الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب ..دورى العجائب..!
لا يوجد دورى فى العالم شبيه بالدورى المصرى فى مؤجلاته والفجوة بين المتصدر وباقى الفرق لدرجة تحديد بطل الدورى مع بداية الدور الثانى، وصراع البقاء فى الممتاز ينحصر منذ بداية الدورى بين 4 أو 5 فرق، بعد تأكد هبوط حرس الحدود قبل نهاية المسابقة بعشرين مباراة..!! ما يبرز مدى الفجوة وغياب المنافسة الحقيقية عكس ما يُصرح به مسئولو اتحاد الكرة ورابطة الأندية المحترفة اسمًا فقط لأن الاحتراف يعنى تفعيل كل ما فى المنظومة سلوكًا وعدالة وانضباطًا.
والندية تكون بسبب قوة الفرق فى المقدمة أو المؤخرة، وفى الدورى المصرى طوال السنوات الأخيرة وخاصة هذا الموسم الندية بين 5 أو 6 فرق فى المؤخرة فقط، وهذا لا يعود إلى تقارب المستوى فى القوة وإنما تساوى المستويات فى الضعف وقلة الحيلة.!
وإذا كان الأهلى «حسم» درع الدورى «نظرياً» مبكرًا، ففى الموسمين الماضيين تحقق هذا السيناريو لفريق الزمالك الذى حسم الدورى فعليا قبل المسابقة بـ6 أو 7 جولات تقريبًا.
وكل عام يخرج علينا البعض بأن هذا الموسم سيكون الأفضل فى المنافسة ليس بسبب نظام مسابقة وتصحيح المسارات المُعوجة منذ سنوات، وإنما لأن الأندية تستعين بكتائب من الصفقات وبأرقام خيالية فى الوقت الذى لا يستحق فيه أفضل لاعب فى الدورى الحصول على 7 ملايين جنيه، وتكون المحصلة أداء هزيلاً، ولا يوجد لاعب سوبر مثل الدوريات القوية ليس الأوروبية لصعوبة المقارنة وكمثال السعودية والمغرب وغيرهما، وبالتالى توديع الزمالك إفريقياً من الدور الأول ونفس السيناريو لبيراميدز وفيوتشر بالكونفيدرالية..!
ورغم وقوف الجميع بكل الانتماءات خلف فريق الأهلى ممثل مصر فى بطولة دورى الأبطال الإفريقى، إلا أن ما حدث فى الدورى المصرى لم يحدث فى أى دوريات لا أوروبية ولا إفريقية أو عربية، حيث لم يلعب الأحمر أى مباراة فى الدورى منذ يوم الإثنين 17 أبريل الماضى أى ما يقرب من 40 يوماً..!
فى الوقت الذى كانت فيه كل الفرق المشاركة مع الأهلى بالبطولة الإفريقية سواء فى المغرب «الوداد المغربى» أو صن داونز الجنوب الإفريقى «أو الترجى التونسى» وخلافه، يلعبون مبارياتهم فى المسابقة المحلية قبل مباراة الدور الإفريقى ذهابًا أو عودة بـ3 أو 4 أيام مثلما هو معمول فى كل المسابقات خاصة «الدوريات المنضبطة» أو الأوروبية كل 3 أيام مباراة.
واستوقفنى تصريح قبل أيام لـ«بيب جوارديولا» مدرب مانشستر سيتى حين سُئل عن ضغط مباريات فريقه فى جبهات متعددة «البريميرليج ودورى الأبطال الأوربى وكأس الاتحاد الإنجليزى» قال: عليك أن تتغير وتتأقلم على كل بطولة، وإذا فزت فى المباراة السابقة ستتعافى ذهنيًا بشكل أسرع قبل المواجهة التالية، أؤمن أن الإنسان لديه مصادر هائلة للتقدم للأمام ومواصلة العمل، وإذا آمنت بأنك مجهد ولا تستطع تقديم المزيد فإنك لن تستطيع، من الطبيعى أن تشعر بالإجهاد لكن إذا كانت لديك الرغبة وعقليتك سليمة تستطيع الحصول على طاقة هائلة.
هذا هو فكر من اعتادوا النجاح ويعملون تحت مظلة محترفة بحق، لا تعرف محاباة أو مجاملة هذا أو ذاك.. وهذا سر تقدمهم وتفوقهم.
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير الوفد.