وزير الأوقاف: صلة الرحم من كمال الإيمان وحسن الإسلام
قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن صلة الرحم من كمال الإيمان وحسن الإسلام وهي متحققة بالتواصل والتزاور بين الأهل والأقارب والصدقة على فقيرهم، والتجاوز عن الجافي منهم مما يسهم في تقوية أواصر العلاقات الاجتماعية بين المجتمع كله.
وأضاف وزير الأوقاف - على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اليوم الجمعة - أن موضوع الخطبة الجمعة القادمة سيكون تحت عنوان: "حق الرحم" مع التأكيد على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية، موضحًا أنه جاءت الدعوة إلى التعرف على صلات الأقارب بين الناس حتى يتيسر القيام بحقها، يقول سيدنا عمر بن الخطاب: "تعلموا أنسابكم، ثم صلوا أرحامكم".
وأكد وزير الأوقاف أن حق الرحم أصيل في ديننا الحنيف، ويكفي الرحم شرفًا أن الحق سبحانه شق لها أسمائه، ووعدها بأن يصل من وصلها، ويقطع من قطعها، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتْ الرَّحِمَ فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِدِ مِنْ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فذاك لك)، ويكفيها أهمية أنها شاهدة يوم القيامة للإنسان إن وصلها وشاهدة عليه إن قطعها، يقول (صلى الله عليه وسلم): (وَكُلُّ رحم آتيةً يَوْمَ القِيَامَةِ أَمَامَ صاحبها تَشْهَدُ لَهُ يصلة إن كان وصلها، وعليه بقطيعة إن كان قطعها).
وأوضح أن القرآن الكريم عني بحق الرحم عناية بالغة، حيث يقول الحق سبحانه: (وات ذا القُربى حقه)، ويقول سبحانه: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، مشيرًا إلى قول رسول صلى الله عليه وسلم إن الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرَّحِمِ يُنْتَانِ صدقة وصله، ولما نزل قول الله تعالى: "لَن تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون".
وأوضح أنه لصلة الرحم فضائل عظيمة في الدنيا والآخرة، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَرهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنسأ له في أثره فَلْيُصِلْ رَحِمَهُ)، ولا تتم الصلة الحقيقية الكاملة حتى تشمل جميع الأقرباء وتعم القاطع منهم، وتعمهم جميعًا، فالواصل الحقيقي ليس من يكافئ على الوصل فيصل من وصله فقط، بل الواصل الحقيقي هو من يصل من قطعه، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمُكَافِي، وَلَكِنَّ الوَاصِلَ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمَهُ وَصَلَهَا).
وأكد أنه من قام بحق رحمه واستجاب لأمر الله ورسوله فاز في الدارين، وأن من قطع رحمه وأدبر خسر خسرانا مبينا، حيث يقول الحق سبحانه في كتابه الكريم: (فهل عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أَوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنهُمُ الله فَأَصَمْهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) ، وإذا كان ديننا الحنيف قد نهى المسلم عن أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلام) فإن هذا في حق الرحم أولى.