بداية ساخنة للحوار الوطني.. النظام الانتخابي يثير الجدل في نقاش المحور السياسي.. القائمة المغلقة أم النسبية؟
من بين العديد من القضايا والملفات المطروحة في الحوار الوطني بالمحور السياسي كان النقاش حول النظام الانتخابي أكثر سخونة عكست جدية الحوار الوطني في يومه الأول..
وقد فجرت قضية النظام الانتخابي جدلًا واسعا بين أنصار النظام الانتخابي بنظام القائمة المغلقة المعمول به حاليا ونظام القائمة النسبية الذي يقترحه فريق من الأحزاب والسياسيين ويرون فيه أنه يحقق تمثيلا أكثر واقعية وديمقراطية إلا أن أنصار القائمة المغلقة يرونها الأنسب والأصلح في مصر.
وما بين هؤلاء وهؤلاء دارت مناقشات وحوارات وألقيت كلمات صدحت بها أروقة الحوارالوطني كل يدفع بما لديه من مبررات ومقترحات لكن تبقى الإجابة عن سؤال النقاش.. ما النظام الأفضل ؟ وهو ما ستعرضه بوابة الأهرام في التحقيق التالي عبر مجموعة ممن تحدثوا للبوابة عن النظام الانتخابي الأمثل من وجهة نظرهم ولماذا هذا النظام هو الأفضل عن ذاك..
واوضح عددا ممن شاركوا في الحوار الوطني اليوم من سياسيين خبراء للحديث عن قضية النظام الانتخابي أيهما أفضل لمصر.
يقول الدكتور ياسر الهضيبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ نحن نثمن الحوار الوطني لأنه جاء في الوقت المناسب الذي بدأ فيه الشعب يتساءل عن مخارج لأزمات كثيرة سواء سياسية أو اقتصادية.
وييضيف أن مخرجات الحوار هي الأهم، ويجب أن تأتي ملبية لطموحات المواطن الذي نجتمع جميعًا الآن لأجله وحول أكثر القضايا التي تمس مصلحته في مختلف المجالات، قائلًا :" المواطن المصري أصبح يضع أملًا كبيرًا على مخرجات هذا الحوار".
وحول العقبات التي قد تواجه مخرجات الحوار الوطني، قال الهضيبي، أوجه رسالة للسيد الرئيس أن الشعب المصري وضع آمالًا على مخرجات الحوار الوطني، نظرًا لمساندة سيادتك للحوار ودعوتك له ووعدك بأنك ستنظر في مخرجاته النهائية".
ويقول الهضيبي إن حزب الوفد يرى دائما أن القائمة النسبية هي الأنسب للانتخابات لأنها تقوي الأحزاب وتعظم برامجها وتساعد على انتشار برامج الأحزاب في الشارع، وتؤدي إلى وجود عدد كبير من نواب الحزب داخل البرلمان لكن في ظل وجود الكوتة والفئات المميزة والمانع الدستوري هذا يضطر حزب الوفد إلى اللجوء إلى القائمة المغلقة المطلقة ونصف فردي.
بينما يرى علاء عابد، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، أن القائمة المغلقة، المطلقة، التي يتوافق عليها الأحزاب، والتي ممثلة حاليًا داخل البرلمان المصري بأكثر من ١٣ حزبا، بالإضافة إلى تنسيقية الشباب والسياسيين الممثلة بأكثر من ٢٠ حزبا، بالإضافة إلى أن بالمقارنة بالبرلمانات الأوروبية التي لا تأخذ بالكوتة، على أقصى تقدير البرلمان الألماني ستة أحزاب، البرلمان الفرنسي ستة أحزاب، البرلمان الإيطالي ستة أحزاب، الكونجرس الأمريكي حزبان، إلا أن التجربة المصرية هي التجربة الرائدة في المنطقة.
ويقول عابد علينا أن نتذكر أن البرلمان المصري هو البرلمان الملهم للمنطقة، مؤكدًا على أن القائمة المغلقة المطلقة زائد النظام الفردي هو النظام الأمثل، نظرًا لأن القائمة النسبية تعرضت في ١٩٨٤، ١٩٨٧، ١٩٩٢م، لعدم الدستورية لعدم التمثيل المناسب داخل المجتمع المصري.
ويقول ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، إن الحوار الوطني يرد على كل المشككين، عبر وجود مكاشفة دون خطوط حمراء تجعل الحوار يسير وفق الهدف المرجو منه.
ويرى رئيس حزب الجيل، أن القائمة النسبية غير المشروطة هي أفضل نظام انتخابي لا يتم فيه إهدار أصوات، ويجعل البرلمان يعبر عن الشعب تعبيرا عادلا، وصحيحا، كما أنه يقوي الأحزاب السياسية.
ويضيف الشهابي أن أعلى تمثيل للمعارضة المصرية كان في ظل نظام القائمة النسبية غير المشروطة في برلمان عام ١٩٨٧م، قائلًا :" كان فيه ١٠٠ نائب من البرلمان إضافة إلى ٨٧ نائب حصلوا على أحكام من مجلس الدولة، وبالتالي أنا منحاز لهذا النظام وأراه يستحق أن يكون عنوانا للجمهورية الجديدة".
ويقول الدكتور محمود صلاح عضو مجلس الشيوخ عن حزب حماة الوطن، نحن لا نبحث اليوم عن اتفاق أو اختلاف، ولكن الهدف الرئيسي هو خلق مجال سياسي ديمقراطي أكثر فاعلية وتشجيعًا للمشاركة في الحياة السياسية.
ويضيف ممثل حزب حماة الوطن، أن الحزب يرى النظام الانتخابي الحالي وهو نظام القوائم المغلقة هو الأنسب حيث إنه يمثل الرضاء للمواطنين جميعًا ويحقق العدالة ويضمن تمثيل كافة أطياف الشعب، وخاصة يمثل المرأة والشباب والمسيحيين وذوي الإعاقة وخلافه من النسب التي جاءت في الدستور.
وما بين المؤيدين للنظام الانتخابي الحالي أو الذين يرون في تعديله حلا تبقى الحقيقة أن مصر تعيش حوارا وطنيا بلا خطوط حمراء تتقارع فيه الأفكار وتتقاطع الآراء لكن نحو هدف واحد هو مصلحة الوطن.