الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب..سر نجاح إنبي
حقق فريق إنبى الكروى إنجازًا هذا الموسم مع إسدال الستار على مسابقة الدورى بحجز المقعد السادس فى جدول البطولة، وهو أفضل مركز حققه الفريق منذ سنوات، رغم أن بداية الدورى لم تكن تبشر بالوصول إليه فى ظل التعاقد مع مجموعة لاعبين مغمورين من أندية مغمورة من القسمين الثانى والثالث!
وكشفت إدارة النادى بقيادة أيمن الشريعى عن بُعد نظرها فى اختيار المدير الفنى الحالى تامر مصطفى نظرًا لتجربته غير الموفقة مع الجونة، والتى لم يكن له ذنب فيها لأسباب عدة، وتحملت إدارة إنبى كل الضغوط وأخذت على عاتقها المسئولية الكاملة بعد تغيير عدد من المدربين، ونجح «تامر» فى انتشال الفريق من المؤخرة، ولم يتفوق على إنبى سوى الكبار الأهلى وبيراميدز والزمالك وفيوتشر، وهى أندية تتمتع بتخمة مالية ونجوم بالملايين.
بينما تفوق الفريق البترولى على أندية أكثر إنفاقًا فى شراء لاعبين وخلافه مثل: المقاولون والاتحاد السكندرى وسموحة وفاركو والبنك الأهلى وسيراميكا كليوباترا، وبعضها كان يصارع حتى اللحظات الأخيرة من أجل البقاء فى الممتاز.
ونجحت إدارة النادى بقيادة أيمن الشريعى فى ترشيد النفقات مع تولى المجلس المسئولية، وهبط بالمصروفات لشراء لاعبين من 65 مليونًا سنويًا إلى 15 مليونًا، وحل المعادلة الصعبة بين ترشيد النفقات وتحقيق مركز متقدم عن المواسم السابقة والتخطيط لوضع الفريق فى المربع الذهبى خلال عامين وعدم التدخل فى الأمور الفنية للجهاز.
واهتم «الشريعى» بدور المدرب فى تصعيد لاعبين ناشئين للفريق الأول لتوفير الأموال فى ظل الأسعار النارية فى بورصة مشتعلة لم تستطع إدارات أندية أو المسئولون عن الرياضة فى مصر وقف «غول» ارتفاعها السنوى بشكل فاق كل تصور.
وحارب «الشريعى» ورجاله لترسيخ مبدأ النظرة الجادة للمدربين بقطاع الناشئين وتدعيم الفريق الأول بأفضل عناصره، مع الاهتمام بالقطاع نفسه لنجاح مهمته، وكانت نقطة خلاف وصدام أحيانًا مع بعض مدربى الفريق الأول الذى كان بعضهم لا ينظر إلا للاعب «الجاهز» خوفًا من رحيله بعد خسارة أو خسارتين!
وسعى «الشريعى» عند التعاقد مع أى لاعب لأن يكون قادرًا على العطاء مع الفريق لعدة سنوات والتدعيم فى أضيق الحدود من الخارج، مستعينًا بقطاع الناشئين كخط تفريخ أساسي؛ لذلك اهتم بالتعاقد مع لاعبين صغار السن ونزل بمتوسط أعمار اللاعبين من 32 إلى 25 عامًا.
وكانت جرأة تامر مصطفى المدير الفنى محسوبة فى ظل الخطة الموضوعة أمامه، حيث نجح فى تطوير أداء اللاعبين وحل المعادلة الصعبة بين تثبيت التشكيل والتدوير، وتفوق فيما فشل فيه البعض من خلال انسجام مجموعة اللاعبين «كبارًا وصغارا»، فكانت الروح المعنوية شعارهم خلال المباريات، خاصة الصعبة.
وحقق تامر الكثير من المفاجآت خلال 18 مباراة قادها فى الدورى، فاز فى 10 وتعادل فى 2 وخسر 6 مباريات، بينما حقق العلامة الكاملة فى كأس مصر بالفوز فى 3 مباريات، وفى الرابطة فاز فى لقاء وخسر فى واحد، محققًا إجمالًا نسبة نجاح كبيرة رغم الظروف الصعبة له ولإدارته، وهو درس مهم للأندية.
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد والناقد الرياضى.