الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب..الأهلي لـ ”زولا”.. شكرًا لتعاونكم !
كما توقعنا فوز الأهلى ببطولة أفريقيا، بعد التأهل القدرى لربع النهائي «بمعجزة» وإهداء أطهر الطاهر لاعب الهلال السودانى بطاقة التأهل للأحمر أمام صن داونز الجنوب أفريقى فى واحدة من نوادر كرة القدم «تبقى فى بقك وتقسم لغيرك»!
ركلة جزاء تدخل المرمى تأخذ بالهلال لربع النهائى وتطيح بالأهلى، يضع أطهر الكرة فى يد حارس صن ويخطف الأحمر البطاقة إلى «الثمانية» كجسر عبور لخطف الأميرة الأفريقية «المحببة له» للمرة الحادية عشرة.
عجائب كرة القدم وسر إثارتها مفاجآتها الصارخة وتحولاتها الغريبة رغم عدم خضوعها لقواعد علمية، إذ تعطى ظهرها فى الكثير للدلالات المنطقية، وتظل الفوارق الإدارية والفنية والتفاصيل الكبيرة والصغيرة عناصر تميز فريق وآخر، بين بطل ووصيف، ومتصدر وباحثين عن مركز شرفى أو اللهث للوقوف فى ظل البطل!
ومن السنن الكونية قد لا تكون الأفضل وتنتصر لتعظيمك جوانب إدارية وفنية وإنسانية بعيدًا عن الفهلوة والعشوائية والارتجالية!
وفى النهائيات التفاصيل الصغيرة تحسم المواقع الملتهبة، والوداد يعانى غياب المهاجم القادر على الحسم، فكم من فرص تهديفية ذهابًا وعودة أمام المرمى أهدرت بسبب الرعونة والخضة وغياب الموهبة التهديفية.
ومن سوء حظ البلجيكى فاند نبروك مدرب الوداد أن تجمعت عناصر ضعف فى خطوطه الثلاثة، فاللمسة الأخيرة مشكلة للسنغالى بولى سامبو وسيف بوهرة ومحمد أوناجم، والفاعلية والعقم الهجومى مؤشر على غياب مقومات البطولة، ورغم المشوار السهل للوداد فى دور الثمانية أمام سيمبا التنزانى تأهل بركلات الترجيح 4/3 بعد فوز كل فريق على ملعبه بهدف نظيف، وفى نصف النهائى تعادل الوداد بملعبه سلبًا مع صن داونز، و2/2 فى بريتوريا، وفى مباراتى صن لعب الاستهتار بعقل وفكر لاعبى جنوب أفريقيا وكانت التكهنات تشير لتأهلهم لفوارق فنية وبدنية.
وخلال 6 لقاءات مصيرية من الربع النهائى حتى النهائى لم يسجل مهاجمو الوداد سوى هدفين، هدف للسنغالى بولى سامبو فى سيمبا، وهدف بوهرة أمام الأهلى بالقاهرة التى انتهت بفوز الأهلى 2/1.
بينما أحرز هدفى الوداد أمام صن داونز بجوهانسبرج «2/2» الظهير الأيمن أيوب العملود لاعب منتخب المغرب، ومدافع صن «موتوبى مفالا»، فى مرماه وهدف الوداد أمام الأهلى بكازابلانكا قلب الدفاع يحى بن عطية.
وأبرز نقاط ضعف الوداد أمام الأهلى وسط الملعب، حيث تمسك فاند نبروك بالعجوز جلال داودى «35 عامًا» الذى ظهر عليه الاجهاد وتراجعه بدنيًا وسقوطه أرضًا مع أى احتكاك، ففتح شوارع نحو دفاعه «المخضوض» فى الشوط الثانى!
وزاد الطين بِلّة المدافع العملاق الكونغولى «أرسين زولا» الذى تسبب فى هدف الأهلى الأول بالقاهرة لعدم التغطية ومعه بن عطية، وترك بيرسى تاو وحيدًا «يتمطع» ويخرق الشباك رأسًا، ويسأل بقوة عن هدف عبدالمنعم القاتل رغم أن زولا يساويه مرتين وزنا وطولًا.. وفى ثانية كان منعم يرتقى مترين لأعلى ويلف رأسه بخبرة السنين موجهًا الكرة فى الركن البعيد الهادئ بعد أن « سرق» جريًا كل الدفاع، بينما زولا يختبئ فى ظله خجلًا وبُكاءً.. ويقدم الأهلى الشكر لهدياه وحسن تعاونه!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد والناقد الرياضى.