وزيرة الهجرة: تشكيل لجنة وطنية لمتابعة العائدين من مناطق الصراع بالتنسيق مع الجهات المعنية
أكدت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، حرص الدولة على رعاية كل أبنائنا القادمين من الخارج بعد الصراعات المُسلحة التي نشأت في عدة دول، مثل الأزمة «الروسية – الأوكرانية» أو الأزمة السودانية، لافتة إلى تشكيل اللجنة الوطنية الدائمة والطلاب العائدين من مناطق الصراع، لتذليل أية عقبات قد تواجه عودة المصريين، والعمل على التنسيق مع الجهات المعنية لتيسير التحاقهم بمؤسسات التعليم حرصًا من الدولة على مصالح أبنائها الطلاب.
وأضافت السفيرة سها جندي، خلال فعاليات النسخة الرابعة من مؤتمر المصريين في الخارج، الذي تنظمه وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج بمشاركة أكثر من ألف مصري ومصرية من أبناء جاليات مصر في قرابة 56 دولة حول العالم، والذي انطلقت فعالياته اليوم، أنه في ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتشكيل لجنة وطنية دائمة تحت إشراف وزارة الهجرة، بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والتعليم العالي، وأجهزة الدولة المعنية، تم تشكيل اللجنة الوطنية الدائمة والطلاب العائدين من مناطق الصراع، كأحد النتائج المستفادة من إدارة أزمة الطلاب المصريين العائدين عقب الأزمة «الروسية – الأوكرانية».
وأوضحت الوزيرة أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وجَّه بفتح ولاية اللجنة الوطنية الدائمة، لتضم في اختصاصاتها النظر في أوضاع الطلبة المصريين في السودان، وتيسير إجراءات تحويل الطلاب المصريين العائدين من الجامعات الروسية، والأوكرانية، والسودانية الراغبين في استكمال دراستهم بالجامعات المصرية الخاصة والأهلية.
ولفتت إلى تخصيص رابط إلكتروني مركزي، وبريد إلكتروني للرد على أسئلة واستفسارات الطلبة المصريين العائدين من الجامعات السودانية والروسية والأوكرانية الراغبين في التحويل إلى الجامعات المصرية الخاصة والأهلية.
وشددت الوزيرة على حرص الوزارة منذ اللحظات الأولى للأزمة «الروسية – الأوكرانية» في متابعة أوضاع أبناء مصر في أوكرانيا، وتشكيل غرفة عمليات لمتابعة موقف الجالية المصرية، والتنسيق مع بعثاتنا الدبلوماسية وكذا مع ممثلي الجالية المصرية بأوكرانيا وروسيا، فضلاً عن عقد اجتماعات إلكترونية مع ممثلي الجالية المصرية في أوكرانيا، ومركز وزارة الهجرة للحوار لشباب المصريين الدارسين بالخارج، وعدد من الطلبة المصريين الدارسين بأوكرانيا وروسيا لرصد الموقف وإعداد تقارير دورية للعرض على الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.
وعن «الأزمة السودانية»، قالت السفيرة سها جندي، إنه تم تشكيل خلية أزمة للتواصل بشأن إعادة الجالية المصرية في السودان في أسرع وقت، والمتابعة والمشاركة في عملية إجلاء المصريين بالتنسيق مع السفارة والقنصلية المصرية في السودان، فضلاً عن مناشدة الجالية المصرية والطلاب بالتوجه إلى نقاط التجمع والإجلاء التي أعلنت عنها وزارة الخارجية ومتابعة جهود تنفيذ جسر جوي لإجلاء المصريين بالسودان، استقبال المئات عبر المنافذ البرية وتوفير عشرات من الحافلات لنقلهم، بالإضافة إلى من تم إجلاؤهم بحرا عن طريق ميناء بورت سودان.
وفيما يتعلق بالزلزال المُدمر في سوريا وتركيا، ذكرَّت الوزيرة، أنه الوزارة تابعت أوضاع المصريين في سوريا وتركيا بشكل لحظي، كما عقدت الوزيرة لقاءًا افتراضيًا مع أبناء الجالية المصرية في تركيا وسوريا لطمأنتهم والوقوف على احتياجاتهم، ومتابعة الموقف مع السفارة المصرية في تركيا، وتخصيص مجموعة عبر «الواتس آب» لمتابعة الطلاب، وتلبية احتياجات من يواجهون تحديات في مناطق الكارثة، والتنسيق مع وزارة التعليم العالي لإعداد قوائم لمتابعة موقف الدارسين في تركيا، وعقد لجنة إدارة الأزمات بشكل مستمر لبحث المشكلات التي يواجهها المصريين، اقتراح خطط بديلة لاستكمال الدراسة في مصر.
كما تحركت الوزارة أيضًا بشكل فوري لدعم أسر المفقودين خلال أداء مناسب الحج خلال عيد الأضحى، بعد تلقي عددًا من الاستغاثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأرقام الشكاوى بالوزارة، لعدد من الأسر ممن فقدوا ذويهم خلال أدائهم مناسك الحج، ليتم التنسيق مع السلطات السعودية المعنية، والسفارة المصرية في المملكة، حتى تم الوقوف على موقفهم، وتبين أنه قد وافتهم المنية في الأراضي المقدسة، ليتم دفنهم في الأراضي المقدسة وفقًا لرغبة ذويهم.
من جانبه، أعلن الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن وجود مسار تعليمي مطور عبر منصة إلكترونية لتسجيل أبناء المصريين في الخارج وامتحانهم عليها، مشيرًا إلى أنه سيتم تقديم مواد تعليمية وخبرات تعليمية لأبنائنا في الخارج.
وأضاف وزير التربية والتعليم، خلال كلمته في المؤتمر، أنه تم توفير أماكن لأبناء مصر في مناطق الصراع عقب عودتهم من مناطق الصراع في السودان في المدارس الحكومية والخاصة بشكل فوري، مؤكدًا أن المصريين في الخارج هم سفراء للدولة في الخارج، وأن الدولة حريصة على دعمهم، ودعم أبنائنا في الخارج.
وأشار إلى أنه سيتم إتاحة طباعة الامتحان وحله ثم إرساله بالبريد السريع للسفارات والقنصليات لأبناء مصر في الخارج، ثم عمل اختبار تحديد مستوى عقب العودة لمصر، موضحًا أن ذلك لن ينطبق على الصف الثالث الثانوي لأن ذلك سيخل بتكافؤ الفرص.
ودعا الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، العلماء والخبراء المصريين في الخارج لزيارة «مدارس المتفوقين» في مصر، لأنها مدارس شديدة التميز، فضلاً عن المدارس الحكومية الدولية التي عليها إقبال شديد من الشعب المصري، فضلاً عن مدارس التكنولوجيا التطبيقية، والتي يتخرج منها الطالب إما للجامعات التكنولوجية، أو الجامعات العادية بمعادلة، أو لسوق العمل مباشرة حسب رغبته.
وأشار إلى أن كتاب «اكتشف»، ضمن المناهج المطورة، ليضم أنشطة عن اللغة الهيروغليفية، وذلك بالتعاون مع الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، في هذا الصدد، موضحًا أن الهدف ليس تعلم قراءة اللغة الهيروغليفية، ولكن معرفة أساسياتها.
وأوضح الوزير أن الوزارة تعمل على زرع قيم احترام العمل والأخر والمثابرة، فضلاً عن زرع الأخلاق، فضلاً عن إزالة «الحشو» من المناهج.
فيما قال السفير عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات، إن أعداد المصريين الدارسين في أوكرانيا وروسيا والسودان كانت كبيرة، بواقع 4 آلاف مصري في أوكرانيا، و18 ألف طالب جامعي في روسيا، و8 آلاف طالب في السودان، وكانت الخطوة الأولى إعادة الطلاب، وإجراء امتحانات تحديد مستوى لهم واستيعابهم داخل المدارس والجامعات.
وأضاف مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات، خلال كلمته في المؤتمر، أنه تم ضم السودان إلى اللجنة الوطنية الدائمة بشأن المصريين في الخارج روسيا وأوكرانيا، مع الدراسة اليومية لأحوال الطلاب ودراسة أوضاعهم، و«فلترة» مشاكلهم، والعمل على حلها.
وأكد الدكتور محمد حلمي الغر، أمين مجلس الجامعات الخاصة والأهلية، أن هناك مشاكل عدة واجهت اللجنة الخاصة بالمصريين القادمين من الخارج؛ فمثلاً عدد كبير من الطلبة سافروا للخارج لأنهم لم يحصلوا على الحد الأدنى للقبول بالجامعات هنا، ولجئوا لكليات لا تحتاج لحد أدنى بالقبول نظرًا لكثرة عدد الجامعات؛ فمثلاً في روسيا يبلغ عددها 1450 جامعة، وفي مصر يتواجد 100 جامعة فقط، كما أن مصاريف التعليم أقل من نظيرتها من نفس المستوى التعليمي في مصر.
وأضاف أمين مجلس الجامعات الخاصة والأهلية، خلال كلمته، أن الطالب تم قبوله دون حد أدنى في الثانوية العامة، لكن يتم تحويله لجامعة مناظرة للتخصص الذي كان يدرسه في الخارج، وتم الاستقرار أن يدرس الطالب في الجامعة للعائدين من الخارج لمدة سنة ليُمنح الشهادة من الجامعة التي تم تحويله له.
وأوضح أنه تم تسكين قرابة 12 ألف طالب وطالبة من القادمين من الجامعات الروسية والسودانية، وأنه يتبقى عدد قليل سيتم توزيعه في هذه المرحلة؛ حيث سيصل العدد إلى 15 ألف طالب وطالبة لمختلف الجامعات، وهو عدد ضخم جدًا استغرق العمل عليه مجهود ضخم جدًا، مشيدًا بتعاون وزارة الهجرة والمصريين في الخارج والجهات المعنية معهم لتنفيذ تلك المهمة.