الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب.. كولر.. شكرًا أوسوريو..!
طوال السنوات التى تفوق فيه الأهلى على الزمالك كانت بهدايا قيمة من مدربين وأخطاء ساذجة من لاعبين، وتكرر هذا السيناريو فى مباراة الفريقين الخميس الماضى عندما منح المدرب الكولومبى أوسوريو الفوز على طبق من ذهب للمنافس ليخرج البعض ويتغنوا بكولر ونسوا من قدّم الهدية، التى انقض عليها السويسرى والتهمها مقدمًا الشكر لـ «أوسوريو».
ولم يكتف بها فقط، وإنما التهم أوسوريو نفسه برباعية تاريخية سُجلت فى تاريخ الكولومبى المأساوى!
صحيح هناك أخطاء ساذجة، وفوارق نسبية فى جودة بعض اللاعبين التى تصنع الفارق، وهناك حاجز نفسى يشعر معه لاعبو الزمالك بأن المنافس أفضل وكعبه عالٍ لأسباب كثيرة، ولكن أوسوريو لم يحترم الأهلى جيدًا، وهناك فرق بين الاحترام والتوازن الدفاعى الهجومى، وبين عدم دراسة المنافس بالمرة ومعرفة الفوارق فى السرعة والتحول من الدفاع إلى الهجوم الذى يمتاز به لاعبو الأهلى فى الثلث الأخير مثل بيرسى تاو، والشحات، وكهربا، وأفشة، وعلى معلول الذى طمع كثيرًا وتقدم أكثر على حدود المنطقة وسدد وسجل!
ولأول مرة يلعب فتوح ونداى كثنائى «محورى ارتكاز» وسط مدافع، واللاعبان لا يجيدان فى هذا المركز وتشكيل وسط الملعب يغلب عليه الشق الهجومى على حساب الجوانب الدفاعية، ولذا من الطبيعى أن تجد لاعبى الدفاع والوسط «الأبيض» تائهين، كل مركز فى جزيرة منعزلة ومنطقة الثلث الأخيرة تحولت لـ«مستعمرة حمراء» يعربد فيها الأهلى كيفما شاء وغزا منطقة الجزاء ويهز الشباك فى أى وقت ومكان!
الهدف الأول كان له تأثير سلبى على الزمالك وإيجابى للأهلى، الأبيض اقتنع بصعوبة العودة من جديد وزاد من هذه القناعة الحالة التى رآها كل لاعب مع الدقائق الأولى الأشبه بالصدمة والرعب للضربة الأولى بلغة المعارك الحربية.
والضربة الأولى القوية والسريعة إذا لم يمتص المتلقى لها قوتها وصدمتها فمضاعفاتها مؤثرة وعنيفة وفاضحة!
ولم يختلف صدى الضربة على الحارس محمد صبحى عن معظم اللاعبين، وكان بإمكان الأهلى زيادة الحصيلة التهديفية لولا الاستهتار والفذلكة والشعور بالأنا والزهو فى أوقات كثيرة.
وصحيح أنه قد تحسن وضع الزمالك نسبيا فى الشوط الثانى بعد راحة بين الشوطين حاول فيها أوسوريو ومعاونوه المعالجة النفسية وإجراء تغييرات لترميم الانكسارات، ولكن بعد فوات الأوان، ولو وفق الجزيرى وزيزو ونداى لكان التعادل النتيجة النهائية وما تغنى ما يتغنون بكولر!
مباراة القمة الأخيرة قد تكون فارقة ودرسًا يستفيد منه الزمالك فى أهمية ترميم الفريق بلاعبين قادرين على صنع الفارق فى كل الخطوط، بداية من حراسة المرمى وقلب الدفاع والوسط والمهاجم الصريح، هناك لاعبون لا يستحقون ارتداء الفانلة البيضاء أخطاؤهم متكررة، والظروف المادية قد تعوق تحقيق الطموحات فى ظل طفرة مادية للمنافسين مثل الأهلى وبيراميدز وفيوتشر، مقابل أسعار نارية للاعبين المصريين تفوق الخيال.
الزمالك أمام معادلة صعبة لتحقيق طموحات الجماهير البيضاء فى الموسم المقبل، وهى تحديات تفوق القدرات وتتطلب النظر فى حلول غير تقليدية وكيفية تدبير الموارد القادرة على استعادة البساط المسحوب محليًا والعرش الأفريقى الغائب عن القلعة البيضاء منذ سنوات.
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد والناقد الرياضى.