داليا هلال تكتب: الحلول الدموية من مدينتى للميكانيكى!
ماذا يحدث للمصريين؟! .. سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا كثيرا، لخطورة ما أصبح نسبة غير قليلة منا فيه، مهما اختلفت الطبقات والفكر، للأسف الأمر واحد.
لقد استسهل البعض بيننا الحلول الدموية، وأصبح سفك الدماء والقتل أمر في غاية السهولة، بل والحل الأول في أحيان كثيرة، وفي بعض الحوادث لا تكون المخدرات المتهم الرئيسى، لأنه هناك ما أخطر وهو الغضب الذى يعمى العيون ويعجل القدر .
فلا يمكن أن ننسي قضية محمد عادل، الذى أعدم منذ حوالى الشهر، بعد قتل الطالبة ميرنا أشرف في الحادثة الشهيرة، وهما من الطبقة المتوسطة المتوسطة.
ونتابع حادثة مدينتى بكل تفاصيلها الدرامية المتهم فيها الضابط زياد حسام بقتل الدكتورة بسمة، وهما يعبرا عن الطبقة المتوسطة العليا.
وها نحن بصدد حادثة أخرى ، وقعت منء ساعات بسبب الخلاف على ١٥ جنيها، بين ميكانيكى وسائق توك توك، وهما يعبرا عن طبقة أخرى بالتأكد.
وها هى حوادث دموية في سياقات مختلفة، لكن حلولها كانت الدم، بلا أى مبرر ، ولا يمكن أن تكون الضغوط والتحديات المبرر الوحيد، خاصة أنه غير مقنع مثلا في حادثة مدينتى بالمرة، وبشكل ما في حادثة عادل وميرنا، وممكن أن يكون في حادثة الميكانيكى وسائق التوك توك .
ولنقترب من تفاصيل الحادثة الأخيرة، يجب أن نعلم إنه تبين من التحريات والتحقيقات، أن المتهمين تربصوا بالمجنى عليهما بعد علمهم بخروج الأب "الميكانيى" من المسجد بعد إداء صلاة العشاء لينهالوا عليه بثلاث طعنات أودت بحياته على الفور، وعندما حاول الابن التدخل للدفاع عن والده انهالوا عليه بطعنات متفرقة بالجسد مستخدمين فى جريمتهم أسلحة بيضاء تسببت فى مصرعه.
سبب الخلاف بين الطرفين هو حضور المتهم إلى ورشة المجنى عليه الأول وطلب منه إصلاح عطل فى إحدى عجلات الكاوتش الخاص بسيارته، وبعد إصلاح العطل اختلف المتهم والمجنى عليه على ثمن الإصلاح، ليطلب المجنى عليه 30 جنيهًا ثمن إصلاح العطل، بينما أراد صاحب السيارة دفع مبلغ 15 جنيهًا فقط، لتنشب بينهما مشادة كلامية فى النهاية.
انصرف المتهم على إثر تلك المشادة، ليقرر فى نفسه العودة والانتقام من الميكانيكى ليقوم بالتربص به وينتظره عقب خروجه من المسجد لينهال عليه بصحبه 4 آخرين بطعنات متتالية تسببت فى مصرعه ونجله.
فماذا يحدث لنا؟!
خبراء الاجتماع يجمعون على أن التحديات والدراما المستفزة واستسهال الحلول الدموية، وتراجع القيم والوازع الدينى المستنير وزيادة الفساد بأنواعه، هى الأسباب الرئيسية لمثل هذه الحوادث، التى تزايدت بشكل كبير، لكننا نؤكد أن المجتمع المصري أقوى من ذلك، وقادر على تجاوزه، لذا وجب التنبيه وعلى الجميع أن يتحرك.
كاتبة المقال داليا هلال : أديبة ومترجمة وكاتبة صحفية