المستشار وجدي سيفين يكتب : القانون لا يعرف ... شنودة
انشغل الرأي العام الوطني بقضية الطفل شنودة الذي اودعته وزارة التضامن الاجتماعى أحد دور رعاية الأيتام بعد أن كان مستقرا في بيت اهله يعيش في أمان محاط بعناية وحب وحنان من اب وام قرروا أن يكونوا له السكن والسند في دنيا لم ترحم طفولته البريئة بعد أن تخلصت منه امه البيولوجية ورمته رضيعا في حمام أحد دور العبادة المسيحية
فوجدته امه الحقيقية التي أرسلها الله للعناية بهذا الطفل الرضيع الذي لم يرتكب اي جريمه سوي انتسابه الي الإنسانية الضالة متمثلة في من لاتستحق لقب ام ولا نعمة مولود
وتمر الأيام الجميلة علي الطفل شنودة في وسط أسرته الجديدة التي دبرها الله بعناية لترعاه وتكفله وبعد خمس سنوات كاملة ابي الشيطان أن يري الإنسانية تنتصر والخير يرفع راياته فحرك أحد اعوانه من أقارب الاب بدافع الحسد والطمع في ميراث الأسرة الكريمة
وسرعان ما وصلت القصة الي قضية في اروقة المحاكم تتداولها الجلسات وتلوكها الألسن بين جنابات القاعات وعلي منصات التواصل الاجتماعي وفي حوارات القنوات التلفزيونية كلا يفتي ويتكلم ويدلي برأيه في حياة طفل بريء مسكين وأسرة صغيرة مستقرة تحولت حياتهم لجحيم ونزعت خصوصياتها
وتم خطف الطفل وزجه في احد دور الرعاية الاجتماعية بفعل فاعل وبقوة قانون غاشم لم يراعي الرحمه والإحسان لطفل مسكين وللاسرة الملكومه
وبعد رحلة عذاب في النيابة المحاكم وأمام منصات القضاء التي عجزت عن اتخاذ القرار المناسب لوضع نهاية لهذه الكوميديا السوداء
يأتي الحل من دار الإفتاء باحقية الأسرة البديلة في رعاية الطفل المسكين بعد أن اجتاز رحلة من العذاب في ظل مجتمع لم يراعي القيم الإنسانية في تداول قضية إنسانية من الطراز الأول
وينصاع القضاء للريء الديني الصادر من دار الإفتاء بعد أن تحول الأمر الي حرب طائفية من وراء الكواليس لتنهي قضية كشفت عورات الإجراءات القانونية في مصر وتتركنا نحن والأسرة المسكينة وفي قلوبنا اوجاع كثيرة
وتدور داخل عقولنا تساؤلات كثيرة وعلامات استفهام وتعجب تحتاج الي إجابات واضحه وصريحه - لابد من إعادة صياعة القوانين بروح جديدة تراعي القيم الإنسانية للطفل والاسره في بلدنا الحبيبة مصر
لكي يعرف القانون ... شنودة
تحيا مصر- تحيا مصر- تحيا مصر بابناؤها وكوادرها المخلصين
كاتب المقال المستشار وجدي سيفين رئيس مجلس أمناء مؤسسة كوادر للتدريب والتنمية البشرية