اليوم ذكرى رحيل .. الفنان محمود مرسى
تحل اليوم الاثتين، ذكرى رحيل الفنان محمود مرسى، حيث رحل عن عالمنا في 24 أبريل عام 2004 وتعرض لأزمة قلبية حادة أثناء وجوده فى الإسكندرية، وتوفى فى الحال عن عمر 80 عاما، وكان فى تلك الأثناء يصور مسلسل وهج الصيف، وبعد وفاته استبدله المخرج هشام عكاشة بالفنان جميل راتب الذى أعاد المشاهد التى صورها الفنان محمود قبل رحيله.
يظل دوره «عتريس» الطاغية في فيلم «شىء من الخوف» علامة فارقة في السينما المصرية، وفى مسيرته أيضا حين خرج أهالى القرية ثائرين على استبداده وقهره وانفض رجاله من حوله،ومن أبرز الأفلام التي قدمها محمود مرسى خلال مشواره "فجر الإسلام"، "أغنية على الممر"، "زوجتى والكلب"، "ليل وقضبان"، "امرأة عاشقة"، "أبناء الصمت"، "طائر الليل الجزين"، "سعد اليتيم"، "من يدفع الثمن" وغيرها، أما في الدراما فقدم عدد من المسلسلات البارزة أهمها "إني راحلة"، "الليلة الموعودة"، "رحلة السيد أبو العلا البشري"،"بين القصرين"، "قصر الشوق"، "العائلة"، "لما التعلب فات"، هذا هو الفنان القدير محمود مرسى «الأستاذ»، وهو مولود في الإسكندرية في السابع من يونيو 1923، وألحقه والده بالمدرسة الثانوية الداخلية الإيطالية بالإسكندرية، وبعد حصوله على الثانوية التحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم الفلسفة.
سافر إلى باريس ليتعلم فن الإخراج السينمائى على نفقته الخاصة، واستغرقته الحياة الباريسية، واضطر هناك للعمل بعدما نفد ما لديه من المال، واستقر به المقام مذيعًا في القسم العربى بالإذاعة الفرنسية، إلى أن أمم عبدالناصر قناة السويس فترك باريس، إلى لندن، وهناك التحق بالقسم العربى بهيئة الإذاعة البريطانية لكنه غادر لندن إلى القاهرة،فيما يشبه الاحتجاج الشخصى على العدوان الثلاثى على مصر، وعاد ليعمل مخرجًا ومذيعاً في البرنامج الثقافى بالإذاعة، ومع بداية الإرسال التليفزيونى في مصر سافر لإيطاليا لدراسة الإخراج التليفزيونى، وفى 1962 ظهر في فيلم «الهارب» لنيازى مصطفى، وفى العام التالى قدم فيلمى الباب المفتوح والليلة الأخيرة.
وتوالت أعماله التي ترك فيها علامات سينمائية مهمة منها «السمان والخريف» و«الشحاذ» و«ثرثرة فوق النيل» و«زوجتى والكلب» و«الليلة الأخيرة» و«فجر الإسلام» و«ثمن الحرية» و«أغنية على الممر»، وأخرج للتليفزيون عدداً من المسلسلات منها «القط والحب الكبير»، ومن الأعمال الدرامية التي لعب بطولتها «عصفور النار» و«أبوالعلا البشرى والعائلة«و»بين القصرين«و»قصر الشوق«، وأخيراً مسلسل»وهج الصيف«الذي رحل قبل أن يتمه، حظى الأستاذ بالكثير من مظاهر التقدير ومنها جائزة الدولة التقديرية في 2000.
كما حصل على جوائز التمثيل الأولى عن دوره في فيلم»الليلة الأخيرة«وعن دورعتريس في»شىء من الخوف«،كما تم تكريمه بمهرجان الفيلم الروائى عام 1998، وفى مهرجان القاهرة السينمائى ومهرجان الإذاعة والتليفزيون وحصل على جوائز التكريم والتفوق عن أعمال منها،»أغنية على الممر«،»السمان والخريف«،و»الشحاذ«، كما كرمته وزارة الثقافة عن جهوده كأستاذ لمادة الإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، ومثلما عاش وأبدع زاهداً في أي احتفاء إعلامى رحل أيضا في هدوء شديد» زي النهارده«في 24 أبريل2004.
الحياة الأسرية
تزوج الفنان محمود مرسي مرة واحدة فقط من الفنانة سميحة أيوب، وله ابن وحيد "علاء" يعمل معالجا نفسيا، وعمل ممثلا في بعض الأعمال، لكنه ابتعد بعد ذلك.
حكت الفنانة سميحة أيوب عن اللقاء الأول لها معه، قائلة: "كنت في باريس مع عدد من الفنانين، أنا نازلة السلم وهو طالع، ماحستش بحب من أول نظرة، لكن فضلت فاكرة الشاب الوسيم اللي قابلته، وبعدها سأل عني، وقالوا له دي ممثلة معانا اسمها سميحة أيوب، وبعد عدة أعوام، قرأت في الجرائد خبر رفضه الحديث بشكل سلبي أو إذاعة أي أخبار سيئة عن مصر وقت الحرب، على إذاعة بي بي سي اللندنية، واستقالته من منصبه المهم، وعودته لمصر، فتمنيت في هذه اللحظة أن أتزوج مثل هذا الشخص".
وأضافت سميحة أيوب: "في الإذاعة المصرية، طلبوا مني المشاركة في عمل يخرجه محمود مرسي، فلم أتذكره، وحينما قابلته ذكرني بنفسه، ولم أربط أن هذا الشخص هو من تمنيت أن أتزوج مثله يوما ما، انبهرت بشخصيته لما عرفته عن قرب، هو إنسان جدًا، وتطورت قصة الحب، لحد ما لقيته بيطلبني للجواز، وعشت معاه أجمل سنين حياتي".
أما عن انفصالهما، قالت: "مكتوب، وكل شيء نصيب، كنت متضايقة جدا واحنا بننفصل، لكن ظروف شغلنا هي اللي عملت كده، وأنا انفصلت عنه وأنا كنت بحبه، لكن انفصلنا عن بعض بمنتهى الاحترام خلى علاقتنا ماتقطعتش بعد كده، وفضلت علاقة صداقة واحترام، واختتمت حديثها قائلة: "محمود وحشني جدا، هو مؤثر جدًا في حياتي، وله وحشة كبيرة، وأنا حقيقي افتقدته".