عبدالرحمن سمير يكتب .. فى حب رسول الله
طوال أربعة عشر قرنا من الزمان أو مايزيد منذ بدء الدعوة الإسلامية وظهور الاسلام حتى وقتنا الحالى تبارى العلماء والأدباء والكتاب والشعراء والمستشرقون فى سرد حياة النبي( صلى الله عليه وسلم )وانبرى الكثيرون فى مدح رسول الله وذكر صفاته ومناقبه ولم يتركوا صفة من صفاته ولا حدث من أحداث حياته الكريمة ولا شاردة ولا واردة الا ذكروها وتناول المستشرقون حياة النبى الكريم سواء كان سلبا أو إيجابا بالتحليل المستفيض . وكان من أوائل الشعراء الذين مدحوا الحبيب محمدا (صلى الله عليه وسلم) حسان بن ثابت حين قال فى قصيدته واحسن منك لم تر قط عين واجمل منك لم تلد النساء خلقت مبرأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء وقال الإمام البوصيري فى آبياته الشعرية الجميلة محمد سيد الكونين والثقلين والفريقين من عرب ومن عجم وامير الشعراء احمد شوقي فى مدحه للنبي الكريم ولد الهدى فالكائنات ضياء... وفم الزمان تبسم وثناء الروح والملأ الملائك حوله ..للدين والدنيا به بشراء. وقد كتب الكثير من الشعراء والأدباء قديما وحديثا فى وصف صفات النبى وحياته منذ لحظة مولده حتى وفاته وايضا كتب الكثير من المستشرقين فى إنصاف النبى( صلى الله عليه وسلم) وذكروا الكثير من أحداث حياته وتأثيره على العالم أجمع وليس العرب فقط . فقد انصفه الفيلسوف الفرنسي ادوار مونته فى كتابه (العرب) "عرف محمد بخلوص النية والملاطفة وإنصافه فى الحكم ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق وبالجملة كان محمد أزكى وأدين وارحم عرب عصره ..ومما قاله الكاتب جوستاف لوبون "إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان محمد من أعظم من عرفهم التاريخ " وقال المستشرق مايكل هارت صاحب كتاب (الخالدون مائة اعظمهم محمد) " إن محمداً كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز فى كلا المستويين الدينى والدنيوى مما يخوله أن يعتبر أعظم شخصية أثرت فى تاريخ البشرية " وقال المفكر الفرنسي لامارتين فى كتابه (تاريخ تركيا) "إذا كانت الضوابط التى نقيس بها عبقرية الإنسان هى سمو الغاية والنتائج المذهلة رغم قلة الوسيلة فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فى عبقريته." وهذا المفكر جان جاك روسو يقول "لم ير العالم حتى اليوم رجلا استطاع أن يحول العقول والقلوب من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الواحد إلا محمدا ولو لم يكن قد بدأ حياته صادقا أمينا ما صدقه اقرب الناس إليه" . وقال المستشرق الإيطالي ميخائيل ايمارى فى كتابه (تاريخ المسلمين) "وحسب محمد ثناء عليه أنه لم يساوم ولم يقبل المساومة لحظة واحدة فى موضوع رسالته على كثرة فنون المساومات واشتداد المحن" وهو القائل (لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر ما تركته) "عقيدة راسخة وثبات لا يقاس بنظير". كل تلك الأقوال والعبارات فى إنصاف و مدح رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) لا تف حقه ولا قدره فكلها اقوال ناقصة فكيف تستطيع الأقلام وصف الحبيب المختار وكيف توجد الكلمات والعبارات التى تمدحه حق المدح فهو نور وضياء هو حبيب رب العالمين هو محمد المصطفى . هو الشمس والقمر معا هو الذى ترجى شفاعته يوم القيامة. هو خير من مشى على الأرض أو ركب .هو معلمنا وقدوتنا وهادينا تقصر الكلمات فى وصف محمد ويكفيه فخرا قول الله تعالى فى كتابه الكريم (وإنك لعلى خلق عظيم)