عبدالرحمن سمير يكتب : تحياتي.... للحرامى !
قد يبدو عنوان المقالة غريبا وغير منطقى فكيف أوجه تحياتي للحرامى ؟ وهل اللص يحتاج التحية ؟ إنه اللص الذى دخل ليسرق ماليس له ومع ذلك أوجه له التحية . إنه أذكى اللصوص وامكرها وأكثرها دهاء دخل بيوتنا ومجتمعاتنا ليسرقها ليس فى الخفاء كما يفعل اللصوص المحترفة وليس بالإكراه كما يفعل اللصوص التقليديون إنه يسرق ونفرح بسرقته ونساعده لينجح فى السرقة ونحن سعداء مسرورين .فمن هذا اللص الذى أقدم له التحية إنه الإنترنت ذلك اللص النافع الضار المفيد المؤذى المقرب المبعد لص غريب دخل بيوتنا وفتحنا له الأبواب بكل ترحاب وود بل ونسعى بكل جهد حثيث بإدخاله إلى بيوتنا وحياتنا ليسرقها ونحن مستمتعين به ونرجوه أن يكمل السرقه .دخل الانترنت حياتنا فقلبها رأسا على عقب غير مجرى الحياة قرب البعيد وأدنى الغريب وكشف المستور وفكك الأسر والغى المسافات واهدر الوقت . إن الانترنت بأنواعه المختلفة من( فيس بوك وتويتر والواتس اب و الانستجرام والتيك توك والتليجرام) هو لص ذلك العصر. لص مرحب به رغم خطورته يسعى الكل له رغم دماره يحبه الغالبية رغم بشاعته يشتاق له الكثيرون رغم عداوته لهم هذا اللص سيطر على العقول والقلوب حتى أن البعض قد لا يهتم بطعامه وشرابه وملابسه بل وتعليمه وعمله كما يهتم بوجوده فى بيته إذا غاب عنا لبضع ساعات تتوقف الحياة عند الكثيرين فما ابشعه من لص . إنه لص أفاد البعض وضيع الآخرين خربت بسببه البيوت وتفككت العائلات وانهارت صداقات واستفاد منه الاذكياء .لص استثمره الغرب للنجاح والكسب والربح المضمون وخسره غالبيه العرب فاستخدموه أسوأ استخدام فى اللهو واللعب وتشير الإحصائيات أن الغالبية العظمى من مستخدمى الانترنت من العرب يبحثون عن مواقع الموضة والتسوق والسفر والطعام واللياقة البدنية والبحث عن المواقع الجنسية .هو لص غير شريف يتميز بالخبث الشديد وأعتقد أن مبتكروه لم يتوقعوا كل ذلك النجاح المذهل الذى حققه في بضع سنوات قليلة لتصبح السوشيال ميديا هى الاخطبوط الذى يتحكم في العالم بأسره من شماله إلى جنوبه ومن شرقه الى غربه إنه اللص الذى يغير مزاج الشعوب ويبدل قناعات الكثيرين يتحكم في عقول الملايين بل يوجهها إلى ما يريد قد يسقط دول ويدمر اقتصاديات فهل رأيت اذكى من هذا اللص ؟! لذلك أوجه له تحياتى .فتحياتى...... للحرامى !