الكاتب الصحفى مجدي سبلة يكتب. . (الفيس بوك يحكم مصر )
باق من الزمن 12 شهرا عن الانتخابات الرئاسية 2024 نلاحظ ونرصد أن( ماوث )الفيس بوك لم يتوقف لم يمض ساعة حتى يطرح اسما لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة مرة يرشح الفيس بوك النائب المتهور احمد طنطاوى وأخرى يرشح جمال مبارك ..ومرة ثالثة يرشح محمد عصمت انور السادات ولاندرى من سيرشح في الشهور المقبله ..
وكأن الفيس بوك تجاهل عملية التصويت والإختيار للشعب في صناديق انتخابية ويكتفي بالنشر على صفحات السوشيال
كل هذه الأسماء من حقها أن تخوض الانتخابات وسيكون صوت المواطن هو الحكم..
لكننى وقفت أمام اسم جمال مبارك ،كيف سيخوض انتخابات حكم مصر هل مزاج ومود المصرين هبط إلى هذه الدرجة ويعانى من حالة عدم اتزان لكي يطالب البعض بترشحه .
جمال ظهر متحدثا في مقطع فيديوا عن "براءة" عائلته من كل اتهامات الفساد المالي التي لم تثبتها الجهات القضائية خارج البلاد في الاتحاد الأوربي وكأن هناك سيناريو اعد مبكرا حول هذه البراءة .
جاء حديث جمال ، الذي كان قبل أكثر من عقد من الزمان يحكم مصر مع احمد عز وحبيب العادلي قد تسبب في جدل كبير وقتها يتعلق بنية والده وبتوريثه الحكم .
بعد ظهوره على الساحة السياسية أثار جدلا واسعا حول مصدر الأموال التي تم الكشف عن امتلاك العائلة لها في بنوك أجنبية ، وتكهنات حول رغبته للعودة إلى المشهد السياسي .
الجدل الواسع شهد أيضا استدعاء الحكم القضائي النهائي الذي أصدرته محكمة مصرية قبل 7 سنوات بحق مبارك ونجليه علاء وجمال بالسجن لمدة ثلاث سنوات بعد إدانتهم فيما عُرف بقضية "فساد القصور الرئاسية"..
تقابلت مع جمال مبارك وجه لوجه اربعة مرات الأولى عندما زار دار الهلال في 2004 في دائرة الحوار التى كان يجريها الاستاذ مكرم محمد احمد وكانت بسبب دخوله لجنة السياسات في الحزب الوطنى وأمضى يومها 5 ساعات في قاعة دار الهلال وكانت اسئلته وإجاباته كلها تدور في فلك الاقتصاد والتنمية وشرح تجارب بلدان أوربية وعلمنا وقتها أن ثقافته الاقتصادية تأتى من مركز الدراسات الاقتصادية الذى انشأه نجيب ساويرس وكان يشرف علية طاهر حلمى ابن وزير الصناعة واحمد كمال ابو المجد، ومرة تناولت معه الافطار في مشروع اسكان مبارك في التجمع بصحبة وزير الإسكان محمد ابراهيم سليمان وتحدث يومها عن الأمن والاستقرار وكأنه كان يدرب نفسه وشاهدا في 2005 عندما اعد احمد عز دورة تثقيفية لأمناء المحافظات في أحد فنادق الشيخ زايد وكان الهدف منها إلغاء الاشراف القضائى وطلب منا كأمناء اعلام المحافظات إقناع الناس بإلغاء الاشراف القضائى تمهيدا لترشح جمال مبارك في السنوات المقبلة وشاهدا على لقاءات له وكان هوالحاكم الفعلى لمصر في ال 5 سنوات التى سبقت احداث 2011 لكنه لم يكن ظاهرا ظهورا فجا ..
نعم كان يجهز نفسه لحكم مصر بالتوريث ولو أنه كان يهرب من الإجابة على هذا السؤال وانا شاهد مرة في 2010 في المؤتمر السنوى للحزب الوطني في قاعة المؤتمرات بمدينة نصر وكنت وقتها مشارك بحكم اننى كنت أمينا لإعلام دمياط وسأله الاعلامى حسين عبد الغنى مدير مكتب الجزيرة في القاهرة في ذلك الوقت على تجهيز نفسه لكنه رفض الإجابة على هذا السؤال وطلب من الصحفين عدم
نشر هذاة السؤال في صحف مصر وقتها وكان جمال في كل مرة يتعامل معنا فيها كأته الرئيس الفعلي لمصر ..
ما زال هناك بعض الأصوات تطالب بترشحه للرئاسة في 2024 بأى منطق ينطقون وهم من ثاروا عليه في ميدان التحرير في 2011 وهم من اتهموه في قضايا فساد وقضايا جنائية ويعتمد على أنه منذ أن أعلن جمال ابن الرئيس السابق بيان أسرته الذى يشمل تبرئة عائلته من قضايا الفساد بعد قرار محكمة الاتحاد الأوربي بإلغاء عقوبات فرضها الاتحاد على مبارك وأسرته وفك تجميد أصولهم اثار وقتها هذا القرار اسئلة هل كان ينوى الترشح لرئاسة مصر ام أن هذا اعداد جهاز الاستخبارات البريطانية وظهر هذا البيان في فيديو وكان أول مرة يظهر فيها جمال بعد أحداث يناير 2011 .
الجدل الواسع حول ترشح جمال شهد أيضا استدعاء الحكم القضائي النهائي الذي أصدرته محكمة مصرية قبل سبع سنوات بحق مبارك ونجليه علاء وجمال بالسجن لمدة ثلاث سنوات بعد إدانتهم فيما عُرف بقضية "فساد القصور الرئاسية"
جمال وعلاء مبارك ،حيث نشرتها العائلة على وسائل التواصل الاجتماعي.
قال جمال مبارك إن "عائلته تحملت ادعاءات كاذبة للتشهير بها، ولم تثبت التحقيقات القضائية المستفيضة أي نشاط غير مشروع لها طيلة عشر سنوات".
وأضاف مبارك الابن، في المقطع المصور الذي زادت مدته على عشرين دقيقة، تحدث خلاله بالإنجليزية والعربية "لقد كانت رغبة والدي الراحل أن يتم شرح هذه الإجراءات للعالم بأسره لكن رحيله قبل انتهاء الإجراءات يجعلني أحمل هذا العبء بكل فخر والتزام".
ما هذا الشعب الغريب في موده السياسي ووعية السياسي الذى ثار على حسنى مبارك بسبب تلميحات بأنه سيرشح نجلة جمال مبارك لتوريث الحكم في مصر ..ويأتي نفس الشعب الذى ثار ويطلب ترشيحه لرئاسة مصر .. البداية كانت تسريبات للبعض أن جمال مبارك سيصبح بعد 11 عاما على ثورة أبيه في 2011 ويرشح نفسه هل نسي المصرين قضايا فساده وقضايا القصور الرئاسية .
أن ترشح جمال مبارك في انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة فكرة لا معقولة من حيث التطبيق، ترشح جمال يتطلب الحصول على حكم قضائي لممارسة حقوقه السياسية، بعد مرور المدة القانونية عقب الحكم الذي صدر بحقه.
أن فكرة ترشح جمال مبارك للرئاسة المصرية يقف وراءها في المقام الأول على حد توقعي حركة "آسفين يا ريس" خاصة وأنهم يرون في جمال مبارك امتدادا لوالده، وأنه تأكيد على أن أحداث 25 يناير أضرت بمصر أكثر من فائدتها التي قدمتها للشعب المصري، من يطالب بترشح جمال يستغل الأوضاع الاقتصادية الحالية في مصر.
و سيقابل جمال بهجوم شديد وستفتح له العديد من الملفات التي لم يكن يتوقعها، على أنه لا يمكن اختزال كل فساد فترة الرئيس الأسبق حسني مبارك في قضية واحدة.
معركة مبارك الابن الانتخابية ستكون صعبة للغاية، وفرصه ضعيفة جدا للفوز بانتخابات الرئاسة، خاصة وأن جمال مبارك لن يتم دعم ترشحه من القوى والتيارات المدنية الموجودة على الأرض، سواء كانت أحزابا أو تيارات، ولكنه سيقدم على خطوة الترشح بشكل فردي بدعم من مؤيدي النظام المصري قبل ثورة 25 يناير وعلى رأسهم فلول الحزب الوطني المنحل.
وكثرت الأقاويل خلال الفترة الماضية عن ترشح جمال مبارك لانتخابات الرئاسة المصرية عام 2024، يقف وراءه بعض دول الخليج وايضا الامريكان قد يكون الأمر شبه مستحيل وفقا لما يراه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.
الأمر لا يتعدى تطاير كلمات بين الحين والآخر من بعض المصريين يطالبون بترشيح جمال للرئاسة المقبلة في 2024 كما تتطاير على عجلات الفيس بوك والسوشيال ميديا أنباء عن ترشحه وكلمات تأتى لنا عبر جوجل أن زيارة جمعته بسفير امريكا في القاهرة لدعم هذه الفكرة ..وكلمات مماثله بأن دول خليجيه تدعم هذا الترشح ...
لم يدرى أصحاب هذه المطالبات أن جمال مبارك مرشح معدوم الفرص وستكون معركته ضعيفة وصعبة للغاية لانه غير مدعوم حتى من التيارات المدنية ولا يدعمه سوى بعض من مؤيدى نظام مبارك وعلى رأسهم فلول الحزب الوطنى ..
وسيقابل جمال مبارك بهجوم كبير فور ترشحه لانه أحد أهم أسباب احداث 25 يناير 2011 بسبب توريث الحكم الذى كان يعد خلال هذه الفترة..
ومن جانب آخر لن يكون هناك توافق بين الاخوان الارهابين وبين جمال مبارك وربما تجد في ترشحه مخرجا لهم ..وهل يحتاج جمال إلى حكم ببرائته من كل الاتهامات التى وجهت إليه في سنوات حكم والده..
في النهاية هل سيتراجع جمال عن الفكرة ام سيكون هناك مانع قانوني يمنعه من الترشح سوف يجيب الفيس بوك على هذه الاسئلة لان الفيس يتصور أنه هو الذى يحكم مصر ..
كاتب المقال الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق