صبري حافظ الوفد: الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب.. ترويض الأسود.. ومعانقة المجد
من الطبيعى تأهل المنتخب الأولمبى لكرة القدم للدورة الأولمبية، حيث يُعد من أكثر المنتخبات الأفريقية مشاركة فى هذا العرس العالمى، والوصول لباريس 2024 هى المرة الثالثة عشرة والثانية على التوالى التى يتأهل فيها المنتخب الكروى للأولمبياد بدءًا من عام 1920 نهاية بطوكيو 2020.
ورغم التأهل فى دورتى 56 بملبورن أستراليا، وموسكو 80، إلا أننا لم نشارك بسبب العدوان الثلاثى على مصر فى الأولى، والغزو الروسى لأفغانستان فى الثانية، وكانت أفضل نتائج نحققها طوال المرات الـ12 هى المركز الرابع فى دورتى أمستردام 1928 وطوكيو 64.
وانتهى مشوار منتخب مصر الأولمبى فى أولمبياد طوكيو2020 الأخيرة فى دور ربع النهائى بالخسارة أمام البرازيل بهدف نظيف.
وخلال 4 مباريات فى طوكيو كانت الحصيلة فى دور المجموعات «تعادل سلبى مع إسبانيا وفوز وحيد على أستراليا 2/1 والخسارة أمام الأرجنتين بهدف» قبل السقوط أمام البرازيل فى ربع النهائى.
وصول منتخبنا للمباراة النهائية لأمم أفريقيا للشباب ومواجهة المغرب بعد غدِ «السبت» على كأس البطولة فرصة العمر لهذا الجيل من اللاعبين وكتابة تاريخ جديد للكرة المصرية ومعانقة المجد باستعادة الكأس، بعد أن ظهر الأسود دون أنياب أمام مالى بالتعادل 2/2 فى الوقت الأصلى والإضافى وأنقذتهم ركلات الترجيح والفوز 4/3، ليضربوا موعدا مع الفراعنة على زعامة القارة الأفريقية لمنتخبات الشباب، رغم أننا تخطينا مالي-التى أحرجت الأشقاء المغاربة بملعبهم ووسط جمهورهم- فى دور المجموعات بهدف نظيف، بعد التعادل سلبيًا مع النيجر وقبل الفوز على الجابون بثنائية.
ما يدعو للتفاؤل أنّ هناك تدرجًا فى مستوى منتخبنا منذ بداية البطولة، ومواجهة فريق مرهق بعد أن لعب وقتًا إضافيًا أمام نظيره المالى، وسيكون تحت ضغط أمام جمهوره فى حال تآخر تهديفه وكلها صعوبات تصب فى صالح منتخبنا الذى أمامه فرصة العمر فى تحقيق إنجاز تاريخى وحصد بطولة خارج الديار والوصول لباريس بروح معنوية مرتفعة.
مباراة السبت تحتاج من البرازيلى روجيرو ميكالى ذكاءً ودراسة جيدة لنقاط القوة والضعف فى مواجهة منافس يقاتل من أجل حفظ ماء الوجه، ويراهن كثيرًا على الجمهور ولاعبينا من الفطنة بتحويل التشجيع والهتافات كطاقة إيجابية لنا تحفزنا لتحقيق إنجاز سيكتبه التاريخ لا يقل عن التأهل للأولمبياد ضمن الثلاثة الكبار أفريقيًا.
ويمتاز الفريق المغربى بالجماعية خاصة فى الثلث الأخير من ملعب المنافس مع تواضع دفاعاته وإجادة ركلات الترجيح سلاح الموهبة بالفطرة للأسود باختلاف الأعمار والمنتخبات.
وفرق بين التأهل للأولمبياد وأنت بطل للقارة وبين الوصافة، وفرق أن تحصد بطولة خارج الديار، وأخرى تجتمع كل العوامل لصالحك من ملعب وجمهور وتعاطف حكام للفوز بها.
فرق بين فريق ذهب إلى المغرب وكل آماله التأهل حتى ولو احتل المركز الثالث وآخر ضرب بكل الصعاب عرض الحائط وتصدى بجسارة الأبطال لكل التحديات وأزمات الكرة المصرية الإدارية والفنية لتحقيق إنجاز من رحم المعاناة لإعادتها لمسارها الصحيح وإزالة الركام الذى كسى كل جسدها حاملا شمعة تضئ فى نفق طويل مظلم مانحًا الأمل فى الخروج بسلام ومتوجًا بأغلى البطولات..!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد والناقد الرياضى