الكاتب الصحفى مجدى عبد الرحمن يكتب : حتى فى الكهرباء خيار وفاقوس
إذا كانت ازمة الكهرباء فى ظل موجات الحر الشديده أزمة عالمية ونحن نعترف بهذا الا إن منحنى الازمة فى مصر لها مذاق خاص كما هو الحال فى كافة أمورنا فاذا كانت هناك ازمة أرز فان مديرى الجمعيات التعاونية أو تجار الجملة وحتى تجار التجزأة يتمتعون بالسلعة كيفما شاءوا وأينما شاءوا ،فمالك الشئ او السلعه هنا لايضام ولايسعى الى البحث كالمواطن العادى والاسر المحتاجه التى تبحث عن الارز بشتى الطرق وأسعاره الرهيبة حيث تجاوز سعر الكليو ال 36 جنيها.
نفس الشئ بالنسبة للسكر بل ووصل الامر الى اللحوم فاذا كنت من سعداء الحظ وقريبك أو صاحبك أو الجزارمن عائلتك فإن الجزار فى هذه الحالة يستحى ويبيع لهؤلاء من سعداء الحظ بسعر لايقبل المنافسة مجاملة قول محبة قول صداقه قول زى ما تحب .
ومن هنا ياتى حديثنا عن الكهرباء التى تقطع فى اليوم خمس وست مرات وفى كل مرة ساعة أو اقل أو أكثر فى أحياء كثيرة ودون سابق إنذار أو إعلان ولكن سعداء الحظ ممن يسكنون فى مناطاق قريبة من أى مسئول فى شركات الكهرباء حتى السابقين منهم والذين خرجوا على المعاش فهم منعمون بالتيار طوال اليوم لاتنقطع عنهم نهائيا علشان خاطر عيون رئيس شركة أو مدير سابق أوحالى وتتدخل المجاملات بكل بجاحه لينعم جاروا المسئول بالتيار دون انقطاع
وهنا لا اتحدث من فراغ أو كونى من هواة الفرقعه والتهليل أو أن اظيط فى الزيطه لا والله فالواقعه التى أعرفها إن مديراً للكهرباء فى مدينة السادس من اكتوبر فى الحى الخامس تحديداً يسكن هناك مع أسرته ومن يوم مابدأنا مايسمى بتخفيف الاحمال والتيار لم ينققطع حتى عشر دقائق ذرة فى العين ليه علشان خاطر عيون المدير سعادة البيه ويستحى العاملون فى شركة الكهرباء فى المدينة الجديده أن يقطعوا الكهرباء عن هذا المدير الهمام
واذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص وعلى رأى المثل اللى له ضهر ما يضربش على بطنه واذا كان هذا هو حال مدير بالكهرباء فما بالك برئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى والوزراء الحاليين فان فيلا مدبولى فى مدينة الشيخ زايد لا يمسها انقطاع التيار نهائيا بل لاجل عيون وخاطر مدبولى الكهرباء لاتنقطع عن زايد الا قليل القليل يعنى ذرة فى العين فتقدر تقولى بقى اين العدالة يارئيس الحكومة
ان انقطاع التيار الكهربائى يوميا فى العديد من الاحياء الشعبية بالقاهرة والجيزة عرض مستمروالله فها هو حى شبرا وشبرا الخيمة وشبرا البلد وجميع شوارعها يتميزون بنعم ينفردون بعزف سيمفونية انقطاع الكهرباء يوميا خمس وست مرات وفى عز وقت الظهيرة التى تستد فيها حرارة الصيف وبمجرد ان يبدأ السكان فى تنفس الصعداء بعودة التيار فلا يكمل سوى عشر دقائق ثم يعود الى الاختفاء كانه عفريت جاب النور وإنصرف فعاد النور للانقطاع
المهم ان الحسنه الوحيدة التى فعلتها الحكومة هو استثناء المستشفيات من قطع التيار وان كان البعض يقول ان العديد منه خاصة المستشفيات الخاصة الاستثمارية التى تحمل المريض واهله مالايطيق ماديا اشتروا مولدات ضخمة بالاف الجنيهات بحيث ينقطع التيار الحكومى فينطلق عمل المولد بكل طاقته، وان كان السؤال هنا انه اذا كانت الحكومة تعلن وعلى لسان رئيس الحكومة ان هناك ازمة قى المازوت والغاز الطبيعى ولا يوجد مايكفى تشغيل المحطات بطاقتها الكاملة فمن أين أتى هؤلاء بالمازوت لتشغيل المولدات نعم انها عناية الله ترعى اصحاب الاموال وتقسو على الغلابة من المرضى فى المستشفيات الحكومية القليلة الامكانيات حتى أنهم يطلبون من أهل المريض شراء الشاش والقطن والادوية والا فيمت المريض بدمه مهما كان
واذا كنا نتحدث عن المدن وعواصم المحافظات وأنقطاع التيار الا من كان يسكن الى جوارهم المسئول زيد أو عبيد فحدث ولا حرج عما يحدث فى الارياف القرى والنجوع فلتذهب الزراعة الى الجحيم طالما الكبار يأكلون ويشربون دون معاناة فانقطاع التيا ر فى أى منها عرض مستمر وينتج عن ذلك تعطل روافع المياة بالقطع لمدد طويلة وتموت الزراعات من العطش على رأى من قال ضحينا بالجنين علشان الام تعيش
وهناك وجه اخر للعملة ولكنها مماثلة لما يحدث فالعمارات او الابراج السكنية سبحان الله النور يقطع عنها بالساعات وعلى سكان الادوار العليا الانتظار لساعات من اجل الصعود فى الاسنانسير وليس هناك بديل اما الصعود على الارجل ويصاب الساكن كبر أو صغر بالازمات القلبية والجلطات أو ان يصعد بمجرد عودة التيار وقلبة ملئ بالرعب خوفا من إنقطاع الكهرباء فى رحلة الصعود فى صندوق مغلق كالتابوت عقابا له على سكنه فى الادوار العليا
ياسادة كفاية خيار وفاقوس حتى فى الكهرباء والمواطن مازال يعانى من أزمات ما أنزل الله بها من سلطان إننى أطرح هذا على الحكومة لعلها تجد مخرجا للازمة سريعا لحسن الناس على وشك الموت او الاصابة بامراض يتكلف علاجها الاف الجنيهات