رجب هلال حميدة يكتب يوميات رمضانيه .. «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»
الشافعي الهاشمي المطلبي، الذي تربى في مكة وبرع في المدينة، قريب رسول الله ﷺ يحمل من دمه، وهو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وإمام القضاء في عصره.
وهو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف، فهو عربي قرشي هاشمي مطلبي، يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جده عبد مناف.
ولد بغزة وحملته أمه إلى مكة مستقر أخواله لما مات أبوه وخافت عليه الضيعة، وأمه تدعى فاطمة بنت عبد الله الأزدية نسبة إلى قبيلة الأزد.
وعاش الشافعي رحمه الله مع أمه عيشة اليتامى الفقراء، وقد حرصت عليه أيما حرص حتى أنها كانت تجمع له قطع الخزف وقطع الجلود وسعف النخل وعظام الحيوانات ليكتب عليها لضيق ذات يدها وعدم قدرتها على شراء الورق له،وتعهدته بالرعاية رضي الله عنها حتى حفظ الشافعي القرءان الكريم في السابعة من عمره، وحفظ الموطأ في العاشرة، وأُذن له بالإفتاء ولم يبلغ العشرين من عمره.
قال الشافعي رحمه الله: "كنت يتيماً في حجر أمي، ولم يكن معها ما تُعطي المُعلم، وكان المُعلم قد رضيّ أن يُعلمني بدون أجر وأن أخلفه في الدرس" أي أُدرس للطلبة بعده.
وكان من أفصح الناس فصيحاً شاعراً ورعاً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً، أكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد بن حنبل: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، وقيل أنه هو إمامُ قريش الذي ذكره النبي محمد بن عبد الله بقوله: «عالم قريش يملأ الأرض علماً». رحمه الله ورضي عنه بحرصه على حديث رسول الله ﷺ .
قال عن نفسه رحمه الله: إذا رأيتم كلامي يخالف كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بكلامي عرض الحائط..