وزير الخارجية السابق ضيف صالون ”جمال الدين الثقافي” يتحدث عن الأزمة السودانية وانعكاساتها على مصر والمنطقة
ناقش الصالون الثقافي للدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الأسبق في لقاءه رقم ٥٩ الأزمة السودانية وانعكاساتها على مصر والمنطقة.
الصالون استضاف وزير الخارجية السابق السفير نبيل فهمي، والمفكر الكبير د. مصطفى الفقي، وخبيرة الشؤون الافريقية والسودانية د. أماني الطويل
في البداية أعرب الوزير نبيل فهمي عن اسفه لسفك الدماء بين الأشقاء السودانيين واهدار الإمكانيات فى مرحلة كان من المفترض أن يسعى فيها المجتمع السودانى إلى خلق توافق آراء حول اتفاق إطارى لآليات تسليم السلطة للمدنيين، وهى أوضاع لها تداعيات خطيرة توسع الفجوة وتزيد من الفرقة بين المواطنين، وتولد عدم الاستقرار فى وطن عزيز،
وأضاف "فهمي" انه ونظرا لموقع السودان الحساس وارتباطاتها العربية والأفريقية، ليس من المبالغة القول إن السودان يعد الاهتمام المشروع الأكبر لمصر نتيجة للجيرة والنيل والمصالح المشتركة، لذا يعتبر تحقيق الأمن، واستقرار الأوضاع، واستدامتها فى السودان، عناصر ثلاثة ضرورية للحل، وجزء لا يتجزأ من ضمان الأمن القومى المصرى،
واشار إلى أن مصر تحترم السيادة والخيارات السودانية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن استقرار السودان هو قضية أمن قومى لمصر،
داعيا الأخوة السودانيين نحو توافق سياسى يحقق الأمان والاستقرار والاستدامة، والتنسيق والتشاور المستمر مع المسئولين المصريين.
أما الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي الكبير، أكد أن مصر والسودان تربطهما العديد من الروابط التاريخية والثقافية والسياسية، لافتًا إلى أن الموقع الجغرافي لمصر يجعلها لا تعيش في عزلة، وهى عمود الخيمة ولا أحد ينكر ذلك،
"الفقى" أضاف أن مصر دائمًا يمتد دورها خارج حدودها، وقواتها تنتشر دائمًا إقليميًا ودوليًا واضاف أن مصر والأشقاء العرب يتدخلون في السودان من أجل مصالح الشعب السوداني.
ومن ناحيتها قالت د أمانى الطويل خبير الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن حالة السودان كدولة ومدى استقراره له علاقة مباشرة بعدد من المعطيات الاستراتيجية المؤثرة علي المستويين الإقليمي والمحلي المصري، ويساهم بشكل فعال في مستوى قوة القدرات الإقليمية المصرية، مشيرة إلى ارتباط شعبي وادي النيل بعضهما ببعض على المستوى الوجداني،
"الطويل" أكدت أن عدم الاستقرار في السودان هو مهدد كبير للقوة المصرية الشاملة، من حيث تصاعد مستوى التهديدات المائية والأمنية، والاقتصادية
وخلال المناقشات أكد المشاركون في الصالون أن الحل يبدأ في السودان بجلوس الطرفين المتنازعين على طاولة المفاوضات وإزالة أي غمامة بينهما
فالقضية والقرار فى الأساس للسودانيين، وهم وحدهم دون غيرهم أصحاب الحق الأصيل فى تحديد مستقبلهم سياسيا وأمنيا ومجتمعيا واقتصاديا بما يحافظ على مصالحهم ويستجيب لتطلعاتهم
والجدير بالذكر أن صالون جمال الدين الثقافي الذي انطلق قبل 6 سنوات يضم نخبة من الوزراء والمسئولين والمثقفين وأساتذة الجامعات والخبراء في مجال العمل العام وقد تناول في حلقاته ال 58 الماضية موضوعات أدبية واجتماعية تثير اهتمام المشاركين مثل التعليم والبحث العلمي والصحة والاسكان والصحافة والإعلام والتغييرات المناخية وسلوك المصريين والثروة الرقمية وسلامة المواطنين في وسائل النقل وإعلاء دولة القانون والحفاظ على حقوق مصر في نهر النيل وكيفية تفكيك الفكر الإرهابي وعلاقة العرب بالغرب والمشكلة السكانية وعلاقتها بالتنمية وطريق الحرير والدروس المستفادة من حرب أكتوبر ومستقبل الاستثمار في السوق العقاري المصري وأيضا حلقة نقاشية حول طب رعاية المسنين ودور ثورة 1919 في بلورة الوطنية المصرية
كما ناقش الصالون أيضا تأثير سياسات الرئيس الأمريكي على منطقة الشرق الأوسط وقوة مصر الناعمة ومصر 2050 وتداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد وأيضا على الجهاز الاداري وعن مستقبل العمل والتعليم عن بعد عقب انتهاء أزمة كورونا وتداعيات الفيروس على الاقتصاد ومستقبل الجامعات الأهلية كما احتفل بمئوية الاديب نجيب محفوظ وكذلك انتصارات اكتوبر المجيد والأزمة الأوكرانية الروسية كما ناقش الصالون دعوة الرئيس السيسي إلى الحوار الوطني