الدكتور محمود فوزى يكتب .. ”بهية”.. والأثر المجتمعي الملموس
تواصل بعض مؤسسات المجتمع المدني ضرب المثل الأعلى والقدوة فى انتهاج استراتيجيات المسئولية الاجتماعية والأخلاقية نحو فئات ووحدات المجتمع، فقد نجحت مؤسسة بهية في توقيع بروتوكول تعاون؛ بقصد تفعيل دورها التوعوي الهادف إلى تخفيف الآلام عن المرأة المصرية، وتقديم كافة سبل الدعم المادي والمعنوي نحوها، وتفعيل جهودها الحثيثة نحو الاكتشاف المبكر وعلاج سرطان الثدي.
ومن ثم كان لزامًا علينا أن نرفع قبعات الإشادة لهذه المؤسسسة الخيرية العاملة تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعي، كما ينبغى علينا حث ودعوة سائر مؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدنى إلى اتخاذ هذه المنظمومة نموذجًا ومثلًا أعلى فى التنمية المجتمعية الأصيلة، والأهم من ذلك الوعى الأمثل بالدور المجتمعى والمسئولية الأخلاقية الواجب انتهاجها من سائر وحدات المجتمع أفرادًا ومؤسسات.
فيا مسئولي إدارات العلاقات العامة وقطاعات المسئولية الاجتماعية للشركات؛ هل تأملتم القيم الأخلاقية الكامنة في هذه المبادرة الإنسانية الراقية؟ ولماذا يغيب الضوء الإعلامي الحكومي والخاص عن مثل هذه النماذج الوطنية ذات الأبعاد التنموية الراسخة؟
وهل تمتلك جميع جامعاتنا بنية تحتية وأعضاء تدريس في كل كلية مؤهلين للتعامل مع ذوات سرطان الثدي؟ وهل يحرص التليفزيون الحكومي أو القنوات الخاصة – من منطلق مسئوليتهم المجتمعية- على إعداد برامج طبية متخصصة في علاجهم أو على الأقل التوعية بأمراضهم وما يصاحبها من أعراض صحية؟ وهل خصصت لهم وزارة الشباب والرياضة مراكز تدريب مزودة بالإمكانات المادية والموارد البشرية اللازمة لهم؟
وإلى غير ذلك من الأسئلة التي لن تجد جوابًا؛ طالما غاب التكامل الاستراتيجي بين الوعي المجتمعي المسئول عنه الإعلام بشتي صوره ووسائله، وطالما انحدرت الثقافة المجتمعية المسئول عنها أجهزة التنشئة من بيت ومسجد أو كنيسة، ومدرسة، وجامعة، ونادي، ومركز شباب، ومنظمة مدنية.