونجوم الموسم الماضى أبطال الدورى والكأس تواروا لأسباب مختلفة، والأهلى رغم حالة السوء التى تحاصره إلا أنه لا يجد من ينافسه بقوة سواء الزمالك أو فيوتشر أو بيراميدز، فالأخيران أقصى طموحهما التواجد فى إحدى بطولتى إفريقيا والزمالك يحاول لكنه لم يصل لحالة التعافى بعد.
وإذا كان البعض يتصور أن فيتوريا سيعتمد فى تشكيلته خلال الارتباطات الرسمية المقبلة على مجموعة المحترفين، فاللاعب الأساسى دائمًا لو لم يجد بديله فى نفس مستواه سيتراجع فنيًا وبدنيًا بالتأكيد.
نتائج منتخب الشباب جرس إنذار أخير بعد سلسلة إخفاقات إدارية لدولة الجبلاية وفنية لجميع المنتخبات واتساع الفجوة بين الكرة المصرية ونظيرتها الإفريقية..!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ.. الناقد الرياضى ومدير تحرير الوفد.