تدريب طلبة الكليات الطبية على تطبيق الجودة بمستشفى 57357
تسعى كافة المؤسسات الصحية إلى تطبيق نظم الجودة في كافة قطاعاتها، من أجل النهوض بمنظومة العمل، وتطوير الرعاية الصحية بها، بما ينعكس بالإيجاب على المنشأة والعاملين والمرضى على حد سواء، ويتطلب ذلك تدريبا مستمرا للكوادر في كل التخصصات العاملة بالمنشأة، وهو ما تطبقه مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357 فعليا.
وتعمل على مد خبرتها خلال أشهر الصيف الحالي، إلى خارج أسوارها لكل طالب لها من المؤسسات والجهات الأخرى، سواء عاملة في المجال أو الطلبة الدارسين في الكليات الطبية والصحية، وذلك من خلال برامج تدريبية يعدها قسم التعليم المستمر والتطوير برئاسة الدكتورة منال زمزم، وينفذها استشاريي وأخصائي الجودة بالمستشفى.
أشارت د. شيماء المنياوي، استشاري ورئيس قسم الجودة بمستشفى 57357، إلى أهمية الجودة داخل المنشآت الصحية، للارتقاء بالخدمة، وبمعايير عالمية، وخاصة بعد أن أصبحت في مصر معايير عالمية للجودة، تطبق منذ عدة سنوات على المنشآت الصحية، وبهذا لم يصبح منظور الجودة حكرا على المستشفيات العالمية فقط، وأصبحت الدولة المصرية تصبو نحو هذا الاتجاه وبقوة، وهو ما تنتهجه 57357 فعليا، وتتميز فيه.
فالمستشفى لم يكن مؤسسة صحية عادية منذ البداية، ولكنه قائم على التعليم والبحث العلمي والجودة، ويبرم تحالفات وبروتوكولات تعاون مع جهات عالمية معنية بمتابعة وضبط منظومة الجودة في الرعاية الصحية عالميا، ومنها هيئة الاعتماد الدولية "JCI"، والتي تتعاون مع مستشفى 57357، في إعداد برنامج تدريبي باعتبارها مكان تدريبي معتمد من الهيئة الدولية، وكذلك تتعاون مع جامعات هارفارد وكولورادو وميريلاند الأمريكيتين، ومركز سانت جود للأطفال، ومستشفى دانا فاربر، وكل هذه الكيانات لا تبرم بروتوكولات تعاون إلا مع جهات لها مستوى عالي من الجودة في الرعاية الصحية.
وقالت أن المستشفى خرج 180 طالبا على 3 دفعات، يمثلون مؤسسات صحية مصرية منها الجامعية والحكومية والخاصة، ويتم الآن الإعداد للدفعة الرابعة من برنامج الجودة، والذي يخدم المؤسسات الصحية، بدءا من تطوير المنشأة نفسها وتوافقها مع الخدمات المقدمة بها، وصيانتها، وأجهزتها الطبية، ومنظومة الإطفاء، وكل ما فيها، وكذلك مقدمي الخدمة الطبية، بما يضمن معايير السلامة والأمان للمنشأة والمرضى والعاملين، وبما يمكن من عوامل الإدارة الناجحة، وقياس الأداء.
أما عن معايير الجودة للمنشآت الصحية، فهي كثيرة جدا، ومنها إنشائها بشكل يتوافق مع الأكواد العالمية والمصرية، وتوفر الأجهزة الطبية بها من أماكن معتمدة، وتكون بنيتها التحتية آمنة تتوافق مع الخدمات الطبية، وكذلك أعداد وقدرات الكوادر البشرية متوافقة مع تقديم الخدمة، بحيث لا تكون أقل من المطلوب فينتج عنها عجز في التخصصات، وكذلك توفير منظومة إدارية، وتسجيل طبي متطور، لضمان جودة الخدمة الطبية المقدمة للمرضى، ومن ثم مخرجات آمنة وعادلة لهم، وعمل اللازم فيها لا أكثر ولا أقل، وبشكل يرضى عنه المريض، مما يحتم تقديم الخدمة الطبية المناسبة في الوقت الأمثل، وبالشكل الأمثل، وفي كل مرة، ومع كل المرضى، بدءا من التشخيص والعلاج والمتابعة خلال تقديم الخدمة وما بعد خروج المريض من المسشتفى، وكل ذلك يجسد ماهية "الجودة".
أما كوادر تقديم الخدمة فيتم تدريبهم على الجودة، للوصول بالخدمة لأعلى مستوى لائق، وهو الذي استدعى 57357 لتصميم عدة برامج تعرض من خلالها التفاصيل العملية للجودة للطلاب والخريجين من كليات الطب والصيدلة والأسنان والعلوم والتمريض، ولا يتطلب التدريب الصيفي للطلبة حصول المتدرب على دبلومة في الجودة، ولكن يكفي أساسيات جودة الرعاية الصحية، والإشارة إلى أنها سوق خصبة في العمل المستقبلي له، ويجب تعلمها وتطوير أداءه فيها.
ولكن بعد التخرج والانخراط في سوق العمل، يحتاج المتدرب لدراسة الجودة بشكل متعمق، وهنا تنفذ المستشفى برنامج تدريبي، يقدم خلال 3 أيام أسبوعيا، لمدة 4 أشهر في قسم الجودة بمستشفى 57357، يعمل فيها المتدرب مع الفريق بالمستشفى، في أوقات التدريب، مما يثقل من مهاراته، ويجعله ينقل خبرته لمكان عمله الأساسي بعد العودة إليه، سواء كان حكومي أو خاص، كما يمكنه من تدريب زملاءه في العمل بعد ذلك، لتنمية مهاراتهم وإثقال معلوماتهم وخبراتهم عن الجودة، وتطبيقها داخل المنشآت الصحية.
وقالت د. شيماء المنياوي، أن مستشفى 57357 تتعاون مع الجامعتين الأمريكية وبدر بالقاهرة، في تقديم دبلومات للجودة، والإدارة، وتتضمن أن تقوم مستشفى 57 بالتدريب العملي للجوانب النظرية التي يتعلمونها في هذه الدبلومات، مشيرة إلى أن تطبيق الجودة يعني عمل الإجراء السليم من أول مرة، وكل مرة، واستخدام الموارد المطلوبة لا أكثر ولا أقل منها، مما يمنع الهدر في الوقت أو الجهد أو الموارد، ويعمل المستشفى على مشاريع تحسين للتأكد من تطبيق هذه الإجراءات طوال الوقت.