د. ناصر موسى يكتب..( عتاب الي وزير الصحة)
لا شك ان الدكتور خالد عبد الغفار قيمه وقامه علميه واداريه لا غبار عليها, فالرجل تولي وزارة التعليم العالي وقد كان له فيها باعا كبير من النجاح و كانت رؤية القيادة السياسية ان يتولى الرجل وزارة الصحة ليطورها لتواكب رؤية الدولة في زمن المشروعات الصحية العملاقة التي تتبناها الدولة مثل مكافحه الاورام والسمنة وصحة المرآه, والحق اقول وانا شاهد عيان في هذا القطاع ان الدولة تنفق مليارات من الجنيهات علي قطاع الصحة, و ليس نفاقا ان الدولة تدعم هذا القطاع بأكبر من إمكانيتها بل اكبر من دول هي بالفعل اغني من مصر وليس مشروع مائة مليون صحه وملحمة القضاء علي فيروس سي ببعيده, ولكن يبقي هناك بعض القصور في الاداء الصحي بسبب اختيار قيادات المستشفيات الهامه الجامعية والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة , واكرر بعض و ليس كل، و الا ما وجدنا الوساطات و التوصيات لدخول المرضي الي بعض المستشفيات، فإن كانت الكفاءة العلمية والإدارية متوفرة في بعض مديري المستشفيات ،فقد سقط منا شيء مهم عند إختيار مديري المستشفيات، وأزعم انه كلفنا كثيرا في عدم نجاح هذه المؤسسات ،كما كنا نريد ،الا وهو الصحة واللياقة النفسية والتي تؤهلهم للتعامل مع مرؤوسيهم والجماهير.
فقد شاهدنا من تغير لهذه القيادات عندما أصبحوا مسؤولين عن إدارة المستشفيات لاحظنا أن بعضهم أصبح في حاله نفسيه غير التي كنا نراها قبل الجلوس علي كرسي الإدارة، فمنهم من أصبح كالطاووس يصادر كل الآراء التي تختلف معه دونما دراسة لمدي صحتها, بل شاهدنا من ينتظره ليحمل له حقيبته وحتى الجاكت الذي يرتديه؟ بل ذهب الأمر إلي أبعد من ذلك علي الأقل في المجال الطبي فمرضي مديري بعض المستشفيات لهم الأولوية القصوى في الدخول والمتابعة إلى المستشفى بحق فيتو المدير علي حساب من يستحق الدخول والرعاية من بسطاء الناس ممن لا حول لهم ولا قوه، انه يا ساده عدم التأهل النفسي والأخلاقي للمدير الذى تم اختياره الذي نطالب بان يكون موجود عند الاختيار، وهذا ليس بجديد على مؤسسات معينة في الدولة هى التى تراعي التأهيل النفسي للقيادة تشترط فيمن ينضموا اليها كامل الصحة النفسية والأخلاقية , فلماذا لا نطبق مبدئ الصحة النفسية والأخلاقية بالإضافة الي السجل الامني النظيف والكفاءة العلمية حتي لا نفاجئ بمن يستغل منصبه في قهر الغلاية وقهر مرؤسيهم وحتي لا نجبر عقولنا النابغة لهجرة بعض الأطباء إلى خارج الوطن ونضيع ثمرة المليارات التي انفقتها الدولة علي هذا القطاع الحيوي وكوادره .
انني ارجو من معالي الوزير ان تكون زيارته الي المستشفيات سريه وخاطفه ،وان تكون الي غرف الاستقبال ، وعنابر المرضي والا يكتفي بالتقرير، والاوراق التي ترسل اليه وهي غالبا معده سلفا كأحسن ما يكون. فهل من مجيب كريم..
كاتب المقال الدكتور ناصر موسى استاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية طب جامعة المنصورة