مريم عماد رمزي تكتب .. ”ضجيج الليل”
كان يكره الليل حيث يكونُ وحيداً وتخرج أفكارة كسلسلة أمام عينيه ، يتذكر كل ما يؤلمه وينادي عقله أن يرحمه من تلك الصراعات
كانت ترعبه فكرة ان يلتقي بنفسه، يظلُ الخوف بداخله حاجزاً بينه وبين أن يعيش كمن حوله ، ما يؤلمه الآن و بين ماضيه الذي لم يمحْ من ذاكرته للآن .
كلما يتالم تتكرر الأسطوانة المكسورة بأكملها أمامه ، تجعله يحيى في دوامه تشوههُ من الداخل ، من أذاه يظل عالقٌ في ذهنه ، يتذكر أخطائه ليضع نفسه بين قضبان من الحسرة والندم، ( أحلامه خيالية لا تفارقه يوماً ) ، يتخيلُ موقفاً ويعيش فيه كأنه يحدث الآن !، رغبته في الهروب من نفسه و من واقعه حتى، ويتحسر هو في عالم أخر وهي نسجه وكونه في مخيلته ، يعلم أنه مزيف ولكن يبقى الحل الوحيد له لكي لا يدخل في دوامةٍ جديدة من الحزن ويظهر أمام الناس ضعفه ، لا يعلم أحد ما يحدث ويروه أنساناً فارغً من المشاعر لا يبالي بإي شيء ، لا يحب الزحام أو تواجده مع الناس ولكن هذه كذبتهُ الوحيدة أن يكون في وسطهم لكي يهرب لا يعلم أن لذلك تأثيرى عكسي عليه ،فسيظل يُدخلُ نفسه في دومات مختلفة من التفكير ! حلهُ الوحيد يكمن في مواجهة نفسه ومشاكله لكي يمحي خوفه هذا، أن يتحدث إلى الله فهو الشافي والمنقذ الوحيد للجميع ، عليه أن يرَ الحب والأهتمام في أعينِ من حوله ، أن يواجه ذاته ، وأن يسعى ويكافح في حياته ليرى أحلامه أمام مقلتيه ، من أذاه لن ولم ينساه لكنه يدرك بأن جميع البشر يخطئون وعلينا أن نسامح ونغفر لكي نعيش ، والأهم أن نسامح أنفسنا أولاً ونكف عن جلدنا المستمر لذاتنا و عن الأخرين أيضاً ، فيجب علينا أن نجاهد من أجل تحقيق أحلامنا ، وأن نعامل اناساً أسوياء و ان نهدي ونصفي أفكارنا وأذهننا لنعيش بهدوء دائم .