الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب..الشحات المظلوم..!
أحياناً يصلك شعور بأن اتحاد الكرة ورابطة الأندية «فيه حد مسلطهم» لضرب الكرة المصرية فى الصميم وخلق فتنة دائمة بين جماهير الكرة المصرية، وأسلم فى بعض الأحيان بأن كل هذه الأخطاء المتكررة لا تأتى عفويًا وإنما مخطط لها، وقد يكون لغياب الرؤية أو عاطفة تدفعهم للإخلال بميزان العدالة.
لم تمر سويعات على واقعة اعتداء حسين الشحات على المغربى محمد الشيبى لاعب بيراميدز حتى اجتمعت رابطة الأندية وقررت توقيع عقوبة «مضحكة» على الشحات، وكان من الأفضل عدم اجتماعها طالما عقوبتها بهذا الضعف باعتبار أن الأمر برمته يخص لجنة الانضباط، وكان تفسير ثروت سويلم عضو الرابطة غريبًا وهو أن معاقبة حسين الشحات كان قرارًا سريعاً بالإيقاف لمدة مباراتين وغرامة مالية قدرها 20 ألف جنيه بسبب هذا الخطأ الذى وصفه سويلم بـ»الكبير»، وقرار العقوبة -على حد قوله- جاء سريعاً لحل الأزمة! بينما ناديه يغرمه بنصف مليون جنيه!
وهل إيقاف لاعب مباراتين كافٍ بعد فاصل من السب بالدين والشتائم وصفع لاعب منافس انتقلت صورته للعالم وتركت استياءً محليًا وعربيًا خاصة من الأشقاء فى المغرب، وتعقيب السفارة المغربية بالقاهرة وما ترتب عليه من احتقان بين الجماهير المصرية والمغربية بشكل غير مباشر!
الشيبى لم يحتك بالشحات مطلقًا، وكان يلعب كظهير أيمن بينما من صفعه يلعب فى الجهة الأخرى، وكل المشاهدات أكدت عكس ما رغب البعض فى توصيله على أن الشحات دائمًا مظلوم رغم حالة التعدى مع الإصرار والترصد والـ«شو الجماهيري» لنيل قصائد المدح لشجاعته وصفعه!
والشحات كرر مع زملائه نفس المسلسل فى مباراة السوبر بالإمارات و«فلتوا» من العقوبة، وكاد نفس اللاعب يتسبب فى ضياع دورى الأبطال الأفريقى من فريقه عندما جذب حكم مباراة الأهلى والوداد المغربى الإثيوبى باملاك تيسيما من قميصه اعتراضًا عليه، ومن حقه أن يكرر «الخروج عن النص» وغيره طالما هناك من يحمى ويساند!
تحدث الفضيحة وسط تأييد من البعض ومنهم مدرب يقول: «صفعة وقلم» الشحات «كيفنى أوي»، وكيف يتولى هذا المدرب تدريب «نشء أو كبار» ويرسخ فيهم قيمًا وروحًا رياضية؟، ومن يشجع هذا لن يكون مدربًا ناجحًا.
الشحات الذى برزت نجوميته فى الفترة الأخيرة بفضل زملائه يشعر أنه نجم وقادر بذراعه ومعه «شقيقه» خلفه باستمرار أمام الكاميرات والكواليس بحثًا عن شهرة وإعلان الفتونة!
مشاهد وفضائح الكرة المصرية «حصرية» لندرتها وفوجائيتها، تتكرر بسيناريوهات مختلفة فى ظل هذه المنظومة التى تدير الكرة المصرية والتى لم تتغير منذ سنوات؛ إذ تأتى الجمعية العمومية والعلاقات بنفس الأشخاص وتتكرر المأساة الإدارية والفنية ويخرجون على الفضائيات ويكررون نفس الكلام منذ سنوات، لتبقى الكرة المصرية محلك سر وفضائحها عرضًا مستمرًا على شاشات العالم!
والحل وجود شخصيات ليس لها ميول، وكيف يدير هذا أو ذاك اتحادا أو رابطة أو هيئة معينة مفترضًا أنها محايدة، ويخرج علنًا ليعلن عن «هويته» ويتحدى المنافسين، حتى لو لم يعلن عن ميوله، فأفعالهم تفضحهم وأخطاؤهم تكشف مساوئهم وسبب تأخرنا لسنوات، وما يتحقق من انتصارات بقوة دفع ذاتية فقط دون خطط مدروسة.!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد والناقد الرياضى