الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب .. نقطة سوداء يا ” غريب” ..!
لم يتوقع أكثر المتشائمين خسارة المقاولون العرب أمام الزمالك بسداسية تاريخية، كما لم يتوقع أكثر المتفائلين من محبي وعشاق القلعة البيضاء فوز الأبيض بسداسية ملعوبة، جعلت الكثير من النقاد والمشجعين باختلاف انتماءاتهم يطلقون على الفريق بعد هذا الفوز الكاسح والأداء الممتع بأن الزمالك أعاد من جديد فتح مدرسة الفن والهندسة بفنها الراقي وهندستها الفخمة على المستطيل الأخضر.
لاشك أن كرة القدم في الخسارة لاتعرف إلا أبّا واحداً لها هو المدرب، بينما الفوز له أكثر من أب وصانع له، ومباراة الأمس لم يختلف الكثيرون في أنّ شوقي غريب المدير الفني يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية لسببين مهمين وجوهريين ،الأول التشكيل الذي لعب به والثاني عدم إحترامه وتقديره لفريق الزمالك.
غريب نزل اللقاء مغامرًا ولديه الثقة الكبيرة في تفجير المفاجأة والتأهل لنصف نهائي كأس مصر بفوز بعيدًا عن الاحتكام لركلات الترجيح وهي رؤية غير ثاقبة ، في ظل وجود فوارق فنية وبدنية بين لاعبي الفريقين مهما عاني الأبيض من أزمات ومشاكل لكنه قادر على عبورها بحكم أشياء عدة بجانب أنّ الزمالك يتطور أداءه في اللقاءات الأخيرة حيث استغل الكولومبي أوسوريو الفترة السابقة من توقف الدوري والأجندة الدولية في استعادة توازن الفريق وارتداء ثوب جديد مختلف دفاعيًا وهجوميًا حيث يرتفع المنحنى البياني للفريق قبل لقاء القمة يوم 13 يوليو المقبل في الدوري الذي يعد بطولة خاصة بين الزمالك والأهلي.
والمتابع للتشكيل المتوقع والتشكيل النهائي للمقاولون يجد الثغرة التي وقع فيها غريب هجوميا ودفاعيا حيث لعب بثلاثة مدافعين أحمد علاء وأمير عابد، وفاروق نور الدين، ودفع بنجله محمد في خط الوسط رغم أخطاءه الدفاعية والهجومية وعدم مساعدة الدفاع والاعتماد على محمد رزق الذي ظهر تائهًا طوال اللقاء وإبعاد لاعب الوسط المميز لويس إدوارد والمهاجم سافيولا القناص والمميز في التسديد المحكم من خارج منطقة الجزاء والدفع باللاعب محمد فتحي.
في الوقت الذي ظهر فيه لاعبو المقاولون منذ البداية بعيدين عن التركيز والتجهيز للمواجهة في الرقابة والانتشار وتقليل المساحات خاصة في الثلث الأخير من ملعبهم وهي جوانب نجح في استغلالها التونسي سيف الجزيري وزيزو وشيكابالا وابراهيما نداي مع القادمين من الخلف أحمد فتوح وحمزة المثلوثي.
الغريب أن غريب نفى أن تكون الخسارة بالستة نقطة سوداء في تاريخ المقاولون مدللًا على نتائج الفريق في الدوري واحتلاله مركز متقدم رغم التحفظ على المركز حيث توجد فوارق كبيرة بين المقاولون في الدور الأول والمقاولون في الدور الثاني ولم يضع بعد غريب يده على أسباب التراجع وكيف سيعالج ذلك في حال التجديد له والاستمرار مع الفريق..
وعندما يكون الفريق نتائجه جيدة مثلما يقول غريب طول الموسم رغم اختلافي معه، فإن السقوط الكبير بالستة يجعل منها نقطة سوداء.. والكبار عندما يكون سقوطهم ذريعا ومفاجئاً لايكون فقط نقطة سوداء وإنما هزيمة تاريخية يسجلها التاريخ ويتصفحها المتابعون ويتغنى بها المنتصر في أوقات الفرح والحزن.. وعلى مدار الأيام والسنين.!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد والناقد الرياضى