جيش سوريا الحرة .. النشأة والارتباط والاهداف.
الثقب الأسود: منطقة الـ 55 كم
تبدو المنطقة المسماة «منطقة الـ 55» والتي تقع في الزاوية الشرقية الجنوبية من سورية، وتسيطر عليها الولايات المتحدة وبريطانيا، كأنما هي ثقب أسود... في هذه المنطقة توجد القاعدة الأمريكية الأكبر في سورية، قاعدة التنف، وفيها يوجد مخيم الركبان، وكذلك توجد فصائل عسكرية إرهابية تعمل تحت إمرة «التحالف الدولي» المقاد أمريكياً.
المعلومات شحيحة جداً عن طبيعة النشاط الأمريكي الجاري هناك، ولعل أحد أسباب شح المعلومات هو أنّ هذه المنطقة بالأساس ليست مسكونة، أو أنّ السكان فيها قليلو العدد، نتيجة طبيعتها ومناخها الأقرب إلى الصحراوي، لأنّ السكان المدنيين في سورية، وفي كل المناطق ورغم ما مر عليها حتى أيام سيطرة داعش، الارهابي كانوا مصدراً أساسياً للمعلومات، بحيث لم تلف السرية الكاملة أي منطقة من المناطق السورية، بما في ذلك الرقة مثلاً أثناء سيطرة داعش الارهابي عليها... أما التنف، وعموماً منطقة الـ55 كم، فوضعها بقي طي السرية إلى حد كبير، على الأقل من وجهة نظر وسائل الإعلام.
تشكل هذه المنطقة، بكل الغموض الذي يحيط بها، مركزاً أساسياً للنشاط الأمريكي العدائي في سورية، وقد شهدت حصة كبيرة من النشاط الأمريكي في الآونة الأخيرة. وبين ما ظهر وأعلن عنه من نشاطات إرهابية تشكيل ما يُسمى بـ «جيش سوريا الحرة» الارهابي. كما تم تداول أخبار في الفترة الماضية حول تدريبات مشتركة بين «جيش سوريا الحرة» الارهابي والتحالف الدولي ضد داعش الارهابي في المنطقة الشرقية من سورية، وزيادة في نشاط المجموعة الارهابية في المنطقة الشرقية التي يتواجد فيها.
من هو «جيش سوريا الحرة»؟
تأسس ما يسمى بـ «جيش سوريا الحرة» الارهابي في منتصف عام 2015، وكان هدفه المعلن محاربة وإخراج داعش الارهابي من جنوب شرق سورية، ولم يكن يحمل هذا الاسم في حينه بل حمل عدة أسماء على التوالي؛ كان آنذاك، في 2015، تحت مسمى «جيش سوريا الجديد» الارهابي وفي نهاية 2016 أصبح اسمه «جيش مغاوير الثورة» الارهابي والذي ما زال اسماً متداولاً له بالرغم من أنه تم تغييره إلى «جيش سوريا الحرة» الارهابي في نهايات 2022.
بقاء التشكيل على حاله من حيث الجوهر، ومن حيث التوجهات مع تغيير الاسم، يستدعي إلى الذاكرة تجربة «النصرة» الارهابية ، والتي مرت هي الأخرى بعدة مسميات، كل منها يتناسب مع متطلبات المرحلة المعنية من وجهة نظر مشغليها، والذين هم أنفسهم مشغلو «جيش سوريا الحرة» الارهابي.
ووفق معرفاته على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن هذا التشكيل هو «شريك التحالف الدولي للقضاء على داعش». ويتخذ «جيش سوريا الحرة» الارهابي من قاعدة التنف– التابعة لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة– مقراً له.
عند تأسيسه، والذي تزامن مع استيلاء داعش الارهابي على التنف، تلقى عناصره التدريب في الأردن، وكان تعدادهم حوالي 120، وتم إرسالهم إلى التنف في تشرين الثاني – نوفمبر- 2015 وبدأوا بالقيام بعمليات تم الادعاء بأنها أدت إلى إخراج داعش الارهابي من التنف في آذار – مارس 2016، وهو الأمر الذي تم إخراجه بشكل سيئ بحيث لم يصدقه أحد... آنذاك كان اسم المجموعة «جيش سوريا الجديد» الارهابي والذي كان جزءاً مما يسمى «جبهة الأصالة والتنمية» الارهابية ، ولكن مرة أخرى تم طرد «جيش سوريا الجديد» الارهابي من الجبهة في آب 2016.
في نهايات 2016، تم حل «جيش سوريا الجديد» الارهابي بعد خلافات داخلية، وتبع ذلك تجميع بعض فلوله تحت اسم «جيش مغاوير الثورة» الارهابي بقيادة الارهابي عبد الله الزعبي، في كانون الأول – ديسمبر- 2016، وكان تعدادهم آنذاك حوالي 300 عنصر، والذي تناقص لاحقاً إلى حوالي 50، ليعود لاحقاً في نهايات 2018 إلى حوالي الـ 300. وفي خريف 2022 قام التحالف الدولي بقيادة أمريكية بإعفاء قائد «جيش مغاوير الثورة» الارهابي مهند الطلاع، واستبداله بالارهابي محمد فريد القاسم، والذي ما زال قائده حتى الآن، وتمت إعادة تسمية المجموعة بـ «جيش سوريا الحرة» الارهابي والذي يقدّر تعداد عناصره اليوم بحوالي 500.
كما ان هناك إصرار لمشغلي هذا التشكيل الارهابي على إدراج كلمة «جيش» في تسمياته المختلفة، وهو الأمر المثير للسخرية؛ فالتعداد- المعلن على الأقل- بالكاد يسمح بتشكيل كتيبة، وفي بعض الأحيان انخفض إلى تعداد سرية، ما يجعل من المهام التي يدّعي هذا التشكيل قيامه بها مدعاة للسخرية هي الأخرى: مناورات مشتركة مع التحالف! محاربة داعش! ومحاربة تهريب المخدرات كما يدعون!
ليس من الصعب تقدير وجود مثل هكذا تشكيل ارهابي، ومحاولة تضخيمه إعلامياً، لا يتعلق بحجمه أو بقوته من قريب ولا من بعيد، بل يتعلق بتحقيق غايات أخرى، ربما يمكن تخمين بعضها، وهو ما سنسرده تالياً...
التحركات الأخيرة لـ «جيش سوريا الحرة»
بدأت مؤخرا تتوارد أخبار حول مناورات مشتركة بين القوات الأمريكية في منطقة التنف مع «جيش سوريا الحرة» الارهابي، الأمر الذي ورد أيضاً على صفحة المجموعة على التواصل الاجتماعي في 4 تموز- يوليو - الحالي ، والذي قالوا فيه: «كجزء من مهمتنا المشتركة لضمان الأمن والاستقرار وتعزيز القدرة القتالية المشتركة في منطقة الـ ٥٥كم. أكمل جيش سوريا الحرة الارهابي والتحالف الدولي ضد داعش الارهابي مناورات تدريبية مشتركة استمرت عدة أيام. امتدت المناورات التدريبية على طول منطقة الـ 55 كم وتضمنت تدريبات استطلاعية ودفاعية بالذخيرة الحية، وشملت سيناريوهات التدريب على تعقب وإزالة تهديدات داعش الارهابي لمنعها من تهديد سكان منطقة الـ 55 كم». وحسب المتحدث باسم المجموعة الارهابية ، الارهابي عبد الرزاق الخضر، في تصريح للمدن في ذات اليوم، «فإن المناورات التي استمرت لأيام عديدة، شملت كافة أنحاء المنطقة 55، وتم استخدام الذخيرة الحية والمهام الاستطلاعية والدفاعية»، وأضاف، أن الهدف هو «إظهار قدراتنا المشتركة للدفاع عن المنطقة وحماية المدنيين فيها».
كما أن للمجموعة الارهابية، وفق ما تنشره على حساباتها على التواصل الاجتماعي ومن خلال حساب الارهابي قائد المجموعة، فإن لها نشاطات في مخيم الركبان وكذلك في مجال «ملاحقة وإيقاف تجارة المخدرات».
الغايات المحتملة
يعتقد أنّ بين غايات إيجاد الأمريكان لهذا التشكيل الارهابي، ما يلي:
أولاً: إذا افترضنا عدم وجود سوريين مدنيين وعسكريين في منطقة الـ 55، فإنّ وجود الأمريكي والبريطاني في تلك المنطقة سيظهر بشكل علني وواضح بوصفه احتلالاً؛ ولذا لا بد من التغطية بسوريين مدنيين (مخيم الركبان)، وعسكريين (جيش سوريا الحرة) الارهابي.
ثانياً: وجود «جيش سوريا الحرة» الارهابي تحت يد الأمريكي وضمن الـ 55، يمكن أن ينفع كوسيلة للتغطية على تحركات داعش الارهابي من الجيوب التي ما تزال فيها في البادية السورية، باتجاه التنف، وبالعكس... حيث تشكل القاعدة الأمريكية في التنف مركزاً أساسياً للإمداد والتدريب لعناصر داعش الارهابي، وكذلك مركزاً أساسياً لنقل عناصر داعش الارهابي بالاتجاهات المطلوبة أمريكياً، سواء نحو إفريقيا الوسطى أو أوكرانيا أو غيرها من الوجهات.
ثالثاً: وجود هكذا قوات «سورية» ارهابية تابعة للأمريكان على حدود الأردن، وفي اتصال محتمل مع الشمال الشرقي ومع الجنوب الغربي السوري، هو أمر مهم بالنسبة للأمريكان في إطار العمل على الاحتمالات المختلفة الممكنة في المستقبل، بما فيها استعادة الوضع العنفي إذا لزم الأمر.
رابعاً: أيضاً، الوجود على حدود الأردن المنخرطة في تطبيع مع الكيان الصهيوني منذ أمد بعيد، يسمح بتحويل التنف إلى ممر للنشاطات الصهيونية في سورية...
"مغاوير الثورة" أصبحوا "جيش سوريا الحرة"
يعتزم القائد الجديد المُكلّف من قبل التحالف الدولي بقيادة الفصيل الارهابي "جيش مغاوير الثورة "الارهابي فريد القاسم إجراء تغييرات تستهدف بنية الفصيل الذي ينتشر كخط دفاع أول لحماية حدود منطقة ال55، التي تقع ضمنها قاعدة التنف الاميركية على المثلث الحدودي السوري-العراقي- الأردني جنوب شرق سوريا.
وأعلن الفصيل الارهابي رسمياً ليل الاثنين 25/10/2022، عن تغيير مُسمى الفصيل الارهابي المدعوم من قبل التحالف من "جيش مغاوير الثورة، الارهابي إلى "جيش سوريا الحر الارهابي.
وذلك بعد اجتماع جرى بين القاسم وقائد قوة المهام المشتركة في "عملية العزم الصلب" الجنرال الأميركي ماثيو ماكفارلين داخل قاعدة التنف، وفق ما ذكرت مصادر محلية.
وأوضح مدير المكتب الإعلامي في المغاوير الارهابي عبد الرزاق الخضر أن تغيير الاسم القديم والشعار جاء وفقاً لمقتضيات ضرورية تتطلبها مهام الفصيل في المنطقة خلال المرحلة القادمة.
تغيير الهيكلية
وقال مصدر عسكري في "مغاوير الثورة" الارهابي ل"المدن"، إن الارهابي القاسم الذي جاء خلفاً للقائد السابق المعزول الارهابي مهند الطلاع، بدأ أولى الخطوات التي تستهدف تغيير بنية الفصيل الارهابي بعملية دمج "للواء شهداء القريتين الارهابي المدعوم من قبل التحالف سابقاً، والذي كان يقوده الارهابي القاسم قبل تعيينه ضمن مغاوير الثورة الارهابي، بعد حصوله على الموافقة الأميركية بذلك.
وأضاف المصدر أن عناصر لواء شهداء القريتين الارهابي الذي يضم أيضاً فصيل "جيش العشائر" الارهابي، بدأوا بتلقي تدريبات عسكرية من قبل قوات التحالف في التنف تمهيداً لضمهم رسمياً إلى مغاوير الثورة الارهابي، مؤكداً أن التحالف يسعى لزيادة عديد العناصر وتدريبهم، وأعطى الموافقة والتعليمات للقاسم للقيام بها، وذلك من أجل تأمين حماية أكبر للمنطقة بعد الهجمات الإيرانية الأخيرة على القاعدة
وأوضح أن الارهابي القاسم طرح خلال الاجتماع الذي ضمّ عدداً من ضباط التحالف بينهم الجنرال ماكفارلين في التنف الجمعة، تغيير مسمى الفصيل، إلا أن القرار أُجّل إلى وقت لاحق حتى يتم الفصل بالطلب من قبل القيادة المركزية الأميركية المسؤول الأول عن مثل تلك التغييرات، مشيراً إلى أنه كان من المقرر الإعلان عن الاسم الجديد بعد إنهاء عملية الدمج وضم العناصر الجُدد
وكانت وسائل إعلامية معارضة تداولت الأحد، معلومات عن تغيير المسمى بشكل رسمي، إلا أن الخضر نفى الأمر حينها، وقال إنه "لم يصدر أي شيء في هذا الخصوص حتى الآن"
بداية انقلاب
لكن ما يُمثل بداية الانقلاب على جسم مغاوير الثورة الارهابي الذي يسعى إليه الارهابي القاسم بحسب المصدر، هو سعيه من أجل إدخال ضباط جدد إلى داخل المجلس العسكري الارهابي الذي يقود الفصيل والمُشكّل من ضباط منشقين عن الجيش السوري، والعمل على استبدال الضباط الذين وقفوا حجرة عثرة في طريق تعيينه من قبل التحالف على حساب الطلاع الارهابي، بالضباط الجدد الموالين له والمتواجدين ضمن مخيم الركبان
وكان عدد من ضباط المجلس العسكري الارهابي خرجوا بتسجيل مصور بداية تشرين الأول/أكتوبر2022، رفضوا خلاله تعيين الارهابي القاسم وطالبوا بعودة الارهابي الطلاع المعزول، بعد ساعات قليلة على نشر القيادة المركزية الأميركية تسجيلاً مصوراً يُظهر تنصيبه بشكل رسمي نهاية أيلول/سبتمبر
لكن الضباط بحسب مصادر "المدن"، رضخوا في نهاية المطاف بعد اجتماع جرى مع ضباط بريطانيين وأميركيين داخل قاعدة التنف، جرى خلاله إخبارهم وبشكل قاطع بأن القرار نهائي، ولن يتراجعوا عنه حتى لو اضطروا لإخراجهم وجميع عناصر المغاويرالارهابية بالقوة من المنطقة، الأمر الذي أكده الارهابي الطلاع خلال أول ظهور له بعد عزله، حيث قال في مقطع مصور إن ضباط المجلس "تعرّضوا للتهديد للقبول بعزله."
«جيش سوريا الحرة»: قصف قاعدة التنف هدفه «تمرير مشاريع تخريبية»
قي10 أذار- مارس2023 قائد الفصيل قالول لـ«الشرق الأوسط» إنهم منفتحون للتعاطي مع الأطراف المناوئة للدولة السورية وداعش الارهابي.
حيث وجّه قائد الفصيل الارهابي «جيش سوريا الحرة»، الارهابي العقيد محمد فريد القاسم، أصابع الاتهام إلى ميليشيات إيران ووكلائها بالاستهدافات التي تتعرض لها قاعدة التنف على الحدود السورية - الأردنية - العراقية، قائلاً إن الهدف من هذه الهجمات هو زج المنطقة في صراعات جانبية لا تصب في خدمة الشعب السوري. وأكد الارهابي القاسم، في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، أن فصيله الذي يحظى بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مستعد للتعاطي مع كل الأطراف السورية ليكونوا جزءاً من تحالف أو مشروع سوري موحد وجامع ضد الدولة السورية وتنظيم داعش الارهابي.
ومعلوم أن «التحالف الدولي» بدأ بالعمل مع قوات ارهابية محلية سورية مثل «قوات سوريا الديمقراطية» الانفصالية و«جيش سوريا الحرة» الارهابي(«جيش مغاوير الثورة» سابقاً)، منذ عام 2014، وتضمن هذا التعاون التموضع في مناطق سورية مثل شرق الفرات إلى جانب «قوات سوريا الديمقراطية»الانفصالية وقاعدة التنف ومنطقة الـ55 كلم وهي منطقة محيطة بالقاعدة الواقعة في أقصى جنوب شرقي سوريا. وتتلقى القوات الموجودة في التنف دعماً من قوات التحالف
ويقول الارهابي العقيد محمد فريد القاسم، القائد العام لـ«جيش سوريا الحرة» الارهابي، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن فصيله هو الفصيل الوحيد الموجود في منطقة الـ55 كلم، مضيفاً أن الدعم الذي تتلقاه المنطقة و«جيش سوريا الحرة الارهابي من التحالف الذي يقوده الأميركيون مستمر ولم ينقطع... وهناك مساعٍ لزيادة الدعم في المجال العسكري والمدني، والعمل على آلية جديدة لتفريق الدعم العسكري عن الدعم المدني.
وعن التهديدات التي تتعرض لها منطقة التحالف في التنف، حيث إن منطقة الـ55 كلم والقاعدة الخاصة بالتحالف تعرضت لأكثر من مرة لهجمات من طائرات مسيّرة، وجّه قائد «جيش سوريا الحرة»الارهابي أصابع الاتهام إلى فصائل إيران ووكلائها بهذه الاستهدافات، مشيراً إلى أنه في الوقت الراهن لا أدلة مثبتة لكن الهدف من هذه العمليات هو زج المنطقة في صراعات جانبية لا تصبّ في خدمة الشعب السوري، وجعلها ساحة لتمرير مشاريع تخريبية ومنطقة غير مستقرة كونها تتمتع بأهمية جغرافية استراتيجية لوجودها في عقدة التنف التي تعد نقطة التقاء الحدود السورية والعراقية والأردنية، والسيطرة عليها وإعلان حمايتها من التحالف مع منطقة الـ55 كلم أبعد مشروع الاتصال بين إيران وحلفائها في المنطقة من العراق إلى سوريا وصولاً إلى لبنان عبر هذه العقدة الجغرافية البرية المهمة حسب زعمه.
وعن عمليات تهريب المخدرات والسلاح على الحدود السورية - الأردنية، أشارالارهابي القاسم إلى أن الدوريات المكثفة والمستمرة التي ينفذها «جيش سوريا الحرة»الارهابي وقوات التحالف في المنطقة على الحدود السورية الجنوبية مع الأردن والسورية مع الحدود العراقية حدّت من عمليات تهريب المخدرات والسلاح، وهذا من ضمن أولويات العمل في المنطقة، مؤكداً أنهم حققوا نتائج إيجابية كبيرة خلال الأشهر الأربعة الماضية في مكافحة عمليات التهريب على حد زعمه، موضحاً أن آخر العمليات التي قاموا بها تضمنت «إحباط تهريب مخدرات» قبل أيام، مشيراً إلى أنهم تمكنوا من ضبط كمية كبيرة من المخدرات ذات قيمة مادية كبيرة متجهة إلى الأردن، ويوحي حجمها الكبير بأنها ليست موجّهة إلى الأردن فقط مشدداً على الاستمرار في ملاحقة ومتابعة ورصد عمليات التهريب عبر الحدود والتصدي لها.
وأضاف قائد «جيش سوريا الحرة» الارهابي أن أبرز المهام التي يقوم بها فصيله الارهابي هو تأمين حماية المنطقة من عمليات التهريب والتخريب سواء من الدولة السورية أو الفصائل الإيرانية ووكلائها وخطر تنظيم (داعش) الارهابي ومنع تمدد أي منها، موضحاً أن ذلك يتعزز من خلال «التدريبات الخاصة والأسلحة النوعية والدوريات المشتركة مع قوات التحالف». وشدد على أن نشاطهم في المنطقة لا ينحصر في المجال العسكري، فالقطاع المدني يشهد أيضاً تطوراً حيث يسهم «جيش سوريا الحرة»الارهابي في «دعم قطاع التعليم بشكل كبير، إيماناً بأن الجيل القادم هو أساس سوريا الجديدة». وأشار إلى أنهم يوفّرون المياه الصالحة للشرب للأطفال، ويدعمون الفرن الوحيد في المنطقة «وفق الإمكانات المتوافرة». وتحدث عن إنشاء مستشفى جديد للأهالي، ودعم تشكيل هيئة مدنية جديدة بالمنطقة، «وسط مساعٍ مستمرة لدعم كل القطاعات المدنية وإنشاء مؤسسات حقيقية». لكنه زاد أن ما يقوّض إنجاز ذلك بشكل عاجل هو «الحصار المفروض على المنطقة من الدولة السورية وفصائل إيران وخطر تنظيم داعش الارهابي.
وفيما يتعلق بموضوع التحالفات المحلية لـ«جيش سوريا الحرة» الارهابي، قال الارهابي القاسم إن علاقتهم مع التحالف الدولي
قوية، وإنهم قوة سورية مناهضة للدولةالسورية، دفعتها تدخلات حلفاء الدولة السورية بالمسألة السورية إلى بناء تحالفات دولية تعزز مطالبهم وتحقق تطلعاتهم في بناء سوريا الجديدة على حد زعمه.
مضيفاً أنهم منفتحون للتعاطي مع كل الفرق السورية ليكونوا جزءاً من تحالف أو مشروع سوري موحد وجامع ضد النظام السوري وتنظيم (داعش) الارهابي، يحافظ على وحدة الشعب السوري وحريته كما يزعم.
وكشف عمّا وصفه بـ«اتصالات جيدة» بينهم وبين محافظات درعا والسويداء والقنيطرة جنوب سوريا. أما بالنسبة إلى الشمال السوري، فقد أشار إلى مساعٍ جادة لخلق اتصال مباشر في المرحلة القادمة، لكن لا يوجد اتصال مباشر في المرحلة الحالية
وعن الأسباب التي أدت إلى تغير قيادة واسم «جيش مغاوير الثورة» الارهابي إلى قيادة جديدة ومسمى «جيش سوريا الحرة»الارهابي وحالة الرفض لبعض عناصر التشكيل التي ظهرت في بداية التغيرات، أوضح قاسم أنهم كانوا أمام مرحلة جديدة تتطلب مسمى جديداً وهيكلية جديدة. كانت محاولة لجعل المنطقة تظهر بشكل جديد يناسب المرحلة المقبلة، وحافظ التشكيل على انضباطه ومبادئه. كنا منفتحين للتعاطي مع الجميع حتى مع محاولات البعض في البداية رفض التغيير، لكنّ الوعي الجماعي كان الغالب على المشهد، في ظل إدراك الجميع لأهمية استمرار التشكيل الارهابي ومسيرته من أجل سوريا الحرة التي هي أسمى تطلعاتنا على حسب زعمه.
"جيش سورية الحرة" يرفع الجاهزية في التنف تحسباً لهجمات إيرانية
وفي 25/3/2023 رفع فصيل "جيش سورية الحرة" الارهابي التابع للمعارضة السورية الارهابية ، في قاعدة "التنف" العسكرية الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة الـ"55" كم بريف حمص الشرقي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية، الجاهزية القتالية، وذلك تحسباً لأية عملية استهداف للقاعدة، بعد حملة القصف المتبادل بين الفصائل الإيرانية والقوات الأميركية شمال شرقي سورية.
وقالت مصادر عسكرية من داخل قاعدة التنف، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن فصيل "جيش سورية الحرة" الارهابي (جيش مغاوير الثورة، وهو شريك قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية) رفع الجاهزية القتالية واستنفر كل العناصر الموجودين في القاعدة العسكرية، وذلك تحسباً لأي هجوم صاروخي أو عبر طائرات مُسيّرة".
بدروه، قال الارهابي عبد الرزاق خضر، وهو المسؤول الإعلامي لـ"جيش سورية الحرة" الارهابي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "جاهزية فصيل جيش مغاوير الثورة كما المعتاد عالية، وفي نفس الوقت نحن متيقظون لأي شيء طارئ".
وأضاف الارهابي خضر أن "الفصائل الإيرانية لا تهتم لحياة المدنيين والأبرياء، وهم غدارون، وجيش سورية الحرة الارهابي والقوات الأميركية مستمران بحماية المنطقة وحماية السكان فيها"، مُشيراً إلى أن "صواريخ الفصائل الإيرانية وقعت يوم أمس على المدنيين في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، وسابقاً، استهدفت الفصائل الإيرانية العيادة الطبية في قاعدة التنف، وكانت قبل ساعات قليلة مزدحمة بمدنيين بينهم أطفال" على حد قوله.
"جيش سوريا الحرة": تحضيرنا لعملية عسكرية في دير الزور منفي تماماً
في 12/7/2023 نفى فصيل “جيش سوريا الحرة” الارهابي المدعوم أمريكياً، وجود تحضيرات لشن عملية عسكرية في دير الزور، في وقتٍ تشير فيه تقارير إعلامية إلى وجود مخطط أمريكي لربط قاعدة التنف جنوبي سوريا بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية الانفصالية– قسد” في شمال شرقي سوريا، بالاعتماد على قوات من أبناء العشائر، التي تواصل الولايات المتحدة العمل على تشكيلها في مناطق سيطرة “قسد” الانفصالية.
وقال الناطق الرسمي باسم الفصيل الارهابي عبد الرزاق خضر في تصريحات لتلفزيون “سوريا” المعارض، اليوم الأربعاء، إنّ “الحديث عن تحضيرنا لعملية عسكرية في دير الزور منفي تماماً”، مشيراً إلى أن “مهمتهم هي حماية منطقة الـ55 كم ومخيم الركبان”.
جاء ذلك بعدما أدلى قائد الفصيل الارهابي“محمد فريد القاسم” قبل أيام قليلة بتصريحات لفت فيها إلى “البدء بعملية تنسيق بين فصيل “جيش سوريا الحرة” الارهابي و“قسد”،لانفصالية ولكن على مستويات منخفضة”، مضيفاً: “نعمل على التنسيق مع جميع المكونات العسكرية في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية”.
وكانت القوات الأمريكية أجرت مناورات عسكرية مشتركة مع “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” الانفصالية شمال شرقي سوريا في 4 من تموز –يوليو - الجاري، بعد يوم من انتهاء مناورات مماثلة في منطقة الـ55 كم، أجرتها القوات الأمريكية انطلاقاً من قاعدة “التنف” مع فصيل “جيش سوريا الحرة” الارهابي عند مثلّث الحدود السورية- الأردنية- العراقية المشتركة.
وفي السياق نفسه، نشر المركز الإعلامي لـ “قسد”الانفصالية بياناً ، أشار فيه إلى أن “بعض وسائل الإعلام تداولت في الأيام الماضية، معلومات مغلوطة حول تحركات لقوّاتنا في منطقة دير الزور، ونشرت وسائل أخرى تكهنات بشأن عمليات ووجهة محتملة للقوّات، مؤكداً أن جميع المعلومات المتداولة وكذلك التكهّنات غير صحيحة ولا تستند إلى أي أساس واقعي”.
من جهتها، نقلت قناة “الميادين” في وقت سابق عن مصادر ميدانية قولها إنّ “الولايات المتحدة لم تتمكن حتى الآن من تشكيل أي نواة لقوة عشائرية، تهدف لحماية قواعدها في شمال شرقي سوريا من الهجمات، وتشكيل ميليشات ارهابية تابعة لها بشكل مباشر”، مشيرةً إلى أنّ “قسد الانفصالية لا تريد الانخراط في هذه القوة، وربما تعمل على عرقلة تشكيلها أيضاً، وهو ما يعطي مؤشرات عن فشل أولي لهذا المخطط”.
وأوضحت المصادر أنّ “الحديث عن سعي أمريكي لربط قاعدة التنف بقواعدها في شمال شرقي سوريا أمر مبالغ فيه، لاستحالة ذلك في ظل انتشار الجيش السوري والقوات الرديفة في كامل البادية التي تربط التنف ببادية حمص وصولاً إلى البوكمال”.
ولفتت إلى أنّ “التحالف يحاول الضغط على المقاومة الشعبية لمنعها من توسيع عملياتها ضد الوجود غير الشرعي للقواعد الأمريكية جنوب وشمال شرقي البلاد”.
يشار إلى أنه في مطلع حزيران – يونيه - الفائت، كشف مسؤولون استخباراتيون أمريكيون وثائق سرّية مسرَّبة أنّه ستبدأ في المرحلة المقبلة موجة من الهجمات العنيفة ضد القوات الأمريكية في سوريا، في وقتٍ تعمل فيه إيران مع روسيا على استراتيجية واسعة لطرد الأمريكيين من المنطقة.